عانت أسواق النفط من ارتفاع الفائض في المعروض منذ بداية عام 2014. وقد أدى تراكم المخزون إلى انخفاض حاد في أسعار النفط من115 دولار أمريكيللبرميل في منتصف عام 2014 إلى 34 دولار أمريكي في الوقت الحاضر. ولكن تشير أحدث البيانات إلى أن سوق النفط قد بدأ في التكيف ببطء مع الاختلال بين الطلب والعرض. فانخفاض الأسعار يشجع على زيادة استهلاك الطاقة، كما يدفع بمنتجيالنفط عالي التكلفة خارج السوق. سيعمل المسار الذي يأخذه تكيّف السوق فضلاً عن تأثير الصدمات الجديدة على تحديد أسعار النفط في عام 2016. ووفقاً لرؤيتنا الأساسية المبنية على افتراضات استمرار النمو في الطلب، وخفض الإمدادات من الولايات المتحدة، وارتفاع الصادرات الإيرانية، واستقرار الإنتاج لدى بقية دول الأوبك، فإننا نتوقع أن يكون متوسط سعر خام برنت 44 دولار أمريكي للبرميل في 2016.
يبلغ فائض المعروض في أسواق النفط في الوقت الحاضر حوالي 1.6 مليون برميل يومياً. ويُرجح أن تحدد أربعة أسئلة الكيفية التي سيتم بها التخلص من المعروض الزائد، وبالتالي تشكيل أسواق النفط في عام 2016. أولاً، هل سيستمر النمو القوي في الطلب (والذي وصل 1.6 مليون برميل في اليوم خلال عام 2015،الأعلى في خمس سنوات) خلال عام 2016؟ ثانياً، كيف ستكون ردة فعل منتجي النفط الصخري عالي التكلفة في الولايات المتحدة تجاه انخفاض الأسعار الذي قد يلحق الخسائر ببعض أعمالهم؟ ثالثاً، متى سيتم رفع العقوبات عن إيران، وكم هو مقدار النفط الإضافي الذي بإمكان إيران إنتاجه بعد رفع العقوبات؟ رابعاً، هل ستواصل بقية دول الأوبك إنتاجها بالمستويات الحالية أم أن العوامل الجيوسياسية قد تعطل إنتاجها؟
لتقييم كيفية تأثير هذه الأسئلة على أسعار النفط، سوف ندرس ثلاثة سيناريوهات، كل سيناريو منها يقدم مجموعة من وجهات النظر حول الأسئلة الأربعة.
في ظل هذا السيناريو، من المحتمل أن يتقلص فائض المعروض في الأسواق إلى 0.8 مليون برميل في اليوم. وبناء على العلاقة التاريخية بين التغييرات في فائض المعروض وأسعار النفط، نتوقع أن تبلغ أسعار النفط متوسط 44 دولار للبرميل في عام 2016 بانخفاض عن متوسط 54دولار للبرميل في 2015.
بحسب هذا السيناريو، ستتفاقم اختلالات السوق وسيزيد فائض المعروض إلى 2.2 مليون برميل في اليوم. ونتيجة لذلك، يُتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 36 دولار أمريكي في 2016، وهو تراجع بمقدار الثلث تقريباً مقارنة بمتوسط أسعار عام 2015.
وفقاً لهذا السيناريو، سيستعيد السوق توازنه في 2016 حيث سيتجاوز نمو الطلب نمو المعروض بواقع 0.3 مليون برميل في اليوم، وعندما يبدأ ذلك في تقليص المخزونات الضخمة التي تكونت خلال السنوات القليلة الماضية، سيبلغ متوسط أسعار النفط 50 دولار للبرميل في 2016.
الخلاصة. تؤكد الاضطرابات الأخيرة في أسواق النفط أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل هذه الأسواق.لكن من الممكنالتعامل مع الشكوك الكبيرة الموجودة في السوق حالياً من خلالالنظر في سيناريوهات مختلفة. إن محاولتنا لقياس تأثير وجهات النظر المختلفة على أسعار النفط تشير إلى أن أسعار النفط يُتوقع أن تبلغ 44 دولار للبرميل في 2016 وفقاً للسيناريو الأساسي الذي وضعناه. ووفقاً للسيناريو الآخر الأكثر تشاؤماً، فإن نمو الطلب سيكون مكبوحاً أكثر مما هو عليه في السيناريو الأساسي، ونمو المعروض سيكون أكثر قوة، لذلك فإن أسعار النفط ستبلغ 36 دولار للبرميل. أما في السيناريو المتفائل، والذي يُرجح أن يشهد فيه المعروض تراجعاً كبيراً مع نمو قوي في الطلب، فإن متوسط أسعار النفط قد يبلغ 50 دولار للبرميل.
اذا فتحت سوق ايران
فسوف يصل البرميل ل 20 دولار والله المستعان