العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ

علينا حماية نسيجنا الوطني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قطع العلاقات مع إيران يأتي ليؤكد طبيعة الفترة المشحونة التي نمُرُّ فيها. وبحسب التصريحات السعودية، فإنّ قطع العلاقات سيمتدُّ ليشمل وقف حركة الملاحة الجوّية بين البلدين وإنهاء العلاقات التجارية ومنع المواطنين السعوديين من السفر إلى إيران.

سلسلة الأحداث لم تبدأ مع إعدامات أو مع اعتداءات (خارجة عن العرف الدبلوماسي) تعرّضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد بإيران، وإنما هي تعود إلى أكثر من ذلك، وإلى انعدام الثقة بين البلدين، مما أثر ويؤثر على مجمل ما يجري في المنطقة.

العلاقات السعودية-الإيرانية ربما تمُرُّ في أسوأ حالاتها حالياً، وهذا التوتر الشديد مقلق للكثيرين، وحتى أن بيان المغرب بشأن تدهور العلاقات أشار إلى الخشية «أن تأخذ التجاوزات الجارية بُعداً غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام القادمة»، وهو موقف مشابه لعدد من الجهات الأخرى؛ من بينها أميركا وعدد من الدول الأوروبية. وكانت المغرب قد قطعت علاقاتها مع إيران العام 2009، وعادت العلاقات بين البلدين في 2014.

البحرين تضامنت مع الشقيقة السعودية أمس، وأعلنت عن قطع العلاقات التي كانت قد وصلت إلى أدنى مستواها قبل فترة بعد ما صرّحت به الخارجية البحرينية في أكثر من مَرَّة بشأن تدخُّل إيران في الشئون الداخلية للبحرين، كما قطعت السودان علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بينما خفّضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي في طهران.

إننا بالتأكيد نرفض رفضاً قاطعاً الاعتداء الذي تعرَّضت له السفارة السعودية في طهران، وقنصليّتها في مدينة مشهد، ونؤكد على ما جاء في بيان وزارة الخارجية البحرينية من أن مسئولية إيران - كما هي مسئولية جميع الدول - توفير الحماية الكافية للبعثات الدبلوماسية وأعضائها.

كما أننا ومن دون شك نقف ضدَّ أيّة محاولات للتدخل في الشئون الداخلية للبحرين ودول الخليج، ونعتقد أن العلاقات ساءت نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والأمنية في عدة بلدان وفي آن واحد، مع تراشق غير مسبوق للاتهامات المتبادلة.

إن الأسوأ في كلِّ ما يحدث حالياً هو احتمال تفاقم الأمور بما ينعكس سلبياً على السجالات ويُؤجِّجُ الخلافلات الطائفية التي نشهدها من كلِّ جانب، بحيث يتداخل الشأن المحلي بالإقليمي بصورة لم تحدث من قبل، وهو ما يؤثر بصورة سلبيّة على المجتمعات قبل الحكومات.

إن أملنا في أن لا تؤثر هذه التطوُّرات على نسيج المجتمع، وأن يساهم الجميع في حماية المكاسب الوطنية ولمّ الشمل والتكاتف والتعاضد والابتعاد عن النيل من الوحدة الوطنية بأيِّ شكل من الأشكال، مع تأكيد الجميع قبل وبعد هذه التطوُّرات على رفض أيّة تدخلات خارجية من شأنها أن تضرُّ بمصالحنا الوطنية والاجتماعية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 1:25 م

      بالفعل العلاقات تدهورت بسبب تدهور الوضع المحلي و الإقليمي و قريبا الدولي ......

      ما حدث في سوريا و العراق واليمن يلقي بظلاله على منطقة الخليج من توترات و اهتزازات و تداعيات وتشنجات و لن ترجع الأمور كالسابق والمغرب صائبة في رأيها التجاوزات ستخرج عن السيطرة ماذا بعد قطع العلاقات التجارية و سحب الدبلوماسيين و منع السفر من و إلى .. أعتقد البعض يعد للضربات العسكرية و المشكلة في عصرنا أن كل شيء يحدث بسرعة رهيبة و اسرع مما نتصور تحياتي لك دكتور و لقلمك النابض بآخر التطورات ..

    • زائر 21 | 12:58 م

      غريب امركم

      تركتوا صلب الموضوع وخلقتوا موضوع ثاني لتغطوا على الموضوع الاولي .
      استغرب من حب الدنيا

    • زائر 19 | 7:50 ص

      صحيح

      يمكن البلد يمر في ازمة ..بس الحمد لله لازلنا بخير
      واتمنى ايران شوي تخف عن دول الخليج والتوترات اللي تصير داخلها صحيح انها من نفس مذهب الفئة المعارضة لكن هذا ما يخليها تزيد الحطب على النار مما يزيد التوترات الداخلية...احنا الحمد لله نقدر نحل مشاكلنا بروحنا ويوم المعارضة تختلف ويا الحكومة ويوم يتصالحون والحمد لله عايشين

    • زائر 16 | 3:16 ص

      دكتور لا يقصون عليك هذيله

      وخلك في صلب الموضوع ،،، موضوع مأساة وطن ،، لا ياخذونك هذيله في الطوشه ويخلطون مشاكل المنطقه بأزمة البلد، ،، اترك عنك النسيج والقطن وخلك في مواضيع أهم، ،، إن ذكرتها يمكن ايصيده الDelete بس أنت واحد محنك وتعرف القمنده. الله يعطيك العافيه.

    • زائر 15 | 2:31 ص

      الشراكة

      أستغرب من زيادة تهميش شعوب المنطقة في ظل هذه الأوضاع التي تتطلب كسب جميع المواطنين بمختلف توجهاتهم في شراكة حقيقية في ...حتى تسحب الأنظمة البساط من أي انتقاد أو تدخل خارجي.
      فهل تفعلها دولنا أم ستظل تعيد أسطوانة العمالة للخارج والتدخل الخارجي؟!

    • زائر 12 | 12:52 ص

      ليش المجتمعات لها رأي ؟
      وهل للمجتمعات أي أهمية في اتخاذ أي قرار يا دكتور؟
      وهل هناك مراعاة لمصالح المواطنين وحقوقهم؟

    • زائر 11 | 12:44 ص

      قال تعالى : الفتنة أشدّ من القتل وفي آية اخرى أكبر.
      أي المسلمين من هذه الآية ولماذا القرآن في واد والمسلمين في واد آخر.
      لماذا اشعال الفتن الطائفية من أجل اهداف سياسية؟
      ألا يوجد ولو القليل من الخوف من الله

    • زائر 10 | 12:39 ص

      نسيج اجتماعي؟؟ من الذي يهتم لهذا النسيج؟
      هل من جنس بهذا الكم وبهذه الصورة كان يهتم للنسيج الاجتماعي؟
      هل من أشعل الفتن الطائفية وهي أشد واكبر من القتل كان يراعي النسيج الاجتماعي؟

    • زائر 9 | 12:34 ص

      النسيج الاجتماعي ضرب به عرض الحائط ودول مبالاة من اجل اسقاط مطالب الناس فلم يعد احد يهتم لهذا النسيج ولا لوحدة الشعب ومسألة التعايش . الأهم هو ضرب من يطالب بحقّه بأي سلاح وان كان سلاح الفتنة

    • زائر 7 | 12:08 ص

      أي نسيج

      استهدي بالله يا دكتور؛ أي نسيج اجتماعي ووحدة وطنية تتحدث عنها!!!
      النسيج الإجتماعي اختلط بفعل التجنيس السياسي حتى غلب الماء على الطحين، وأمّا الوحدة الوطنية فهي شعار فارغ لا يمت للواقع المشترذم والمتشظّي أصلاً بأي صلة!!!
      وينبغي لنا أن نسمّي الأشياء بمسمياتها بدلاً من التماهي مع الأحداث وردود الأفعال.

    • زائر 6 | 11:51 م

      لم يعد هناك نسيج ولا صوف .

    • زائر 4 | 11:30 م

      نستطيع ان نستنكر وندين

      فقط من طرف واحد وواحد فقط هذا الحد المسموح به لنا حتى لو كان الطرف الاخر مظلوما وهذا بخلاف تعليمات نبينا انصر اخاك ظالما او مظلوما.

    • زائر 23 زائر 4 | 3:21 م

      لازم تعرف معنى انصر اختك ظالما أو مظلوم

      معناها تردعه عن ظلمه لغيره اذا حاول ظلم أحد وأعنه عندما يكون مظلوم وارفع عنه الظلم الواقع عليه...

    • زائر 2 | 10:53 م

      شكرا دكتورنا....وهل بقى في المجتمع من نسيج كي لا تؤثر عليه الاحداث المحيطة؟

    • زائر 1 | 9:55 م

      حماية نسيجنا الوطني وإبعاد وطننا الغالي عن محاور الصراع الخارجي هو بالعمل السياسي المشترك الذي يبعد أي اتهام لأي جمعية سياسية لأنها ببساطة تكون مصغرة عن اطيافنا الحلوة بهذا تكون كل واحدة بحرين مصغرة قولا وفعلا بهذا فعلاً نعزز الوحدة الوطنية وخلاف الآراء السياسية لايمكن أن يفرقنا ولا المطالب العادلة أو الاستحقاق الديمقراطي وبهذا كذلك تكون بصمات كل فئات المجتمع على أي تغيير حاضرة

اقرأ ايضاً