العدد 2494 - السبت 04 يوليو 2009م الموافق 11 رجب 1430هـ

حجاب «بونفخة»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أطلقت إحدى الصناديق الخيرية حملتها على حجاب بعض الفتيات -اللاتي يستخدمن ربطة كبيرة في نهاية شعرهن، فيُنفخ في نهاية شعورهن، وبعد ذلك يضعن فوق الربطة حجابهن، فيُسمى هذا الحجاب بالحجاب «بونفخة»- ورتّبت الأيام التي ستُعقد فيها المحاضرات والندوات وورش العمل، للتخلّص من الحجاب «بونفخة»، لأنّه ظاهرة ضارة بالمجتمع من حيث وجهة نظرهم.

ومع أنني شخصيا لست معجبة بالحجاب «بونفخة»، إلا أنني أعتقد بأنَّ الناس أحرار في لبسهم وفكرهم ومعتقداتهم، ولا يجوز لأحد أن يطلق الحملات على الحجاب «بونفخة»، لأنّ هناك الكثير من الموضات الموجودة بيننا، وتَخدش الحياء في بعض الأحيان، ولكننا لم نجد بعض الجمعيات الإسلامية أو بعض الصناديق الخيرية تتكلّم عنها وتُطلق الحملات ضدّها، وخاصة موضات الرجال!

إذ انتشرت بين الرجال موضة «الثوب الضيّق جدا»، وموضة لبس ألوان البنات، ولم نجد أحدا يتكلّم عنهم، ولم تُخلق المشاكل لهم، ولم تدر عليهم رحى بعض الجمعيات الإسلامية أو السياسية المتأسلمة، لتوقفهم عما يقومون به، لأنّهم ببساطة «رجال»!

لا أعتقد بأنَّ الحجاب «بونفخة» يسبب ضررا كبيرا على بناتنا، بقدر أهمية الصلاة بالنسبة لهن، إذ إن هناك الكثير من فتياتنا لا يصلّين أبدا، وإن صَلّين فإنهن يصلّين على مضض وتململ.

أليس الأجدر كذلك أن نطلق حملة عن تأخُّر الصبيان في عطلة الصيف إلى الساعة الرابعة صباحا خارج المنزل، أليس من الأفضل أن نطلق حملة عدم التدخين للجنسين، أو إطلاق حملة ضد «إدمان الإنترنت»؟!

ولكن للأسف الشديد، وبعد دخولنا لهذا النوع من الجمعيات والصناديق، فإننا لاحظنا عدم اهتمامها بالأمور العميقة التي تشكّل خطرا على شبيبتنا، ولكن جُلَّ اهتمامها يتركّز في الحجاب «بونفخة»، الذي لا يؤذي أحدا حتى صاحبته التي تضعه بهذه الطريقة.

إن بعض الجمعيات الإسلامية وبعض الصناديق الخيرية تملك الكثير من المال، لتُشرك الشباب في العديد من الأنشطة الصيفية، ولكن تزمّتهم وعدم قبولهم لأشكال فتياتنا، نفّرت فتياتنا منهم إلى درجة المَقت، وجعلتهم يعزفون بشكل ملاحظ عن بعض الصناديق والجمعيات الإسلامية المتحزّبة.

يجب أن تُعيد هذه الجمعيات وتلك الصناديق أجندتها، وتنظر إلى حال شبابنا وفتياتنا، وأن تخطط إلى احتوائهم من براثن الضلال في استخدام الإنترنت وإدمانه، واستخدام الهاتف النقّال للمحادثات الليلية الماجنة جدا جدا!

لقد تعبنا من تدخّل بعض الصناديق الخيرية بأمور لا تستدعي إطلاق الحملات، وإننا نطالبها بأمور أفضل من ذلك، فصلاح الأبناء لا يتم إلا عن طريق توعيتهم وتنويرهم بما يُفيدهم وما لا يفيدهم في أمور الحياة، والحجاب «بونفخة» ليس ضرورة حتمية في زمن التلفاز والإعلام والإنترنت والهاتف النقّال.

إن الرادع الرئيسي لأبنائنا حتى لا يقعوا في فخ الإرهاب الفكري، هو التوجيه الصحيح للعيش بسلام في بلدهم، وعدم السماح للأيادي الخفيّة في العبث بأفكارهم، فهي أهم وأحوج لأبنائنا هذه الأيام.

ولنُعطي أبناءنا جزءا من الحرية، التي لا تضرّهم وقد لا تنفعهم، ولنجعلهم يقرروا ما يناسبهم وما لا يناسبهم، بدل أن ننفّرهم بشعارات رديئة، لا تجلب لنا إلا زيادة الشقاق

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2494 - السبت 04 يوليو 2009م الموافق 11 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:53 م

      الذوادي الخالدي

      قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )
      فاحذري اختي المسلمة ان يشملك هذا الحديث .
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " , فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة , ومن عصاني فقد أبى " . (البخاري).
      اتقدم اليكم بالمشروع الدعوي الكبير "حملة تصحيح الحجاب"

اقرأ ايضاً