أحبطت القوات العراقية والعشائر المناهضة لتنظيم «داعش» أكبر هجوم يشنه التنظيم المتطرف على مدينة حديثة في محافظة الأنبار، لكنه أسفر عن مقتل 25 عنصراً من هذه العشائر.
واعتبر قادة عسكريون أن الهجوم الأخير الذي استمر نحو 72 ساعة كان محاولة من التنظيم لتحقيق نصر معنوي بعد الهزيمة التي مني بها في الرمادي كبرى مدن الأنبار.
وقال أمين عام تجمع «أحرار الفرات» الذي يضم مقاتلي عشائر سنية، الشيخ عبد الله عطالله في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» أمس الثلثاء (5 يناير/ كانون الثاني 2016): «تصدينا لأكبر هجوم يشنه تنظيم داعش على مدينة حديثة، وقدمنا 25 شهيداً على مدار الهجوم الذي تواصل خلال الساعات الـ 72 الماضية».
وقد صمدت حديثة أمام الهجمات رغم سقوط معظم أنحاء محافظة الأنبار. والمدينة هي مركز القضاء الذي يحمل الاسم نفسه، وفيها أحد أكبر السدود على نهر الفرات.
بدوره، أكد قائمقام المدينة، مبروك حميد صد الهجوم الذي استخدم فيه التنظيم أكثر من أربعين سيارة مفخخة وجرافات مدرعة.
وتابع «لم يتمكنوا من الوصول إلى السواتر وانتهى الهجوم الذي انطلق من المحاور الشمالية والجنوبية والغربية للمدينة» مشيراً إلى وجود عناصر من القوات الأمنية بين الشهداء والجرحى.
وتابع «تم حسم المعركة، والقوات العراقية تسيطر بشكل كامل على حديثة» مؤكداً «مقتل أكثر من 200 من الدواعش».
لكن القائمقام والشيخ عطالله أكدا أن «البلدة محاصرة وتحريرها سيجرى في غضون الساعات القليلة المقبلة».
من جهته، أكد المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقديم دعم للقوات العراقية التي تدافع عن حديثة، المنطقة الاستراتيجية التي يقف أهلها ضد تنظيم «داعش» وتمكنوا من الصمود أمام هجماته المتكررة.
وقال الكولونيل ستيف وارن في مؤتمر صحافي «كان هناك عدة هجمات من قبل تنظيم (داعش) على بلدة حديثة، ولم ينجج أياً منها بفضل الدعم الجوي القوي».
وأكد وارون مقتل 100 مسلح من قبل التحالف وعدد أكبر من قبل القوات العراقية، التي قال إنها صمدت أمام الهجوم.
وأضاف أن «داعش تحاول تغطية هزيمتها في الرمادي (...) لقد كانت تحاول الاحتفاظ بالرمادي، لأن هذه المدينة تشكل رمزاً، فهي محافظة سنية فقدوها لصالح القوات العراقية».
وقال مسئول عسكري رفيع إن المتطرفين قاموا بإعادة انتشار في المناطق الواقعة غرب الأنبار، بعد أن تمكنت قوات الأمن من استعادة الرمادي.
العدد 4869 - الثلثاء 05 يناير 2016م الموافق 25 ربيع الاول 1437هـ