لا أحتاج الكتابة، أحتاج الحلم، أحتاج عندما أنام أن أصحو وفي ذهني شيء مـن أمسية لم أعشها بجسدي ولكني كنتها بروحي، لا أحتاج لتخيل ما أريد ولا حتى لفعل ما أريد، أحتاج أن أحلم بما أريد، في الحلم وعلى عكس التخيل، وأيضاً على عكس الواقع، يحدث كل شيء كما أريد دون أن أخطط له، المؤلم والمبهج يحدثان بعفوية الواقع دون نتائجه، مشاعرنا في الحلم لا يمكن إلا أن تكون حقيقية، في الواقع والتخيل يمكننا تزييف مشاعرنا، والكذب على أنفسنا أيضاً. هاهو حلمي، يرى للسواد يحيطه، مثل ورقة في الخريف..
تكابرُ أن تسقط من على شجرته، وتشعر بالغربة حين تقطع الطريق من أمامها أسراب الورق التائه في الريح، في الغياب.
هاهو السواد الذي ينزرع هنا؛ في هذا اليسار الأجوف
أرى رأسي ثمرةً لا تنضج.
قيظ يشتعل من فوقها، مطر رمادي يصفعها، يتناوبُ عليها القلق والمرض والغربة والجنون.
نص: مهدي سلمان
من ديوانه الإلكتروني: لن أقول شيئاً هذه المرة