ربما أن العام 2015 سيذكره التاريخ لعدَّة أسباب؛ منها انخفاض سعر برميل النفط إلى أقل من 40 دولاراً، بعد أن كان قد وصل فوق 100 دولار، وهذا الانخفاض أسوأ من انخفاض سابق حدث في 1983، وأقل من مستويات أخرى في سنوات الثمانينات اللاحقة. كما أن شتّى أصناف الحروب انتشرت في الشرق الأوسط في 2015، ولكن مع ذلك لم تحدث الحرب العالمية الثالثة.
في العام 1983، كادت الحرب العالمية الثالثة أن تبدأ وذلك عندما وقع حادث في وقت كان يشهد توتراً حادّاً في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. ففي تلك الفترة أسقط الاتحاد السوفياتي طائرة مدنية لكوريا الجنوبية دخلت بالخطأ الأجواء السوفياتية، وقُتل الكثيرون ومن بينهم أميركان، بضمنهم أحد أعضاء الكونغرس. وعليه توقع الاتحاد السوفياتي ردّاً من أميركا. وفي 26 سبتمبر/ أيلول 1983 التقطت رادارات الرصد السوفياتي إنطلاق صاروخ أميركي عابر للقارات، وكان الردُّ الإجرائي يتطلب إطلاق مئات الصواريخ النوويّة العابرة للقارات في الإتجاه المعاكس. لكن الضابط السوفياتي الذي التقط الإشارة قرّر اعتبارها خطأ في الأجهزة؛ لأنّ أميركا - في رأيه - إذا كانت سترُدُّ نوويّاً فلن ترسل صاروخاً واحداً. بعدها التقطت الأجهزة السوفياتية إشارات عن أربعة صواريخ، ولكن الضابط المسئول أيضاً قرَّر (من نفسه) أنه كان خللاً فنيّاً، ولم يتخذ أيَّة إجراءات لتنبيه قيادته العليا للرّد. في كلِّ الأحوال، فإنّ القرار الذي اتخذه الضابط السوفياتي كان صحيحاً، ولم تكن هناك صواريخ نوويّة عابرة، بل كان خللاً فنياً، ولم يكن هناك ردٌّ ننويٌّ سوفياتي، ولم تحدث الحرب العالمية الثالثة آنذاك. هذه المقارنة فقط للإشارة إلى أن العالم ربما مَرَّ بفترة أكثر توتُّراً من العام 2015.
على أننا بدأنا العام 2016، وقبل مئة عام، في 1916، قرَّرَ مسئولان في وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية (مارك سايكس، وفرانسيس بيكو) رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط لاقتسام تركة الدولة العثمانية. حينها لم يكن العرب يعلمون بهذا الاتفاق، ولكن انتصار الثورة البلشفية في 1917 أدّى إلى قيام روسيا بكشف ذلك المخطط والذي تمّ تنفيذه على حساب الوعود الأخرى التي كانت بريطانيا قد أعطتها للعرب عندما حثّتهم للثورة على الأتراك.
بعد 100 عام من كل ذلك، فلربما أن العام 2016 يشهد إلغاءً فعليّاً لاتفاقية سايكس-بيكو للعام 1916، وظهور خارطة جغرافية-سياسية أخرى، ربما تحافظ شكليّاً على الحدود، ولكن كلّ شيء قد يتغيَّر في جوهر النظام الإقليمي.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ
التغيير في جوهر خارطة النظام الاقليمي قادم
اعتقد يا دكتور انك افضل محلل سياسي في العالم و تفكيرك دائما ذكي و صحيح بالفعل بعد 100 عام او قرن من الزمان على سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية في ذلك الوقت سيتم الغاؤها و تنفيذ خارطة جديدة تقسم فيها العراق و سوريا و اجزاء من الجزيرة العربية و هذا سنراه في 2016 و ستنفذه الدول الكبرى خاصة و ان الامة العربية ضعيفة و مشتته و جريحة بعد الارهاب و الفتن و الاقتتال ..... تزيد الوضع بشاعة
تم في معاهدة لوزان التنازل عن مناطق سوريا الشمالية لتركيا الاتاتكورية
ومنحت فرنسالبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الاسكندرونة
وتخفيفاً للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور صدركتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس-بيكو تم التأكيد عليه مجدداً في مؤتمر سان ريمو عام 1920بعدها أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 حزيران 1922 لإرضاء أتاتورك واستكمالاً لمخطط تقسيم وإضعاف سوريا
بداية التآمر
ولقد تم تقسيم منطقة الهلال الخصيب بموجب الاتفاق وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أمابريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا
بداية التآمر على العرب في سايكس بيكو
اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيببين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيابعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسياعام 1917
سنعود للمربع الأول اي لاحداث 2011
سنعود الى أحداث مشابهة لما حدث في عام 2011 حيث الثورات في الشوارع و القتل الدامي و الحروب الطائفية واستهداف المساجد كما ان توقعات هذا العام تنبأ بحدوث زلازل كبيرة في الصين و اليابان و منطقة الجزيرة العربية و رحيل الكثير من الزعماء العرب و حالة من التقشف في الخليج والفقر بسبب انخفاض اسعار النفط و تقسيم للدول العربية.. العراق لبنان وسوريا كلهم في خطر ..تنبؤات بفيضانات وأحداث في القارة الامريكية من رجوع العنصرية وقتل و تفجير و تشتت و ضعف بعد رحيل اوباما عن منصبه
كل الامور وارده سواء لتقسيم المقسم او الابقاء على ما هو عليه ..الشعوب تتعلم بالتجارب والالام وانا اعتقد ان الشعوب العربيه ستتعب من هذه الحاله العبثيه في التفكير وسيتضح للجميع الخطأ من الصواب وعندها سيستفيق الجميع ولو متاخرين وربما نلحق علي اكثر تقرير بذيل الركب واذا لم نستفيق سيبتلعنا الاقوياء وستسمع قصصنا الاجيال القادمه كالهنود الحمر
اسم الجديد لاتفاقية
شكرا استاذنا .نظرية حلوة . هل الاتفاقيه مثلا تحمل اسم بوتين أوباما؟
أختلف معك دكتور ... بعد فشل أمريكا في أفغانستان و العراق لم تعد هيبة أمريكا على ما كانت عليه في السابق. اليوم من يتابع الخطاب السياسي العام في امريكا يرى بوضوح حالة التململ الشعبية من التمدد العسكري الأمريكي في العالم. صحيح الغرب متقدم على الشرق في التكنولوجيا و التنظيم، و لكن التكنولوجيا و التنظيم لا تحسم الحروب على أرض المعركة، و لنا في فيتنام و أفغانستان و العراق عبرة. تصوير فرنسا و أمريكا على أنهم إذا أرادوا للشيء أن يقولوا له كن فيكون فهم خاطئ لمنطق التاريخ و القوة.
ما معايير الفشل في رأيك؟
افغانستان لم تعد يتحكم فيها طالبان و القاعدة .
العراق لم يعد دولة ذات تأثير في الصراع مع اسرائيل و منبوذة و متآمر عليها من محيطها العربي السني لتدار معركة مذهبية على ارضه
حزب الله وجد له من يشغله و يستنزفه بعيد عن اسرائيل
ايران تستنزف ماليا و تزهق ارواح خيرة عسكريها في سوريا
فلسطين تقريبا صار امل تحريرها يساوي امل استعادة الاندلس
اليمن فرصة غربية لاستزاف ثروات العرب
عن اي فشل تتحدثون بالضبط
الاسد
لا اتفق معك .. اعتقد ان اميركا يهمها ان يشهد العالم توترات وارهاب وحروب .. فالاقتصاد الاميركي سيشهد انهيارا وقد تنهار معها اميركا وتتفكك اذا حل السلام في العالم
دكتور ... خطأ كبير. فرنسا و أمريكا في 1916 لم يعودا فرنسا و أمريكا في 2016 ... و العرب و المسلمين اليوم لم يعودوا على ما كانوا عليه في 1916. في 1916 كانت روسيا القيصرية على وشك الدخول في فوضى الشيوعية، و السلطنة العثمانية على وشك الإنهيار و موازين القوى كلها في صالح الغرب الذي كان يسيطر على الهند و مصر و الجزائر و إيران. موازين القوى اختلفت اليوم، الغرب لم يعد بتلك القوة الذي كانوا عليها، و المسلمون لم يعودوا بذلك الضعف الذي هم عليه الآن. الغرب و إن كان متقدما تكنولوجيا فإن يعيش خريفه!