مع التطور الكبير للقطاعات الطبية في البحرين بات من اللازم الالتفات إلى فكرة إنشاء كلية طب حكومية تتضافر فيها جهود وزارة الصحة مع وزارة التربية والتعليم، وهي الجهة التي يتبعها التعليم الجامعي في البحرين.
فطلاب البحرين الدارسون للطب في الخارج يواجهون الكثير من العقبات مما يستلزم التفكير وبشكل جدي في إنشاء كلية طب تكون مسئولة عن تخريج أجيال جديدة من أطباء المستقبل الذين يدعمون البنية الصحية للمجتمع البحريني والتي تأسست قبل أكثر من مئة عام.
وفي الوقت ذاته تكون هذه الكلية قادرة على استيعاب الطلاب البحرينيين وكذلك أشقائهم الخليجيين الراغبين في دراسة الطب وتقديم أفضل الخدمات الصحية على يد أطباء بحرينيين وأجانب ذوي خبرة طويلة في هذا المجال.
في هذا التحقيق نطرح تصورات مبدئية عن هذا المشروع الكبير مع أهل الاختصاص وطلاب الطب ذوي العلاقة.
واقع التعليم الطبي في البحرين
إن مملكة البحرين تفتقر إلى هذه الكلية الحكومية على رغم وجود كلية العلوم الصحية التي تخرج ممرضين، إلا أنها تحتوي على القليل من التخصصات وعلى مستوى الدبلوم في (الصيدلة، المختبر، الصحة العامة، صحة الفم والأسنان، وأيضّا دبلوم الأشعة)، وعلى مستوى البكالوريوس تخصص (التمريض). وأيضا تقدم جامعة البحرين بكالوريوس تخصص العلاج الطبيعي الموالي لتخصص الرياضة، لكن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى تخصصات شاملة في الطب، وذلك لإشباع حاجيات ورغبات المجتمع البحريني. أيضا تتواجد جامعات طب خاصة في البحرين مثل كلية الطب الايرلندية لكن للأسف ليس بمقدرة الجميع تغطية تكاليفها المرتفعة.
الجمهور العام يؤكد أهمية
إيجاد كلية للطب
قبل أن نسعى لجمع آراء ذوي العلاقة في الموضوع قمت بعمل استبانة إلكترونية، شارك فيها حوالي ستون شخصاً لمعرفة إلى أي مدى تحتاج البحرين لكلية طب جامعية حكومية. فأظهرت النتائج أن 93.2 في المئة يؤيدون هذه الفكرة، و 3.4 في المئة يعارضونها، و3.4 في المئة من المحايدين. هذه النسبة الكبيرة دليل على حاجة المجتمع الماسة لهذه الكلية.
طلاب الطب البحرينيون
الدارسون في الخارج
ولتسليط الضوء على آراء وتطلعات بعض طلبة الطب وخريجي جامعات خاصة خارج البلاد، كانت لنا هذه الجولة بينهم للوقوف على حدود المشكلة.
بتول السيدسلمان طالبة طب بشري في جامعة مصر، كانت من مؤيدة فكرة إنشاء هذه الكلية في البحرين، وقالت: «إن الدراسة في الخارج من وجهة نظري تؤثر على الطالب من الناحية السلبية، فهي تؤثر على نفسيته وتدفعه إلى الحنين المستمر لأهله ما يؤثر على المستوى الدراسي، وبعض الأحيان يضطر بعض الطلبة إلى الرجوع الى البلاد من دون إكمال دراستهم الجامعية».
وأضافت «الطالب ملزم بالقيام بالأعمال المنزلية من طبخ أو تنظيف والاعتماد على نفسه، وهذا يعتبر مضيعة لوقت الطالب. ومن الناحية الإيجابية، فالطالب يتعلم المشاركة والصبر والحكمة، ويُكوّن صداقات جديدة ويتحلى بروح التعاون».
وتابعت «ولي الأمر قد يواجه المشكلات في توفير الرسوم الدراسية ومصاريف تغطية حاجيات الأبناء الخاصة».
كما أكد، الطالب سيدقاسم الموسوي تخصص علاج طبيعي في الجامعة نفسها الذي كان مؤيدا للمشروع، «نحن معرضون لمواجهة المشكلات من نواح كثيرة، فمثلا الديون تتراكم على عاتق الآباء نتيجة تسديد رسوم الجامعات والاحتياجات الخاصة وذلك من أجل تعليم أبنائهم. ومثال آخر يضطر بعض الطلاب إلى العمل بنظام جزئي لمساعدة الأهل في توفير الرسوم الدراسية أو لتوفير المصروف الشخصي».
وأشار «إلى أن الدراسة في الخارج لها الكثير من الإيجابيات والسلبيات، ومن هذه الإيجابيات أن يكون الطالب ذا معرفة كبيرة بأمور الحياة، أما عن السلبيات فإن الطالب يكون أحيانا أنطوائيّاً أو يتأثر بسبب بعده عن الأهل في أجمل الأوقات في الأعياد مثلا أو في المناسبات».
كما دعمت الطالبة زينب الجوري رأي زميليها، وقالت: «إن إنشاء كلية طب بحرينية تمثل حلاً لمشكلات كثيرة، فالغربة متعبة للنفسية ومكلفة».
وأضافت «قد واجهت بعض المشكلات الصغيرة مثل تأخير الحوالات التي يرسلها والدي، وأحيانا تختلف الرسوم الدراسية في كل سنة دراسية».
وعن التحاقها بكلية طب الأسنان، قالت زينب الجوري «قد أضطر أحيانا إلى دفع مصاريف أدوات الأسنان باهظة الثمن».
بدورها أوضحت الطالبة أحلام نصيف خريجة تخصص علاج طبيعي من جامعة مصر، أن «فكرة إنشاء هذه الكلية تحتاج إلى أساس قوي تبنى عليه، فإذا لم تخصص الأقسام الشاملة والكوادر الكفيلة للكلية وأن يكون الإشراف فيها متكاملاً والتدريب مستمرّاً وذلك ضمن ضوابط وأسس علمية ومهنية صارمة، وأيضا إن لم تضمن للطلبة التخرج والتوظيف المنشود، لن تحقق هذه الفكرة النتائج المرجوة».
وذكرت «من وجهة نظري فللدراسة في الخارج إيجابيات فيتعلم الطالب المغترب ترتيب أولوياته حيث تكون حياته أكثر جدية ويلتزم بنظام معين، وأيضا يصبح الطالب أكثر حرصاً على تنسيق معيشته». وأكدت في الوقت نفسه أنه «لاشك في أن الغربة تؤثر على نفسية الطالب وعلى مستواه الدراسي».
نقلنا هذه الانطباعات والآراء لطلبة الطب الدارسين في الخارج إلى مجموعة من الأطباء والأخصائيين لمعرفة وجهات نظرهم في هذا المشروع الكبير.
أهل المهنة ماذا يقولون؟
استشاري الرعاية الصحية الأولية يوسف البوسطة بوزارة الصحة، يقول: «نحن بحاجة إلى أطباء بحرينيين مؤهلين لهذه المهنة، فليس كل خريجي كليات الطب في الخارج يملكون الخبرة الكافية للاعتماد عليهم في تقديم الرعاية الطبية، على رغم ما يملكون من شهادات معترف بها في البحرين».
وأضاف أن «هذه الفكرة ستخدم الطلبة والوطن وسيتم الاعتماد عليهم في مختلف التخصصات الطبية».
من جهته يرى الطبيب واخصائي بنك الدم في مجمع السلمانية ماجد الماجد، من منظور مختلف اذ يقول «نحن بحاجة إلى توظيف الأطباء وإرسالهم للتخصص المطلوب، لكن لا أرى أهمية لوجود كلية طبية بكوادر وطنية فقط».
وأضاف «في الوقت الحالي لا توجد إمكانية لإنشاء هذه الكلية، فنحن نفتقر إلى الكوادر الكافية والكفيلة بذلك، فخريجو الجامعات في الخارج ليسوا مؤهلين بما فيه الكفاية.
وأضاف «لو وجدت كلية طبية حكومية شاملة بكوادر وطنية فهذا فخر للوطن لاشك في ذلك».
وتابع «في إنشاء هذه الكلية ستتحقق خدمة المجتمع، ويتحقق طموح ورغبات الطلبة العاجزين عن السفر والدراسة، وفيها أيضا أمان للأهالي بقرب أبنائهم بجانبهم دون التغرب في مجتمعات أخرى ودون التعرض لعادات وتقاليد مختلفة عن مجتمعنا وذلك بهدف الحصول على الرغبة الدراسية وبرسوم قليلة. وفيها أيضا تحقيق الاعتماد على أبناء الوطن المؤهلين للمهنة (...)، فهل يرى هذا المشروع الطموح النور خلال السنوات المقبلة؟».
العدد 4864 - الخميس 31 ديسمبر 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1437هـ
اي والله صعبه الغربه ومصاريف السفر والرسوم .في البلد افضل الله يكون في العون معناه صعبه جدا
وايد زين
لكن متى يرى النور
بالطبع نحن بحاجه لها
اولادنا وبناتنا يتغربون بالخارج لدراسه الطب
ابنتي تدرس في مصر ولو كانت بالديرة أفضل