لم تكن معلّمة مدرسةٍ أو معهدٍ أو جامعةٍ، التي أكتب عن رحيلها بأسى وعرفان، لكنها كانت معلمة قرآن، من القوم الذين يعيشون أشرافاً، ويموتون أبراراً.
وهي لم تعلّمني، فقد تعلّمت القرآن عند معلّمة أخرى رحلت عن دنيانا قبل ثلاثين عاماً، وإنّما علّمَتْ هذه السيدة عدداً كبيراً من أبناء الحيّ، لكني أكتب عنها توثيقاً لتلك المرحلة الغاربة، ولتلك الوجوه الطيبة، وما كانت تقوم به هذه الفئة المنسية التي تعمل وتعيش طوال حياتها في الظل.
يعيشون في صمتٍ ويمضون خفافاً، لا يحملون فوق ظهورهم أوزاراً وأثقالاً، أولئك هم المخِفُّون.
إنّها من آخر من تبقّى من معلّمي القرآن، الذين يُعرفون في الخليج بالمطوّعين، وفي البلاد العربية الأخرى بـ «الكتاتيب». بقايا نظام التعليم الديني التقليدي البسيط الذي ينتظم فيه أبناء الفقراء والعامة، ومع رحيل هذه السيّدة البارّة وأمثالها تطوى هذه الصفحة من التعليم القديم.
في فناء منزلها (الحوش) بعد الظهيرة، كان يتحلّق حولها الطلاب والطالبات، ما دون العاشرة حتى مشارف البلوغ. يجلسون جنباً إلى جنب على كراسي خشبيةٍ لا ترتفع عن الأرض سوى ثلاث بوصات، في اختلاطٍ بريء، لم يكن يحدث بينهم أو يدور بعقولهم ما يُريب. وكانت تتابع قراءة عددٍ منهم في الوقت نفسه، فتصّحح لمن يخطئ بحاسّتها التي اكتسبتها لطول المران.
كان الحوش للتعليم في مختلف فصول السنة، عدا الشتاء، إذ المطر والبرد القارس، فتدخلهم إلى إحدى حجرات منزلها. لم تكن الكهرباء قد دخلت كل البيوت في الستينات، وبالتالي لم تنتشر أجهزة التلفزيون بعدُ، حتى الراديو لم يكن في متناول الجميع.
كان مجتمعاً بسيطاً، أوضاعه مستورة، ومستواه الاقتصادي متواضعاً، يعمل الكثير من أبنائه في أعمال الزراعة، إذ مازالت المزارع تطوّق قريتها، البلاد القديم، وبعضهم كان يعمل بشركة النفط أو السوق أو الصيد وأضرابه من مهن. حتى الماء لم يصل إلى أكثر المنازل في تلك الفترة، فكانت النساء يسعين إلى جلبه من الكواكب والعيون القريبة المنتشرة بكثرة في مناطق وقرى البحرين، ويحملن الأواني والثياب لغسلها على الدكك الصخرية المرصوفة على جوانب تلك العيون.
كان هذا الجيل الذي عانى من صعوبات ومتاعب الفترة الانتقالية، من الاعتماد شبه الكامل على تجارة اللؤلؤ، إلى التحوّل إلى اقتصاد يعتمد أساساً على النفط. جيل عصامي كادح، اعتمد على نفسه، واستطاع أن ينشّيء جيلاً جادّاً، ودفعه نحو التعليم حتى الجامعي، ليتخرّج من بين صفوفه أطباء ومعلمون ومهندسون، وطاقات فنية وإدارية تولت مسئوليات الكثير من الأعمال والمهمات في القطاعين الخاص والعام، ما بعد الاستقلال. هذا الجيل العصامي، على رغم ما عاناه من مصاعب ومتاعب وشظف عيش، اعتمد على نفسه وجهده وكفاحه، ونجح في تخريج جيلٍ متعلمٍ من الأبناء والأحفاد.
في مجلس عزائها، كان هناك الكثيرون من طلابها، بعضهم كان يقرأ القرآن ترحّماً على روحها الطاهرة، وبعضهم كان يستعيد سيرتها العطرة. حتى أولئك الطلبة المشاغبون أو غير الجادين في التعلّم، كانت تؤدّبهم بعصا صغيرة، كانوا يستذكرون بمحبةٍ، قصص شقاواتهم معها، فتترقرق في عيونهم الدموع.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ
كلش حلوى
اشتقنا اليك معلمتنا
الله يرحمك معلمتنا فاطمة ام كريم ( الزنج )
رحلت شابة بعد ان تذوقنا على يديك حلاوة تلاوة كتاب الله اتذكرك طيبة حنونة -فرحمة الله عليك وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات
اللهم ارحمها واغفر لها
الفاتحة الى روح سكينه اخمد مدن ام المرحوم السيد يوسف
ما رحت روضة و لكن كنت ممن يجيدون القراءة العربية في المراحل الأولى الأولى من الابتدائية بسبب 'المعلمة'
الى رحمة الله وعفوه يا معلمتي كم اتذكر صوتك الحاني وانت ترتلي آيات الكتاب وتعلمينا ايها بإمعان وإتقان ذهبتي حيث الخلود فقد كنت من حملة القرآن وقد قال فيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله خيركم من تعلم القران وعلمه وانت تعلمتي القران وعلمتيه لأبناء البلاد القديم جيلا بعد جيل
رحم الله قلبك الذي وعى القرآن يا ام السادة وجزاك الله خير الجزاء
الله يرحم المعلمة فاطمة في منطقة النعيم لا أنسى فضلها عليي ما حييت
رحمك الله يا أم السادة وحشرك الله مع محمد وال محمد
كان لها الفضل الكبير في تنشأة جيل كامل من أبناء القرية
اللهم ارحم من فارقو ديارنا و أصبحت بعدهم خاليه .. كان الفضل لها كبير على الجميع إلى آخر أيام حياتها لم تترك صلاة ولا قرآن .. وكان الجميع يتبارك بدعائها .. كانت مثل الطيبة والصبر .. يارب احشرها مع محمد وال بيت محمد .. وعطر قبرها واغفر لها .. الفاتحة
بارك الله فيك تستحق أم السادة كل تقدير وترحم بعد موتها رحمها البارئ وجعلها في مثواه وجنته إنها زوجة عمنا الكبيرة العطوفة سلمت أنت ومن علمته حرفا
رحمها الله أم السيد يوسف ( المرحومة سكينة محمد مدن المصلي ) من منطقة الخميس /البلاد القديم التي انتقلت الى رحمة الله تعالي يوم الأربعاء الموافق ظ£ظ ديسمبر ظ¢ظ ظ،ظ¥م. رحم الله من قرأ سورة الفاتحة الى موتي جميع المؤمنين والمؤمنات.
رحم الله الذين يعيشون أشرافاً، ويموتون أبراراً
موضوع جميل ولكن ؟؟؟.
الآن وبعد عملت و علمت الكثير من أبناء القرية بنين و بنات .نتذكرها و نبكي على فراقها رحمة الله تعالى عليها ....أين نحن جميعا من تقديم هدية لها وهي على قيد الحياة .....دائما نحن متأخرين ...دائما ما نبكي على اللبن المسكوووووب ....الفاتحة .
صورة جميلة عن الماضي، وكأني أشاهد احدى المسلسلات البحرينية القديمة كالبيت العود
.
الله يرحمها برحمته الواسعه
الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته
للمعلم القدوة أثره الطيب ما ننساه مع مرور الزمن
نذكرهم دائما بالخير ونترحم عليهم لين رحلوا عن دنيانا
كانك تتكلم عن معلمتي الي علمتني القران علما اني مواليد الثمانينات النصف الاخر
عمتنا أم السادة إلى جنان الخلد .
معلمتي وجارتي العزيزة أم السادة
لا اخفيك يا سيدي العزيز ان المعلم أو الكتاب سبب أساسي في تطور وتحسن مستوى القراءة عند الناشئة وهذا ما لمسته بعد التحاقي بسلك التدريس..
الله يرحم معلمتي أم عبد العزيز ( بلاد القديم ) كانت تعلمنا قراءة القرآن التي مازلت أهواها وأتلذذ بقراءة القرآن المجيد والذي عزز فينا حب لغة الضاد الجميلة الغزيرة المعاني وسلام الله على أمير الكلام وسيد البلغاء سيدي ‘لي بن أبي طالب ونهج بلاغته الفريد . أم مروه .
لم نقوى في القراءة واللغة العربية الابفضل تعلم القران وترتيلة على ايديهم رحمهم الله
رحم الله والديك ..
فعلا من النساء العظيمات في مجتمعنا المعلمة والداية والحاية وطباخة الاعراس والمناسبات لهن فضل عظيم علينا .. عليهن الرحمة واسكنهن الله واسع جنانه .
الله يرحمها
الله يرحم الجميع
كلماتك ذكرتني بوجه مضت
وأيام مضت
ولكن يبقى الأثر لهؤلاء إلى هذا الزمان
الله يرحم معلمتي فاطمة
ويرحم موتانا موتى المؤمنين والمؤمنات
الفاتحة رحمكم الله
ام سيد يوسف رحمها الله وحشرها مع محمد وال محمد وكم مرة كنت ازورها حتى اخر عمرها وهي جالسة على مصلاها لابسه احرامها مرتلة القران في كل الاوقات هنيىا لها
الله يرحمهم جميع
ذكرتنا يا سيد بتلك الايام . ما اجملها!
كانت بيوتهم تعج بالاطفال والكبار تعلمنا منهم الكثير كانوا كالامهات لنا.
رحم الله والديك.
خيركم من
خيركم من تعلم القران وعلمه . اللهم ارحم حملة القران والعاملين به
رحمها الله برحمته الواسعه
جزاك الله الخير استاذ اخذتنا للزمن الجمييل