ربما لم يكن العام الماضي كله شهداً وعطراً، ولم يكن أجمل الأعوام على الإطلاق، بل ربما حمل الكثير من الأخبار السيئة وتلك المشاهد وأفلام الفيديو التي تضج برائحة الدماء والموت والذبح، وتعلو منها أصوات القنابل والصواريخ والأحزمة الناسفة وهي تتفجر في أجساد بريئة لا ذنب لها سوى أنها مرّت من أمام إرهابي أو عاشق لرائحة الدم، لم يكن يمتلك ضميراً أو قلباً.
هذا على المستوى العربي والعالمي، وربما لا يختلف الأمر كثيراً على المستويات الشخصية لكل منا؛ إذ ربما مرّت بنا أيام تحطمت فيها بعض أحلامنا حين لا تسير الأمور كما تمنينا، وتكسرت فيها أرواحنا ونحن نودع أحبة عنا لن نراهم مرة أخرى على هذه الحياة، أو حين تغزونا مشاعر الإحباط ونحن نعيش حالة فشل ذريع أصاب أمانينا بشيء من اليأس، وربما بل من المؤكد أننا مررنا بحالات كانت تشير إلى حزن منزوٍ في قلوبنا فتوقظه، وإلى عثرات أوقعتنا حتى ظننا أننا لن نقف بعدها إلا بعد وقت طويل. لكنها مرت في كل الأحوال، ومرَّ العام كله لنفتح قلوبنا أمام سنة جديدة ستحمل لنا الكثير من الفرح والفرج بإذن الله. سنة جديدة حرّضت كثيرين على كتابة خططهم ووضع أحلام جديدة تليق بمن يستقبل ضيف عزيز فيما نحن ضيوفها وضيوف هذه الدنيا.
السنوات تمضي عاماً بعد عام، منا من عرف كيف يودع عاماً لم يكن على مقاس أحلامه وأمانيه، فأشرع للعام الجديد أبواباً وبدأ بالعمل لنيل النجاح ولم يكتفِ بالتخطيط، ومنا من لم يتعلم مما مضى عليه ولم يتعلم مما تسبب في تعثره، فاستقبل عامه الجديد وكأنه أمر عادي من غير أن ينتبه إلى عمره الذي يمضي مع كل عام ينقضي، فلا هو يسارع في رسم خططه ليخطو خطوته الأولى نحو تحقيق ما يتمنى ولا هو يتمسك بأي بادرة تغير حياته نحو الأفضل، فتراه يراوح مكانه لتبقى أحلامه حبيسة الغيب مستسلماً ليأسه وسلبيته، وكل ما يفعله هو أن يهنئ غيره بالعام الجديد ناسياً نفسه.
بعض الناس يدونون ما قاموا به طوال عام من الأمور التي يظنون أنها تعد نوعاً من الإنجازات مهما كانت صغيرة في نظر الآخرين، ثم يدونون في مكان آخر ما يريدون القيام به في العام الجديد كنوع من التحدي مع أنفسهم، وكل واحد يضع خططه بما يتناسب مع اهتماماته والمجالات التي يجد فيها نفسه ويستطيع إنجاز الكثير من خلالها.
في العام الجديد نتمنى أن يكون للعالم رائحة أخرى لا تلوثها رائحة الدم المسفوك غدراً، ونتمنى أن يحقق العالم سلاماً طالما حلمت به الشعوب، وأمناً هو مطلب البشر ممن يمتلكون القلوب والضمائر، بعد أن يتحقق لنا سلامنا الداخلي الذي ننشد.
في العام الجديد نتمنى أن نحقق ما نتمنى وأن نستطيع بذلك رسم أجمل اللوحات لهذا العالم كي يعم الفرح جميع القلوب، وكل عام وأنتم بخير ومحبة وسلام.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ
كل عام وانت بخير
كل عام وانت بخير
لك منا اجمل التحيات.
كنت ولا زلت رائعة في مقالاتك التي طالما اشاعت الامل والتفاؤل وخلقت تفاعلا لدى القراء تبين من خلال تعليقاتهم.
اما الوسط فهي الفضاء الرحب الذي استوعب جميع الاراء،حسن ضاقت صدور الاخرين.
نشد على ايديكم ونتمتى ان يكون عام 2016 عام سلام ووئام وامان.
الله يجعل هذا العام عام تسامح وحب ورحمة علينا يارب .
الكاسر
كل عام وانت بخير ام قيس