دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليوم الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016) الى احترام القيم الالمانية المشتركة في حين يدور النقاش حول دمج المهاجرين بعد الصدمة التي خلفتها عشرات الاعتداءات الجنسية في كولونيا ليلة راس السنة ونسبت الى مهاجرين من شمال افريقيا.
واكدت الشرطة الخميس انها تعرفت على 16 مشتبها به وسجلت 121 شكوى تعرضت لها نساء ليلة راس السنة في كولونيا غرب البلاد.
وقالت شرطة كولونيا في بيان ان المحققين تعرفوا على هويات "16 شابا اغلبهم من اصول شمال افريقية" و"قد يكونون" ضالعين في هذه الاعتداءات. لكنها لم تتحدث عن توقيف احد.
وبعد التعبير عن استيائها مع اتساع ردود الفعل عليها، تحدثت ميركل عن المسالة علنا خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء رومانيا داسيان سيولوس.
وقالت ميركل "علينا ان نتحدث مرارا وتكرارا عن الأسس الثقافية لحياتنا المشتركة" معتبرة ان الاعتداءات الجنسية تطرح "اسئلة تتجاوز كولونيا".
وتساءلت ان كانت هذه الاحداث متصلة "بنماذج سلوكيات جماعية محددة؟ هل تتعلق بالنظرة الدونية للمرأة؟ من حق المواطنات والمواطنين ان يحصلوا على اجابات وبوصفنا مؤسسة الدولة علينا ان نوفرها لهم".
واضافت "علينا ان نواجه الأمر بكل العزم".
وفي غياب موقوفين وعناصر تؤكد وجود لاجئين بين المعتدين، سرعان ما تحول النقاش السياسي والاعلامي الى التركيز على اصول الفاعلين وعلى مخاطر الاحداث على التلاحم الوطني مع التدفق الكثيف للمهاجرين الى المانيا.
وقالت جوليا كلوكنر نائبة رئيس الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ الذي تتزعمه ميركل في مقابلة مع صحيفة "داي فيلت" ان هناك حاجة "للعمل بصبر على مسألة الاندماج بين المتحدرين من اصول مهاجرة، ولكن هناك حاجة كذلك لضوابط واضحة واذا لزم الامر عقوبات وفي الحالات الجرمية من الطبيعي التعامل بكل الحزم الذي يتيحه القانون و(الوسائل) الرادعة".
واستفاد حزب "البديل الالماني" الشعبوي من القلق المتزايد لدى قسم من الرأي العام حيال موجة الهجرة ومما اطلقت عليه بعض وسائل الاعلام اسم "فضيحة راس السنة" لتصعيد التحريض ضد المهاجرين.
وقال يورغ موتن مساعد المتحدث باسم الحزب ان "المهاجرين الذين من الواضح انهم لا يتحلون باي اخلاق وليس لديهم اي شعور بتأنيب الضمير لمهاجمة النساء هم خطرون جدا ويبرهنون عدم رغبتهم في الاندماج".
وفي الجانب الاخر من المشهد السياسي، وبلهجة مختلفة، طالب الخضر باستحداث وزارة لدمج المهاجرين.
وقالت مسؤولة الخضر في البرلمان كاترين غورنغ ايكارد ان سنة 2016 ستتيح معرفة ان كانت برامج "الاندماج فاعلة". ويطالب الخضر بعشرين مليار دولار اضافية لهذه البرامج للسنوات الخمس المقبلة.
واعلنت ميركل في خطاب نهاية السنة انها مقتنعة بان تدفق اللاجئين يشكل "فرصة" لالمانيا التي استقبلت اكثر من 1,1 مليون طالب لجوء خلال 2015 وفق المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين. وهو رقم يمثل خمسة اضعاف الطلبات المسجلة في 2014.
وتجاوز صدى اعتداءات كولونيا حدود المانيا اذ راى فيها رئيس وزراء سلوفاكيا المعادي للهجرة سببا اضافيا لعدم افساح المجال "لمجموعة مسلمة" بالاقامة في بلاده.
واعلنت شرطة زوريخ الخميس ان العديد من النساء تقدمن بشكاوى اثر تعرضهن لاعتداءات جنسية ليلة راس السنة. وقالت الشرطة في بيان "تلقينا العديد من الشكاوى اثر عمليات سرقة واعتداءات جنسية".