العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ

رحم الله أبي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يقول الشاعر

آه كم اشتاق أيّام أبي،

ذلك الرجل الرهيب العصبي العصبي،

إنّه أورثني الحزن ولكن،

مدّني بالعزم والعزّة والصبر الأبي

فحملت العبء طفلاً ودموعي لعبي،

وبكى حين رآني ناجحًا ورِضى عينيه أطفأ تعبي،

انّما كان أبي قاسيا فعلا ويخفي نهر حبّ عذب

قلبه قلب صبي، صبره صبر نبي،

رحم الله أبي وآباءكم جميعاً....

تذكّرتُ هذه القصيدة وأنا أُناقش رسالة الماجستير، ومن منّا لا يتذكّر والديه في أوقات فرحه وأحزانه؟! ففي هذه الأوقات بالذّات نشتاق الى آبائنا وخاصّة إن غادرونا الدنيا وذهبوا عنّا، رحم الله أبي وآباءكم جميعًا كما يقول الشاعر.

رسالة الماجستير انتظرتني زهاء 16 سنة، واليوم نلتها من أجل أبي وأمّي، وأُهديها الى قرّاء «الوسط» الأحباب، فجمهور «الوسط» آمن بـ «الوسط» ولم يشكّك بها أبدًا، وما هذه الرسالة إلا جزء صغير من رد الجميل الى عشّاق هذه «الوسط».

ما قيمة أن ننال شهادة في الدراسات العليا؟! أهو المنصب أم الشهرة أم الدرجة العالية؟! كلّ له أسبابه، وأسبابي هي أمّي، فلطالما حلمت أمّي بحصولنا على الدرجات العليا، وهذه الرسالة هي تعبت فيها ولم أتعب أنا.

أمّي بعد الرسالة صغرت 10 سنوات، ويا لجمالها وهي تضحك وتفرح وتخبر الأحباب والأصدقاء، ففي عمر كعمرها الذي قارب الـ 80 عامًا أو زاد، لا تفرحها الأمور المادّية كفرحها بفرح أبنائها، وكلّ أمّ وأب لديهم الشعور نفسه، لا فرح لهم الاّ فرح أبنائهم، ولا فخر لهم الاّ عندما ينال أبناؤهم الخير.

نعم هناك طموح ذاتي للتعلّم من قبل البعض، ونعم يشاركنا الجميع فرحتنا، لكن فرحة الأم وعينيها المغرقتين بالدموع هي الفرح الأوّل في قلب كل ابن، وما هذه الرسالة أو الدّرجة إلاّ تقدير لما تقوم به من أجلنا.

العلم والمعرفة من الأمور التي يجب أن نغرسها في أبنائنا كما غرسها أباؤنا فينا، فهي عملية مستمرّة سرمدية مادمنا في هذه الحياة، ويجب أن نشجّعهم ولو بأقل القليل، ولو كانوا متراجعين عن الدراسة، فاليوم هم متراجعون وفي الغد قد يسمعون ويعقلون ويقدّمون لنا الأفضل.

ما أجمل العلم، وما أجمل التعلّم، ففي كل يوم لنا قصّة، وفي كل يوم نستفيد من معلومة، وهاهي الحياة أيضًا تعلّمنا، ومن يريد العلم فليتبع قلبه وليتعلّم، ولا يتوقّف أو يتأخّر؛ لأنّ الدنيا تمشي بسرعة البرق، فأصبح الشهر عن يوم والسنة عن أسبوع.

ورحم الله أبي وآباءكم، لو كان معي اليوم لوجدت الفرحة كتلك التي كانت مرتسمة على وجه أمّي الحبيبة (حفظها الله)، وأبارك لكل من حمل على عاتقه العلم، فهو صعب أيّام معدودات، وسهلٌ سنوات طوال، ولكم الحب والتحيّة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 8:48 ص

      تستاهلين يا مريم الشروقي عقبال الدكتوراة

    • زائر 31 | 9:22 ص

      تستاهلين

      تستاهلين كل خير أيتها الإنسانة الحرة الأبية في زمن قل وجود أمثالك،

    • زائر 29 | 6:34 ص

      مبروك بنت البحرين

      ألف مبروك لبنت البحرين الباره
      الكلمات تعجز أن توفيكِ حقكِ

    • زائر 28 | 6:21 ص

      موفقة

      اخت مريم وإلى الأمام ""...

    • زائر 27 | 5:58 ص

      الف الف مبروك لاختنا الغالية مريم

      لقد أيقظت فينا الشوق والحب للوالدين فما خرج من القلب وقع في القلب. أختنا الغالية مريم لقد كانت فرحتي بتفوقك وحصولك على الماجستير كما لو ان احد ابنائي هو مكانك فحبك لوطنك وأهلك من البحرينيين بدون مذاهب وإخلاصك للجميع جعلنا نعزك ونحترمك ونتمى لك التفوق والتوفيق والتقدم الف مبروك وعقبال الدكتوراه. هذا هو شعب البحرين الأصيل .
      جمعه الاسود

    • زائر 26 | 5:51 ص

      السلام عليكم إستاذتنا العزيزة تستاهلين والف ألف ألف ألف ألف مبروك و عقبال الدكتوراة ،،،
      . ورحم الله والديك ووالديناجميعا احياء كانوا أم امواتا.

    • زائر 25 | 5:36 ص

      الف مبروووك

      الف مبرووك استاذه مريم وان شاء الله الى الامام دائما

    • زائر 24 | 3:51 ص

      موفقة و رحم الله أباك و أبي و جميع أموات المومنين و المآمنت

    • زائر 21 | 2:23 ص

      تستاهلين ايها المراة الشجاعة الوطنيةالمحترمه من الجميع وذات الحس الانساني الميال للحق والصدق نعم كما امك اطال الله في عمرها لاتحتاج الى المال بقد ماتفرح لنجاح ابنائها واحفادها اتمنى لك التوفيق ويفرح بعطاؤك جميع الشعب البحريني ودمت .

    • زائر 22 زائر 21 | 3:10 ص

      الف الف

      الف مبروك الف مبروك دمعتين عيونا يابنت الاصول ،، عقبال خروج ابنائنا للجمعات ومراكز العلم موغياهب السجون اخ. ،،اخ،،، اخ،،

    • زائر 20 | 2:11 ص

      ابي

      آخ كم اشتاق ايام ابي ذلك الرجل الرهيب العصبي العصبي
      كم مدني بالحزن و الحزم و العزة و الصبر الابي
      لكن لما رآني ناجحا ورضي عينيه انسى تعبي

    • زائر 19 | 1:53 ص

      استاذه مريم انت امرأة تقتدى..وعقبال الدكتوراه....ورحم الله والدك واطال الله في عمر والدتك..كنت اود الأطلاع على موضوع الرسالة لزيادة المعرفة..ودمت نموذجا للفتة البحرينية الأصيلة...

    • زائر 18 | 1:36 ص

      من قروي ،، ارهقته السنين ،، اقول لك مبروك في وقت وزمن لم نلتذ فيه بكلمة مبروك ولم نعشها على حقيقتها ، مبروك يا مريم في زمن عز فيه المنصفين ، وقل فيه العقلاء مبروك يا مريم فأنتي من بين عشرات من الكتاب التي حاولت ان تكون لكل البحرينيين وليس لفئة ،، مبروك يا مريم .

    • زائر 17 | 1:28 ص

      الف مبروك

      تستاهلين و ان شاءالله الدكتوراه وسنة خير عليش با رب

    • زائر 16 | 1:18 ص

      الف مبروك

      مبرووووك والى الأمام دوما يامتألقه

    • زائر 15 | 1:17 ص

      مبروك

      مبروك يااستاذة مريم وعقبال الدكتوراه انتي من تقاعدتي من وزارة الفساد دربك خضر ان شاء الله

    • زائر 14 | 12:59 ص

      . مبرووووك الماجستير وتستاهلين الدكتوراه والياس الله يرحمه يستاهل بنت مثلك و نفتخر بعائلة الشروقي جابت بنت همها المواطن والوطن الله يرحم الجميع

    • زائر 13 | 12:49 ص

      مبروك

      تستاهلين استاذة كل التفوق والنجاح
      والله يرحم الوالد ويسكنه فسيح جناته

    • زائر 12 | 12:29 ص

      مبروك

      رحم الله أباك يا بنت الأجاويد وأطال الله عمر والدتك بصحة وعافية والله يجعلك قرة عين لها وألف مبروك وتستاهلين أكثر يا طيبة بنت الطيبين

    • زائر 11 | 12:26 ص

      الف مبروك الاستادة مريم الشروقي ولعاءلتك الكريمة وبأمثالك الطيبين تتعافى أمنا البحرين من الطائفية ونرجع أسرة واحدة كما عاش أجدادنا واباءنا

    • زائر 10 | 12:12 ص

      الف مبروك مريم، رحم الله والدكم وحفظ لك والدتك وكل الغاليين عليك، متمنيا لك المزيد من التوفيق والنجاح

    • زائر 9 | 11:17 م

      مبروووك استادة

    • زائر 8 | 11:15 م

      مبروووك ..

      الشهادة .. من الناس كلما ذادت شهاداتهم العليا اذدادوا علما وتواضعا وانتفعوا ونفعوا من حولهم وانت منهم وما نيلك الماجستير إلا ليزيد القارئ متابعة لكتاب الوسط .

    • زائر 7 | 10:55 م

      الوالدين وما ادراك ما الوالدين

      في البداية اهنئك على نيل شهادة الماجستير. مقالك هذا ادمع عيوني وانا اتذكر والدي وفرحتهم لي عند التخرج والزواج ونيل الذرية، الله يحفظ كل أب وأم ويرحم كل أب وأم

    • زائر 6 | 10:45 م

      مبروووووك

      والله فرحنا من قلبنا لك، والي الامام، وعقبال الدكتوراه.

    • زائر 5 | 10:14 م

      مبروك

      الف مبروك وتستاهلين كل خير

    • زائر 4 | 10:07 م

      تستاهلين

      إلى الأمام أستاذة مريم وعقبال الدكتوراه اختنا الكريمة المواطنه المخلصه الشريفه من أعماق قلبي ابارك لكي الشهادة ونيابة عن أبناء القرى متابعينك انتي القلم الحر الشريف النزيه انتي مثال إلى المواطن صاحب القلم والضمير الإنساني
      .

    • زائر 3 | 9:53 م

      الله يرحم جميع أموات المؤمنين

      .

    • زائر 23 زائر 3 | 3:50 ص

      الله يرحم الجميع

      الله يرحم جميع عباده المخلصين من المؤمنين
      والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وجزاك الله خيرا
      اختنا العزيزة على كل ما كتبيه من قبل وما هو آت.
      ألف مبروك على نيل الشهادة وعقبال الدكتورة في
      القريب العاجل أنشأ الله العلي القدير.

    • زائر 2 | 9:32 م

      ألف ألف مبروك

      تستاهلين والى الامام دائماً

    • زائر 1 | 8:46 م

      تستاهلين يبنت الاصول والف مبروك . ورحم الله والديك ووالديناجميعا احياء كانوا أم امواتا.

    • زائر 30 زائر 1 | 8:18 ص

      الف الف مبروك

      الف مبروك استاذة حصولك على درجة الماجستير . كلمات جميلة و مشاعر عذبة تضمنها المقال..
      مع التحيات والامنيات بمزيد من التقدم والنجاح ..
      من ف ك الوادي

اقرأ ايضاً