بدأ العام الجديد بكثير من التحديات والمشكلات والأزمات والإيحاءات النفسية التي أعتبرها، كمتخصصة، في علم النفس تمهيداً للخضوع وتقبل الأخطاء التي نعايشها في مجتمعاتنا بشكل أكبر، لست متشائمة ولا محللة اقتصادية بل متخصصة في علم النفس والذي يدخل في كثير من تفاصيل حياتنا اليومية.
وقد تحدث الكثيرون عن الإيحاء النفسي وخاصة الذاتي في قدرته على إضافة الكثير من نقاط القوة في شخصية الفرد بل زاد الأمر لإثبات قوة الايحاء الذاتي في القدرة على الشفاء من بعض الأمراض حتى المستعصية منها، لكن ماذا عن التفكير في الجانب المقابل لقوة الإيحاء وهو إضعاف بعض الأفكار أو الاستسلام والخضوع لبعضها وان كنا رافضين لها.
ولأفسر الايحاء النفسي هنا بطريقة مبسطة فوعي الانسان ينقسم الى منطقتين «الشعور واللاشعور» وهما المتحكمان في انفعالاته وتصرفاته جميعها؛ وذلك لأنه يختزن بداخلهما المحركات والبواعث التي توجه مسار حياته بشكل لا إرادي منه، فاحيانا ننجذب الى أشخاص أو أشياء أو حتى أماكن، وأحيانًا ننفر من أشياء أو أشخاص من تلقاء أنفسنا، وحين نحاول البحث عن سبب منطقي لتصرفنا هذا لا ننجح في ذلك الا نادراً.
إن معرفة العلماء لهذا الأمر جعل الكثيرين يخططون لاستغلال هذه المساحة الموجودة في النفس البشرية لتسيير حياة البشر وذلك من خلال طريقين، الاول يتمثل في ايهام الشخص ببعض المعتقدات أو القرارات التي تغير تفكيره وتجعله دمية سهلة التحريك وسهلة الخضوع والتقبل لها، أما الثانية فهي باعتماد تقنية الايحاء الذاتي الذي يمارسه الانسان بنفسه مع نفسه، فيرسخ داخله كل الصفات الجميلة ويهذب سلوكياته.
ومن الملاحظ في عملية الايحاء أن التجمعات البشرية تكون سهلة الانقياد والتشكيل بعكس الأفراد، لهذا يحتاج الشخص من وقت إلى آخر الى وقفة مع النفس يغربل فيها قيمه وافكاره، ويفرض نوعا من الرقابة على المدخلات التي يتلقاها وخاصة من الاعلام وينظر الى الحياة بصورة أكثر تحليلا وايجابية وواقعية.
إن الايحاء النفسي ليس مجرد تقنيات للاسترخاء أو ترديد عبارات نحاول بها إقناع أنفسنا بالتشافي أو بشحذ همتنا وزيادة ثقتنا بأنفسنا، بل هو أمر أكبر بكثير يسيّر توجهاتنا اليومية ويؤثر على مناعة جهازنا النفسي وقوة تحملنا ومقاومتنا للأمراض النفسية.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 4871 - الخميس 07 يناير 2016م الموافق 27 ربيع الاول 1437هـ
نصائح مفيده
لقرّاء الوسط خاصةً
فاطمة
كلامك عسل عسل مع العام الجديد ... من غازي حسين