العدد 2494 - السبت 04 يوليو 2009م الموافق 11 رجب 1430هـ

جرس إنذار... وخلايا نائمة!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

بصرف النظر عن تفاصيل ما حدث في لقاء الأهلي والرفاع في نصف نهائي كأس الملك وما انتهى عليه من الانسحاب الأهلاوي، فإن ذلك ما هو حلقة جديدة من مسلسل طويل وممل ومزمن نعيشه منذ سنوات طويلة أساسه واقعنا الكروي الصعب والمليء بالسلبيات الذي أصبح بيئة خصبة لنشوب المشكلات بشتى أنواعها ومن أطراف مختلفة.

ووفق قراءتي ومتابعتي لكل ما ذكر وكتب في اليومين الماضيين عن صحة هدف الرفاع والانسحاب الأهلاوي، فإنني لاحظت أن غالبية ما ذكر دار في إطار رد الفعل لحدث ما سبق له الوقوع في ملاعبنا الكروية وليس «اختراعا جديدا» ولن يكون الأخير طالما ظلت أوضاعنا تسير بهذه الصورة المليئة بالأخطاء والسلبيات في تنظيم وتسيير مسابقاتنا الكروية التي تعاني من عدم الاهتمام والتنظيم الأمر الذي ولد أفكارا سلبية هي أشبه بـ«قنابل موقوتة وخلايا نائمة» قابلة للانفجار في أية لحظة وعلى أي خطأ كان بسيطا أو كبيرا سواء أثناء المباراة أو من حكم أو من وضع جدول مباريات أو تنظيم مسابقات الموسم!

الانسحابات مرفوضة لكنها لدينا في البحرين ليست واقعا جديدا وسبق وقوعها بصور أكثر ضراوة وفي مناسبات كبيرة. إذ مازلنا نتذكر نهائي كأس الملك «الأمير سابقا» العام 1982 عندما انسحب الرفاع من مباراته أمام المحرق احتجاجا على احتساب ركلة جزاء للمحرق قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء الذي كان يحضره عاهل البلاد «ولي العهد آنذاك» ثم تكررت الصورة في نهائي كأس ولي العهد بين المحرق والرفاع العام 2003 بانسحاب المحرق احتجاجا على قرارات الحكم الدولي السابق يوسف حسين وتمت يومها مراسم التتويج داخل قاعة مغلقة بل امتدت الحوادث المؤسفة إلى نهائيات ومباريات الفئات وآخرها ما حدث في لقاء المالكية ومدينة عيسى للناشئين.

وتلك السيناريوهات والحوادث قابلة للتكرار من الأهلي أو غيره من الأندية ونؤكد أنها مرفوضة لكنها ستظل واقعا يلاحقنا إلا إذا اوجدنا أجواء وأرضية أفضل لمسابقاتنا الكروية التي ينظر إليها جميع الأطراف وأولها أنديتنا انها معاناة ومضيعة وقت وعبء مالي ونفسي على الأندية وإدارييها ولاعبيها. وفي الموسم الجاري تحولت لما يشبه «الانتحار» في ظل إقامة كأسي الملك وولي العهد في عز الصيف دون مراعاة للكثير من الأمور!

ومن يريد التأكد مما سبق ذكرناه في سطور مقالتنا عليه الاستفسار حتى من الناديين اللذين بلغا نهائي كأس الملك «المحرق والرفاع» فلديهما ملاحظات وتحفظات كثيرة فلك أن تتصور حال الناديين لو وفقا في تجاوز نصف نهائي كأس ولي العهد فإنهما سيلعبان مع بعضهما مباراتين نهائيتين في كأسي الملك ولي العهد في غضون خمسة أيام يومي 12 و17 الجاري في صورة غير مسبوقة لدينا!

أقولها بصدق وأمانة ومن وحي متابعة وقرب لأوضاع وسير مسابقاتنا المحلية أن «الجزء» الذي وقع في لقاء الأهلي والرفاع ما هو إلا انعكاس لوضع «الكل» في كرتنا، وعلينا أن نكون صريحين بأن الكل يتذمر سواء بصوت مسموع أو خفي ولماذا لا ننظر لما حدث بأنه قرع جرس إنذار لتصحيح وضعنا الكروي لأن مشكلاتنا ستظهر في كل مرة بصورة مختلفة ومن دون أن نحتسب، والمشكلة ليست في اتحاد الكرة وحده بل من عدة أطراف ومن بينها الأندية نفسها التي تئن وتعاني عند وقوع المصائب.

وأخيرا فإن المقصود هو خلق بيئة كروية سليمة تعمل فيها الأندية مع اتحاد الكرة وحتى الجهات العليا وفق روح الأسرة الواحدة والثقة والعلاقات الودية وتبعد النوايا السيئة فيما بيننا وتنظم مسابقاتنا على أسس صحيحة ومنظمة بصورة لا تسمح بإثارة الأقاويل والشكوك ولا تفتح ولو «نافذة» للمشكلات.

وكفى المؤمنين شر القتال

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2494 - السبت 04 يوليو 2009م الموافق 11 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً