مفجعة هي تلك الأحداث التي روتها أم أميرة لـ«الحياة» عما جرى لها وللأمهات في قسم الولادة أثناء وبعد التوليد وعمليات القيصرية، في مستشفى جازان العام، وكيفية نجاتهن من الموقف المهول بأعجوبة.
وأطلقت إحدى الناجيات من كارثة مستشفى جازان العام على مولودتها اسم الممرضة «أميرة»، التي قامت بإنقاذها وإخراجها مع بقية المواليد من الحضانة إلى موقع آمن، بعيداً عن الحريق.
وقالت أم أميرة لـ«الحياة» إنها قبل الكارثة في تمام الساعة 12 والنصف صباحاً، قام زوجها بإيصالها إلى المستشفى عندما أحست بآلام الولادة، وبعد وصولهم تيسرت ولادتها في تمام الساعة 1.30 دقيقة.
وأضافت: «كانت سعادتي كبيرة أنستني آلام الولادة، وكانت والدتي تنتظرني في الخارج، وقبل اكتمال علاج الولادة، وقبل أن أخرج إلى غرفة التنويم اتصلت بزوجي ﻷطمئنه على سلامتي وأبشره بالمولودة، وكان في طريقه إلينا».
وواصلت الحديث: «كنت أسمع أصوات صياح، ولم أعرف ما الذي حصل ولم أشعر بالدخان المتسرب، وبعد أن قامت الممرضة بإخراجي إلى الممر وسحبتني إلى أن أوصلتني إلى أحد الكراسي خارج غرف الولادة استوعبت أن هناك حريقاً، وعندما شاهدت الدخان الكثيف يتسرب إلى الولادة ونسيت اﻵلام، رحت أصيح مرعوبة على مولودتي، إلى أن جاء منقذو الدفاع المدني والممرضات، وبعض الشبان، وقاموا بإيصالي وبعض المريضات إلى جوار إحدى الكبائن.
وأشارت إلى إحدى النساء معها أجريت لها جراحة قيصرية، وقبل الحريق كانت لا تستطيع الحركة، وتم تركيب كيس دم لها، وأحضرت الممرضات مولودتها إليها لإرضاعها، وغفت عينها لتنام».
وتابعت: «حينها اشتعلت النيران وأيقظوها لكي تمشي إلى الخارج بصعوبة، ممسكة بكيس الدم والمغذية (المحلول)، ومولودتها بيد أخرى، وحينما وصلوا إلى باب غرفة التنويم للخروج كان الدخان كثيفاً، والظلام دامساً».
وتابعت وصف الموقف بأنه كان أمامهن أحد المنقذين، وهو يقوم بإطفاء الحريق، ويقودهن للخروج من الممر، إلى أن خرجن منه، وتأثرت أقدامهن من الحريق، ونجت هي ومولودتها بأعجوبة».
من جهتها، قالت جدة المولودة «أميرة»: «كنت أنتظر خروج ابنتي من غرفة التوليد ﻷطمئن عليها، وجهزت لها ثلاجة حليب دافئ، إلا أن الدفاع المدني وبعض الشبان أخرجوني من موقع الحريق، وكنت أصيح مرعوبة وأصرخ، وأصعد إلى منتصف الدرج، فيمنعونني من الصعود، وينزلونني إلى خارج المستشفى».
وزادت: «لم أكن أعلم ما جرى لابنتي، وعندها وصل زوجها إلى المستشفى، وهو لا يدري بما حدث، وسألني، فقلت له من دون شعور إنها احترقت! وسمعته يردد «ابنتي وزوجتي»، ويحاول صعود الدرج، فيحاولون منعه، حتى استطاع الصعود إلى موقع الحريق، وأن ينقذ ثلاثاً من المنومات وهن لا يزلن على قيد الحياة». واستطردت: «في النهاية تم منع الجميع من الصعود، وفجأة سمع صوت هاتفه، وإذا بزوجته تقول له إنها بخير، وتم إخراجها إلى مكان بعيد عن الحريق لكنها لا تعلم عن ابنتهما شيئاً».
وأوضحت أنها شاهدت إحدى الممرضات المشرفات على قسم الحضانة وتدعى «أميرة» ومعها أخرى، وشاب، وهم يحملون بطانيات فيها بعض المواليد في أحضانهم، إلى أن أخرجوهم.
ووصفت منظر المواليد بالمؤسف «وبعضهم في أحضان بعض»، واستدركت: «تم وضعهم على الأرض ونقلهم فورا إلى مستشفى آخر. وكانت «أميرة» من ضمن من هم في البطانية، ولكننا لم نعلم بها إلا بعد أن ذهبنا إلى المستشفى الذي تم نقل المواليد إليه ووجدنا اسم والدتها معلقاً في يديها وهي تصيح، وأعطتها الممرضة رضاعة الحليب فشربت ونامت».
ووصفت فرحتها قائلة: «بدلاً من أن نبكي رعباً وحزناً تبدلت دموعنا إلى أفراح»، لافتةً إلى أنهم سموا المولودة أميرة»، عرفاناً لجميل المنقذة التي أنقذتها هي وبقية المواليد.