شيع مئات ألاف الجزائريين بعد صلاة الجمعة اليوم (1 يناير/ كانون الثاني 2016)، جثمان المعارض البارز والقائد التاريخي حسين ايت احمد إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه ات احمد بولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل التي تقع على مسافة 100 كيلومتر شرق الجزائر.
وشارك في الجنازة قياديون سابقون وحاليون في حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي أسسه ايت أحمد عام 1963، إلى جانب وجوه سياسية أخرى تنتمي للمعارضة والموالاة.
وذكرت مصادر اعلامية نقلا عن شهود عيان أن رئيس الوزراء عبد المالك سلال واجه غضبا شعبيا عندما كان يهم بحضور الجنازة وان سيارته تعرضت للتخريب.
وكان ايت احمد توفي يوم الأربعاء 23 كانون أول/ ديسمبر الماضي بأحد مستشفيات مدينة لوزان السويسرية عن 89 عاما، حيث يعتبر آخر القادة التاريخيين لثورة التحرير الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، وانضم في عام 1943 إلى حزب الشعب الجزائري، كما دافع عن خيار الكفاح المسلح من اجل استقلال الجزائر بداية من عام .1946
وأسس جبهة التحرير الوطني عام 1954ودافع عن أفكارها ومنها الكفاح المسلح لطرد المستعمر الفرنسي.
وفي 22 تشرين أول/أكتوبر 1956، تعرض للاختطاف من طرف الجيش الفرنسي رفقة قادة اخرين عندما كانوا على متن طائرة كانت تقلهم من مدينة طنجة المغربية باتجاه تونس، وبقى في السجن حتى وقف إطلاق النار عام .1962
وعين ايت احمد وزيرا للدولة في الحكومة المؤقتة وعرف عنه معارضته للرئيس الأول للجزائر المستقلة احمد بن بلة ولقائد أركان جيش التحرير العقيد هواري بومدين الذي انقلب على بن بلة فيما بعد.
وانتخب ايت احمد عضو في المجلس التأسيسي عام 1962 مباشرة بعد استقلال الجزائر، وفي العام التالي انشأ حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض بعد قيادته لتمرد عسكري في منطقة القبائل رفقة العقيد محند اولحاج. واعتقل عام 1964 وصدر بحقه حكم بالإعدام، غير انه فر من السجن عام 1966 إلى سويسرا.
وعاد ايت احمد عام 1990 إلى الجزائر وأعاد بعث نشاط حزب جبهة القوى الاشتراكية. وفي عام 1999 ترشح لانتخابات الرئاسة قبل أن ينسحب رفقة خمسة مرشحين آخرين تاركين الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة وحده في السباق.