وعدت الولايات المتحدة وحليفتاها العسكريتان الرئيسيتان في آسيا كوريا الجنوبية واليابان أمس الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016) بتوحيد جهودها للتوصل إلى رد دولي سريع أكثر حزماً بعد التجربة النووية الكورية الشمالية الرابعة.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت أمس سفير كوريا الشمالية في لندن «لإبلاغه بأشد العبارات تنديد المملكة المتحدة بالتجربة النووية» لبلاده، على قول مساعد وزير الخارجية المكلف آسيا، هوغو سواير.
وأعلنت كوريا الجنوبية من جهتها أنها ستستأنف بث رسائلها الدعائية المناهضة لبيونغ يانغ بمكبرات الصوت الموجهة إلى كوريا الشمالية المنعزلة عن العالم، وهو أسلوب أوصل الجانبين إلى أزمة العام الماضي بعد تهديد بيونغ يانغ باللجوء إلى رد عسكري.
وأجرى قادة الدول الثلاث الذين يسعون منذ فترة طويلة إلى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة التهديد النووي الكوري الشمالي محادثات هاتفية غداة إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، وكان إعلاناً مفاجئاً أثار تنديداً دولياً.
وتأتي هذه المحادثات بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الذي وعد بتشديد العقوبات المفروضة أصلاً على كوريا الشمالية بعد تجارب سابقة أجريت في 2006 و2009 و2013.
وفي كوريا الجنوبية، طالبت الرئيسة بارك غيون بارك برد قاس على ما اعتبرته «استفزازاً خطيراً».
وأجرت الرئيسة الكورية الجنوبية محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما صباح أمس (الخميس). وقال بيان كوري جنوبي إن بارك وأوباما أكدا أن التجربة النووية الأخيرة «تستحق أقوى العقوبات وأكثرها كمالاً».
وأضاف أنهما «اتفقا أيضاً (...) على أن يدفع الشمال الثمن المناسب (...) ووعدا بالتعاون بشكل وثيق من أجل تبني (...) قرار قوي» في الأمم المتحدة.
وأكد البيت الأبيض في بيان بعد ذلك أن التجربة الكورية الشمالية الجديدة «تشكل انتهاكاً جديداً لالتزامات بيونغ يانغ حيال القانون الدولي بما في ذلك قرارات عدة» صادرة عن الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن الرئيس أوباما أكد في الاتصال الهاتفي الذي استمر عشرين دقيقة «مجدداً التزام الولايات المتحدة الثابت حيال أمن» كوريا الجنوبية.
وبعيد ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها ستستأنف بث رسائلها الدعائية بمكبرات الصوت الموجهة إلى كوريا الشمالية. وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية إن «عمليات البث ستبدأ ظهر اليوم الجمعة».
وأجرى رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي أيضاً محادثات مع أوباما، معتبراً أن البلدين يفترض أن يقودا حملة من أجل فرض أقسى العقوبات. وقال آبي «سنتخذ خطوات حازمة»، ملمحاً إلى إمكان فرض عقوبات أحادية.
في الأمم المتحدة، طالبت مندوبة الولايات المتحدة بسلسلة جديدة من العقوبات «القاسية والكاملة وذات الصدقية» لتؤكد لبيونغ يانغ أن لأفعالها «عواقب حقيقية».
وقال السفير الياباني في الأمم المتحدة، موتوهيدي يوشيكاوا إنه سيدفع باتجاه تبني «سلسلة من الإجراءات تحت الفصل السابع» لميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بعقوبات وباستخدام القوة لفرض تطبيقها.
وتخضع كوريا الشمالية حالياً لحظر على الأسلحة بينما أدرجت 12 شخصية وعشرون كياناً على لائحة سوداء تنص على حظر السفر وتجميد موجودات.
وتتجه الأنظار إلى موقف الصين في هذه القضية. وتتمتع بكين، حليفة كوريا الشمالية، بحق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة. ومارست ضغوطاً في الماضي للحد من حجم العقوبات على كوريا الشمالية. لكن يبدو أن صبرها بدأ ينفد في الآونة الأخيرة من رفض بيونغ يانغ التخلي عن برنامجها النووي.
ويرى الخبراء أن قدرة بكين على التحرك محدودة بمخاوفها من انهيار كوريا الشمالية وولادة كوريا موحدة على حدودها تدعمها الولايات المتحدة.
العقوبات والتفاوض
وفي هذا الوقت، ترتفع أصوات تطالب باستراتيجية تجمع بين الردع والتفاوض لوضع حد لبرنامج كوريا الشمالية النووي.
وقال رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، ديفيد أولبرايت «الأولوية هي إيجاد وسيلة تجمع بين زيادة الضغوط على كوريا الشمالية لتحد من قدراتها للتسلح النووي وإجراء اتصالات دبلوماسية».
وستشكل حيازة قنبلة هيدروجينية أقوى بكثير من القنبلة الذرية، خطوة هائلة بالنسبة لبيونغ يانغ.
لكن الخبراء في القطاع قالوا إن الطاقة التي نجمت عن الانفجار ضعيفة وتقدر مبدئياً بما بين ستة وتسعة كيلوطن.
العدد 4871 - الخميس 07 يناير 2016م الموافق 27 ربيع الاول 1437هـ