الزيارة التي أعلنت عنها المنامة أمس الأول إلى تل أبيب لجلب الخمسة المعتقلين من المواطنين الذين زج بهم في السجون الإسرائيلية يوم (الثلثاء) الماضي، هي زيارة وصفتها وسائل الإعلام المختلفة كما هي صحف المنطقة العربية بالمعلنة والتاريخية لمسئولين من دولة خليجية مازالت لا تتمتع بأية علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل».

المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغيل بلمور أكد أن هذه الزيارة هي الأولى والمعلنة لمسئولين خليجيين، مشيرا إلى أنه لا شيء يميز هذه الزيارة عدا أن المسئولين البحرينيين حضروا لأخذ رعاياهم والعودة بهم إلى البحرين.

بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية علّقت بأنها بداية لإعلان التطبيع الدبلوماسي مع دول الخليج والبداية قد تكون مع البحرين، غير أن الخارجية البحرينية لم تؤكد أو تنوه من قريب أو من بعيد إلى مثل هذا الكلام الذي قد يحرج بعض دول الخليج، إلا أنها حذرت رعاياها بعدم المخاطرة والذهاب إلى المناطق المضطربة أو التي تشهد حروبا، وذلك حفاظا على سلامة مواطنيها من مواطن الخطر.

وسواء كان الوفد الرسمي الذي وصل إلى مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب قد استقبل الخمسة المعتقلين من داخل الطائرة الأردنية الخاصة لا داخل المطار فإنه بكل الأحوال لا يغير من الحقيقة شيء، وهو أن أرض هذا المطار ودخول الأجواء الإسرائيلية معناه أن تصنيف الدولة «العدو» انتهي، وأن الوساطة التي تمت لإخراج المواطنين البحرينيين جاءت بصورة أمست لشكل البحرين وموقفها الرسمي من الدولة العبرية.

إن هذا التصرف للأسف لم يصنف البحرين في موقف إيجابي بل جعلها محل جدل قائم في طبيعة ملابسات الإفراج التي تمت عن الخمسة مع «إسرائيل».

و»إسرائيل» التي تعلمنا ودرسنا وتربينا على أنها «عدو» الشعوب العربية أصبحت «صديقا» لدولنا، ولكن حتى الدول العربية التي تتمتع بعلاقات دبلوماسية معها مازالت شعوبها رافضة لفكرة هذا التطبيع لكون الحرب لم تنتهِ ضد الفلسطينيين.

إن السلام المنتظر بين الإسرائيلين والفلسطينيين مازالت ملامحه غير قائمة، وبالتالي فإننا لا ندري متى يتحقق هذا الوئام، وعلينا أن لا نستعجل الأمور ونعالج بعض القضايا بصورة تضعنا في موقع جدل وتساؤل عن تذبذب مواقفنا التي لا تتناسب حتى مع مواقف منظومة دول مجلس التعاون ولا مع جامعة الدول العربية