أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأحد (3 يناير/ كانون الثاني 2016) أن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده في طهران وموقف الجمهورية الإسلامية.

وقال الجبير في مؤتمر صحافي مساء أمس إن بلاده تعلن «قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وتطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية (...) خلال 48 ساعة».

واعتبر الجبير أن «تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشئون العربية ودائماً ما يصاحبه الخراب والدمار».

من جانبها، ردت الولايات المتحدة على قرار السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالتشجيع على التواصل الدبلوماسي وحثت القادة في المنطقة على اتخاذ «خطوات جادة» لتخفيف حدة التوتر.

من جانبها، وصفت دول مجلس التعاون الخليجي قيام بعض الإيرانيين بالاعتداء على سفارة الرياض في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد بأنه «اعتداء همجي».

السعودية تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران... واميركا تدعو للتواصل والهدوء

عواصم - وكالات

أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأحد (3 يناير/ كانون الثاني 2016) أن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية الهجوم على سفارة المملكة في طهران ومواقف الجمهورية الإسلامية.

وقال الجبير في مؤتمر صحافي مساء أمس إن المملكة تعلن «قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وتطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية، السفارة القنصلية والمكاتب التابعة لها، خلال ثمانية وأربعين ساعة، وقد تم استدعاء السفير الإيراني لإبلاغه بذلك».

واعتبر الجبير أن «تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشئون العربية ودائماً ما يصاحبه الخراب والدمار»، مضيفاً أن «هذه الاعتداءات تعتبر استمراراً لسياسة النظام الإيراني العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، وإشاعة الفتن والحروب بها».

ورأى أن الاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد يشكل «انتهاكاً صارخاً لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية».

وكان متظاهرون هاجموا مساء السبت مبنى السفارة السعودية بطهران وأحرقوه، كما تعرضت القنصلية السعودية في مدينة مشهد بشمال شرق إيران لهجوم مماثل.

وأكد الجبير أن الديبلوماسيين السعوديين في إيران تواصلوا مع السلطات أكثر من مرة أثناء تعرض البعثات للهجوم، إلا أنه لم يتم التجاوب معهم.

واعتبر الجبير أنه «إذا لم تكن الحكومة الإيرانية متورطة بهذه العمليات، فإنها مقصرة وبشكل ملحوظ جداً في حماية بعثة دبلوماسية على أراضيها»، معتبراً أن مواقف المسئولين الإيرانيين من إعدام النمر شكلت «تحريضاً» للهجوم على ممثلياتها الدبلوماسية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، أسامة نقلي أن السلطات السعودية قامت بإجلاء عائلات الديبلوماسيين السعوديين من طهران على متن طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات، أقلعت مساء الأحد.

وأوضح أن عدد أفراد العائلات يبلغ 47 شخصاً، وأن السلطات الإيرانية «أعاقت» مغادرتهم في بادئ الأمر، قبل أن تسمح لهم بذلك.

وأفادت محطة تلفزيون «العربية» في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الإثنين) أن دبلوماسيين سعوديين جرى إجلاؤهم من إيران عقب هجوم على سفارتهم وصلوا إلى دبي في طريقهم إلى المملكة.

ورداً على الموقف الأميركي، قال الجبير «وضحنا للجانب الأميركي أن المملكة العربية السعودية لديها نظام قضائي مستقل وعادل».

وأضاف «ما حدث هو إدانة أشخاص قاموا بعمليات إرهابية أدت إلى قتل أبرياء، تمت محاكمتهم في المحاكم بشكل شفاف وشكل عادل، وتمت إدانتهم من قبل النظام القضائي».

وشدد على أن الرياض «لا تقبل تدخلات أي جهة في نظام القضاء».

من جانبها، ردت الولايات المتحدة على قرار السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالتشجيع على التواصل الدبلوماسي وحثت القادة في المنطقة على اتخاذ «خطوات جادة» لتخفيف حدة التوتر.

وقال مسئول بإدارة الرئيس باراك أوباما «علمنا أن السعودية أمرت بإغلاق البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المملكة».

ومضى يقول «نعتقد أن التواصل الدبلوماسي والمحادثات المباشرة تظل أمراً جوهرياً في حالة الخلافات وسنواصل حث القادة في المنطقة على اتخاذ خطوات جادة لتهدئة التوتر».

ووصفت دول مجلس التعاون الخليجي قيام بعض الإيرانيين بالاعتداء على سفارة الرياض في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد بأنه «اعتداء همجي» مستنكرة في الوقت نفسه التحريضات الإيرانية بشأن تنفيذ السعودية الإعدام في حق 47 إرهابياً بينهم نمر باقر النمر.

وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف بن راشد الزياني، في بيان له أمس (الأحد) الاعتداءات الهمجية على السفارة والقنصلية السعوديتين، محملاً السلطات الإيرانية المسئولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية، مؤكداً أن فشلها في منع هذه الاعتداءات يمثل إخلالاً جسيماً بالتزامات إيران لحماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا للعام 1961 والقانون الدولي.

واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة العربية السعودية للأحكام القضائية الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين، ووصفها بأنها تدخل سافر في الشئون الداخلية للمملكة، مؤكداً أن تلك التصريحات قد شجعت على الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية. وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون تقف صفاً واحداً مع المملكة العربية السعودية في استنكارها لهذه الأعمال الإرهابية ضد بعثاتها في إيران، وتحمل السلطات الإيرانية المسئولية الكاملة عنها.

كما تؤكد دول المجلس دعمها للقرارات التي اتخذتها المملكة لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن والقلاقل وتقديمهم للقضاء العادل.

يأتي ذلك بعدما تظاهر أكثر من ألف شخص في طهران أمس (الأحد) قرب السفارة السعودية، رغم حظر أصدرته الحكومة لتجنب أي تصعيد جديد بعد الهجوم الذي وقع خلال الليل على مبنى السفارة الذي أحرق جزء منه كما تعرضت القنصلية السعودية في مشهد لهجوم.

بدوره، اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني أن الهجومين على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد (شمال شرق) اللذين وقعا مساء السبت «غير مبررين على الإطلاق».

وأضاف أن «التصرف الذي قامت به مجموعة من المتطرفين مساء أمس في طهران وفي مشهد (...) ضد السفارة والقنصلية السعوديتين، اللتين يفترض أن تكونا بموجب القانون والدين تحت حماية الجمهورية الإسلامية، غير مبرر على الإطلاق».

فقد هاجم متظاهرون مساء السبت مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه.

وقال شاهد عيان لـ «فرانس برس» إن «الحريق أتى على داخل السفارة».

وأعلن مسئول إيراني أمس توقيف 40 متظاهراً بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران.

ووجه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي أمس رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان أكد فيها «تأييد اليمن للأحكام القضائية التي تم تنفيذها» السبت، بحسب وكالة أنباء «سبأ» التابعة للحكومة. وأكد هادي أن «من حق المملكة اتخاذ كل التدابير التي من شأنها حماية أمنها الداخلي»، وأن تنفيذ الأحكام «رسالة رادعة وقوية للجماعات الإرهابية».

من جانب آخر، دان الأردن بشدة الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران داعياً إيران إلى «توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية».

كما نددت الإمارات والكويت وقطر ومجلس التعاون الخليجي بالهجوم على السفارة السعودية.

وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أمس استدعاء السفير الإيراني، محمد رضا فياض للاحتجاج على «التدخل الإيراني في الشأن السيادي» السعودي و»الاعتداءات التي وقعت على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومدينة مشهد».

كما أكدت الكويت أمس وقوفها إلى جانب السعودية، معربة عن إدانتها لاقتحام السفارة في طهران.

وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان عن شجبها «للاعتداءات» على السفارة والقنصلية السعوديتين، مؤكدة دعمها «لجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف».

بدوره أدان الأزهر الشريف أمس الأحد قيام بعض المتظاهرين بإحراق مبنى السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران.

وأكد الأزهر الشريف تضامنه مع المملكة العربية السعودية ملكاً وشعباً، داعياً إلى ضرورة احترام الشئون الداخلية للمملكة العربية السعودية وعدم التدخل فيها واحترام علاقات الجوار التي حث عليها الإسلام، وأقرتها المواثيق الدولية.

كما عبرت الرئاسة الفلسطينية أمس، عن تأييدها لموقف المملكة العربية السعودية في «حربها ضد الإرهاب، الأمر الذي يحفظ أمن واستقرار المنطقة والعالم العربي والإسلامي».

وقالت الرئاسة في بيان لها نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إنها سبق ورحبت بدعوة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز بالانضمام إلى تحالف الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب.

كما أعربت قطر عن تنديدها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي تعرضت له سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد في إيران.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أمس نقلت وكالة الأنباء القطرية مقتطفات منه أن «هذا الاعتداء يعد انتهاكاً واضحاً ومرفوضاً للمواثيق والأعراف الدولية ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961 والتي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضائها»، مطالبة الحكومة الإيرانية بتوفير الحماية الكافية للبعثات الدبلوماسية وأعضائها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المعتدين.

كما جدد البيان دعم قطر التام لكافة الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مواجهة مختلف التهديدات التي تواجه المملكة والمنطقة، مؤكدة تضامنها فيما تتخذه من إجراءات لتعزيز الأمن والاستقرار.

من جانبها، دعت الخارجية الفرنسية أمس (الأحد) المسئولين في الشرق الأوسط إلى «بذل كل الجهود لتفادي تأجيج التوتر الطائفي والديني» في المنطقة.

من جهته، قال متحدث باسم وزير خارجية النمسا، سيباستيان كيرتز أمس (الأحد) إن وزيري خارجية السعودية وإيران أبلغاه بأنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد في الموقف.

وقال المتحدث «أكد الوزيران أنه لا أحد يرغب في مزيد من التصعيد».

وأضاف أن كيرتز تحدث مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف ونظيره السعودي عادل الجبير ودعا إلى عدم التصعيد وفتح حوار بين البلدين.