العدد 4871 - الخميس 07 يناير 2016م الموافق 27 ربيع الاول 1437هـ

«الثقافة»: العمل الحفاظي والتوثيقي والترميمي للتراث العمراني في المحرق أهم أولويّاتنا

المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار 

07 يناير 2016

رداً على ما نشرته صحيفة «الوسط» في مقالين الأول بعنوان «بيتا الشيخ سلمان والشيخ عيسى بالمحرق... تراث «صامت» باستثمار سياحي متواضع» والمنشور يوم السبت الموافق 2 يناير 2016، والثاني بعنوان «الكبيسي: لجنة مشتركة مع «الثقافة» لبحث أوضاع أملاك وضعت وصايتها عليها، مواطنون يشكون عدم إمكانية التصرف في أملاكهم بسبب مشروع «طريق اللؤلؤ»»، والمنشور يوم الأربعاء الموافق 6 يناير 2016، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تؤكد أن العمل الحفاظي والتوثيقي والترميمي للتراث العمراني في مدينة المحرق يعد من أهم أولويّاتها؛ وذلك لإيمانها بدور التراث والثقافة المحلية الأصيلة لمملكة البحرين في التعريف بإنجازاتها الحضارية الممتدة على مدى حقب تاريخية مختلفة، وأن هذا الموروث الثقافي مازال حياً نابضاً، ولذا تؤكد الهيئة بجانب الترميم على إعادة تأهيل المباني التاريخية والآثار، للتأكيد على أن تراثنا المحلي لم يندثر بعد، ولكن يلزم أن يصاغ بمفردات الحاضر وأن يكون محفزاً لمحاور تنمية مستقبلية مستدامة.

كما وتوضح هيئة البحرين للثقافة والآثار أن جهودها لتهيئة المباني التراثية في المحرق لاستقبال الزوار متواصلة ضمن استراتيجية واضحة، حيث عمدت الهيئة مؤخراً على تنظيم حفل خيري في مدرسة الهداية الخليفية بعد أن انتهت من ترميمها وابراز أصالتها كأحد أبرز المباني التاريخية في المحرق والشاهدة على عراقة مسيرة التعليم والثقافة في البحرين، وذلك في سبيل دعم العروض المتحفية فيها وتجهيز إضاءة المبنى ليكون أيقونة تراثية تثري تجربة زوار مدينة المحرق من مواطنين، مقيمين وسياح. كما تشدد الهيئة على أن العمل جارٍ لتجهيز وتأهيل أكبر عدد ممكن من الأماكن التي تحكي قصة المدينة القديمة والتي تتواجد في أولوية المواقع التي تروّج لتاريخ المحرّق، وكذلك الحال في بيت صاحب العظمة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي تمّ ترميمه وتأهيل بعض غرفه بعروض توضح تاريخ البيت ومؤسسه، كمرحلة أولى أثنى عليها جميع مرتادي المكان، وجاري استكمال تصميم العروض لتعرض حياة حكام البحرين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والزيارات المتاحة للمكان هي غير رسمية بعد، حيث لم يفتتح البيت للجمهور حتى الآن، وبيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي له خصوصية في كل غرفة من غرفه، وجاري العمل حالياً على عروض متحفية تحكي حياة الشيخ عيسى وقصة البيت وتاريخ حقبة مهمة من البحرين الحديثة، بعد أن قامت الهيئة بترميم واجهاته الخارجية وتنفيذ مشروع إضاءة ليلية أبرز من مكانته وسط الحيز العمراني المحيط، ومخططات الهيئة لهذا البيت طموحة جداً، ليس فقط بأن تهيئ الداخل عبر عرض يليق بتاريخ المبنى ووضعه العمراني، بل يتضمن أيضا تهيئة الفراغ العام الذي يحيطه بحديقة مفتوحة للمواطن ينقل فيها المعرض الذي فاز بجائزة معرض ميلانو مؤخراً، وليضيف ذلك كله قيمة ستنفرد بها المحرق عن باقي مدن الخليج، وستجعلها بحق جديرة بأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2018.

وفي ذات السياق، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار أطلقت، وضمن احتفالاتها بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين خلال عام 2015م، برنامجها لعام 2016م بشعار «البحرين وجهتك» الذي يضع العمران التراثي البحريني كأحد أركانه الخمسة. وهذا البرنامج إنما يأتي في سياق عمل الهيئة على الترويج لما تملكه البحرين من مقومات حضارية ومكتسبات ثقافية تساهم في جعلها واحدة من أبرز وجهات السياحة الثقافية في المنطقة.

أما بخصوص مشروع طريق اللؤلؤ المعترف به من قبل منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تؤكد أن من أحد أهم أهداف المشروع، الارتقاء بالمشهد التراثي العمراني لمدينة المحرق وتعزيز مكانة المباني التاريخية وتهيئتها لتقوم بدورها في عملية التنمية االمستدامة للمدينة وللمجتمع المحلي وقت جهوزية طريق اللؤلؤ عام 2018م. كما توضح الهيئة أنها مازالت تتمسك بالعمل الجماعي طريقة نحو الحفاظ على التراث العمراني لمدن البحرين، وأن مسئولية إرساء اللغة العمرانية الجميلة تتحملها أطراف عدة تعمل معاً من أجل مستقبل ثقافي وعمراني أفضل لمملكة البحرين.

العدد 4871 - الخميس 07 يناير 2016م الموافق 27 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً