قالت لجان التنسيق المحلية في سورية «إن القوات التي تسيطر حالياً على سد تشرين القائم على نهر الفرات شمال سورية، هي القوات الأميركية، وقد اتخذت من المدينة السكنية للسد الواقعة غربي نهر الفرات مقراً لها».
وأضافت لجان التنسيق المعارضة في بيان لها أرسلته لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016) إن هذه القوات «تنتظر حالياً معركة السيطرة على مدينة منبج الواقعة غربي نهر الفرات شمال مدينة حلب».
وأضافت هذه اللجان أن وجود القوات الأميركية هو ما «يفسر تأكيد السلطات التركية في وقت سابق أن قوات الحماية الكردية لم تعبر إلى الجانب الغربي لنهر الفرات».
وكانت لجان التنسيق قد نشرت سابقاً خبر وصول مجموعة من الجنود والضباط الأميركيين إلى مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية شمال سورية بتاريخ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وأكدت مصادر لجان التنسيق تشكيل القوات الأميركية غرفة عمليات مشتركة مع «قوات سوريا الديمقراطية» مقرها بلدة مصرين في ريف حلب الشمالي بتاريخ 22 ديسمبر/ كانون الأول 2015 تمهيداً للسيطرة على سد تشرين.
وقامت طائرات التحالف الدولي باستهداف المدينة السكنية في سد تشرين والقرى المحيطة للسد كغطاء جوي للقوات البرية التي خاضت معركة استمرت أسبوعاً مع تنظيم «داعش» حتى تمكنت من السيطرة على السد.
وتفيد مصادر متطابقة للجان التنسيق المحلية وتقارير إخبارية عديدة أن « تنظيم داعش يقوم حالياً بنقل آلياته وأسلحته الثقيلة من مدينة منبج، كما قام أيضاً بنقل السجناء من المدينة، بما يوحي تسليمه بالأمر الواقع، والانسحاب من منبج لصالح قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل قوات الحماية الكردية عمودها الفقري».
وتأتي هذه الأنباء بعد الحديث عن»(مخاوف) من تفجير السد وإغراق كل المناطق التي تحيط به ما قد يسبب كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية ضخمة».
من جانب آخر، وافقت الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية إلى بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، بعدما انتشرت صور سكانها وقد برزت عظامهم من شدة الجوع في وسائل الإعلام العالمية، مثيرة صدمة وتنديداً واسعاً من المدافعين عن حقوق الإنسان.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس (الخميس) تلقيهما موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى ثلاث بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد ومضايا في ريف دمشق.
وجاء في بيان مكتب الأمم المتحدة «ترحب الأمم المتحدة بالموافقة التي تلقتها اليوم من الحكومة السورية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا وتعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة».
كما أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في سورية، بافل كشيشيك لـ «فرانس برس» أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر حصلت على موافقة لإيصال المساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا»، مشيراً إلى أنه «من المرجح أن تكون قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأشار إلى أن المباحثات جارية حتى الآن حول التوقيت «وهناك بعض النقاط التي يجب توضيحها»، لافتاً إلى أن «المساعدات لن تصل قبل يوم الأحد».
ونقلت الأمم المتحدة عن «تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص».
وتحاصر القوات السورية قرى عدة في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكن الحصار على مضايا تم تشديده قبل نحو ستة أشهر. وهي واحدة من أربع بلدات سورية تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في سبتمبر/ أيلول بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة ينص على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات ويتم تنفيذه على مراحل عدة.
ميدانياً، أفاد المرصد السوري عن مقتل «عشرة أشخاص على الأقل بينهم مواطنتان في عربين في ريف دمشق وستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في زملكا في الغوطة الشرقية قرب دمشق جراء قصف مكثف من طائرات حربية يرجح أنها روسية». وأشار إلى سقوط «عدد كبير» من الجرحى.
وتعد الغوطة الشرقية معقل الفصائل المعارضة في محافظة ريف دمشق، وغالباً ما تتعرض مع محيطها لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل المتحصنون في محيط العاصمة أحياءً سكنية في دمشق بالقذائف.
وفي سياق آخر، نفى نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوجدانوف، أمس أن تكون مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن سدة الحكم في مارس 2017 قد طرحت في إطار اجتماعات أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية في فيينا.
كانت وثيقة أميركية مسربة نشرتها وسائل إعلام قد ذكرت أن الإدارة الأميركية تتوقع رحيل الأسد، في مارس 2017».
العدد 4871 - الخميس 07 يناير 2016م الموافق 27 ربيع الاول 1437هـ