لم يكد الفن المصري يودع الممثل ممدوح عبدالعليم حتى لحق به بعد يوم الفنان المخضرم حمدي أحمد، أحد نجوم السينما المصرية في ستينات القرن العشرين، والذي تميز في العديد من الأدوار السياسية والاجتماعية التي ترسّخت في ذاكرة المشاهدين ، حسبما أفادت صحيفة الحياة اليوم الجمعة (8 يناير / كانون الثاني 2016)
توفي حمدي أحمد في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد تعرضه لأزمة قلبية عن عمر يناهز 82 سنة. وصلي على جثمانه في مسجد الحصري في «مدينة 6 أكتوبر» عقب صلاة الجمعة. ونعت نقابة المهن التمثيلية الراحل في بيان جاء فيه: «ندعو الله أن يعفو عنه وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى وأن يلهم أهله الصبر والسلوان».
ولد حمدي أحمد في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1933 في محافظة سوهاج. تخرج في معهد الفنون المسرحية العام 1961، وكان أيضاً يدرس في كلية التجارة وفي معهد الفنون المسرحية، لكنه ترك كلية التجارة واستمر بمعهد الفنون المسرحية. فاز بجائزة أحسن وجه جديد العام 1966. حصل على جائزة جامعة الدول العربية عن دوره في «القاهرة 30» العام 1967. كما حصل على جائزة عن فيلم أبناء الصمت. وشغل منصب مدير المسرح الكوميدي العام 1985.
شارك في أكثر من 35 مسرحية و25 فيلماً سينمائياً و30 فيلماً تلفزيونياً و89 مسلسلاً تلفزيونياً وما يزيد عن 3000 ساعة إذاعية.
الانطلاقة الحقيقية له سينمائياً جاءت في رائعة المخرج صلاح أبو سيف «القاهرة 30» عن رواية نجيب محفوظ «القاهرة الجديدة». وأعطاه أبو سيف دور البطولة أمام سعاد حسني وأحمد مظهر، وعبدالمنعم إبراهيم. وكان حمدي أحمد، واحداً من مجموعة من الوجوه الشابة وقتها قدمها صلاح أبو سيف.
ومن أبرز أعماله السينمائية: «أبناء الصمت»، «المتمردون»، «لقاء مع الماضي»، «الأرض»، «فجر الإسلام»، «سوق المتعة»، «أنف وثلاث عيون»، «صرخة نملة» (آخر أعمال السينمائية).
أما أبرز أدواره فهي «محجوب عبدالدايم» في «القاهرة 30»، الفلاح الساذج في «البداية»، الجد في «عرق البلح»، والقاضي حلاوة في «علي الزيبق».
وعلى الصعيد الدرامي، شارك حمدي أحمد في أعمال عدو أشهرها: «جمهورية زفتى»، و «السمان والخريف»، و «في مهب الريح»، و «بوابة المتولي»، و «إمام الدعاة»، و «بعد الطوفان»، و «ينابيع العشق»، و «الفارس الأخير»، و «الوسية» و «الحارة» و «في غمضة عين».
وفي عالم السياسة كان لحمدي أحمد موطئ قدم، فقد انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1979. وكان كاتباً سياسياً في صحف عدة هي «الشعب» و «الأهالي» و «الأحرار» و «الميدان» و «الخميس». وكان يكتب «رؤية» في جريدة «الأسبوع» منذ 1998. سجنته قوات الاحتلال البريطاني في مصر العام 1949 وهو في السادسة عشرة من عمره، لمشاركته في تظاهرات احتجاجية ضد الاحتلال البريطاني.
نعى حمدي أحمد جمهوره العريض ومحبوه على مواقع التواصل الاجتماعي، كما فعل فنانون كثر. فوضع الممثل أحمد السقا صورة الراحل على صفحته على «فايسبوك» وكتب: «ربنا يرحمك برحمته... أستاذ حمدي أحمد». أما الفنان صلاح عبدالله فنعى الراحل قائلاً: «ألف رحمة ونور يا عمنا وأستاذنا، صلوا الفجر وادعوا له، أسألكم الفاتحة والدعاء للكبير القدير حمدي أحمد».
يذكر أن الراحل متزوج من فريال عاشور، ولديه منها ابنتان وابن، هم: شرويت وميريت ومحمود.