ينشر موقع "هافينغتون بوست عربي" مدونة لناشط شبابي جزائري صهيب حجاب؛ والتي يقول فيها: بعد اختياري للمشاركة في برنامج اليونسكو لحماية التراث العالمي بمملكة البحرين، والذي يعقد من تنظيم منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم بشراكة جمعية الكلمة الطيبة البحرينية والاتحاد العربي للعمل التطوعي، سارعت في البحث على شبكة الإنترنت عن أهم المعلومات المرتبطة بهذا البرنامج الذي يعقد للمرة الثانية بعد الأولى التي تم عقدها بالبحرين في سنة 2013، الفضول ينتابني لمعرفة كل التفاصيل والحيثيات قبل موعد السفر إلى مملكة البحرين والتي تعتبر بالنسبة لي ثاني تجربة خليجية بعد سابقتها في الكويت في سنة 2014 بمناسبة الملتقى الإعلامي العربي الحادي عشر، وها نحن نستعد لخوض تجربة جديدة..
الخميس الموافق للثاني من أكتوبر/تشرين الأول، كان موعد رحلتي مع الخطوط القطرية للبحرين، بحكم عدم توفر خط مباشر بين الجزائر والبحرين، وكم كان ذلك اليوم عصيبا، بحكم أنني كنت أنتظر التأشيرة، وللأسف لم يكتب لنا أن نسافر في ذلك اليوم بحكم أنه يجب الحصول على التأشيرة لدخول البحرين. لأضطر إلى تأجيل الرحلة إلى السبت لعل التأشيرة تكون جاهزة في ذلك اليوم.
في مساء الخميس أتلقى اتصالا من البحرين من منسق البرنامج يفيد أن التأشيرة جاهزة وسيقومون بتسجيل التأشيرة في تذكرة السفر..
السبت كان موعد سفري إلى البحرين، بعد الزوال انطلقت الطائرة التابعة للخطوط القطرية إلى الدوحة في رحلة تدوم 6 ساعات ونصف، ما يلاحظ على الخطوط القطرية جودة الخدمات المقدمة التي تنسيك التعب والإرهاق وحتى التفكير في المدة التي ستستغرقها الرحلة إلى الدوحة.
وبعد وصولنا إلى مطار حمد الدولي الذي يمثل تحفة معمارية ذات طراز رفيع تصميما وخدمات وكذلك توفير كل سبل الراحة.
حينما حلت الساعة الواحدة صباحا بتوقيت الدوحة، كان موعد التوجه إلى عاصمة البحرين المنامة في رحلة تدوم حوالي نصف ساعة من الزمن.
الشوق يزداد منتظرا أن تحط طائرة الخطوط القطرية في المنامة.
بعد وصولنا إلى المنامة اضطررت للانتظار 3 ساعات أخرى ليتم بعدها طبع تأشيرة الدخول على جواز سفري.
تجربة البحرين كانت حافلة بالنسبة لي، بحكم أنها كانت تمثل تنوعاً كبيراً في الأنشطة والتي تنوعت بين الزيارات إلى المناطق التاريخية والأثرية التي ترمز إلى تراث البحرين، وأيضا الورشات التدريبية، والعمل الجماعي الذي تجلى خصوصا في الأعمال التطوعية خلال الفترة الصباحية التي كنا نقضيها مع شباب من مختلف دول العالم في تنظيف المعالم الأثرية والتنقيب، وهذا كان يندرج ضمن خطط البرنامج..
في الأيام الأولى من البرنامج كنا نقيم في بيت الشباب الذي اختارته جمعية الكلمة الطيبة ليكون سكناً للمشاركين، الجميل أيضاً في البرنامج أننا كنا في الأيام الأولى ننقسم إلى فرق مختلفة، كل فريق يقوم بإعداد طبخة معينة، وبعد شراء اللوازم المختلفة من أغذية وخضر وغيرها، تنطلق الفرق في إعداد مختلف الأطباق وتكون بعدها المائدة جامعة لكل المشاركين الذين يختارون ما لذ وطاب من الأطباق لتناولها، في أجواء أخوية وودية جدا بين المشاركين الذين قدِموا من مختلف الدول على غرار الجزائر والأردن والكويت والإمارات وإستونيا وبولندا والولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى مشاركين من مملكة البحرين.
المشاركون في البرنامج زاروا العديد من الأماكن الثقافية منها دار الأوبرا في البحرين وزاروا كذلك المركز الإقليمي العربي لليونسكو، حيث تلقوا شروحات عن عمل المركز وبرامجه وأنشطته في العالم العربي التي ترتبط خصوصاً بحماية التراث العالمي والمعالم الأثرية والتاريخية.
تجربة البحرين شكلت لي حافزا هائلا بحكم الابتعاد عن أشكال المؤتمرات الكلاسيكية التي تعتمد طابعاً معينا من البروتوكولات الرسمية والتي لا أفضلها شخصيا، وهو عكس ما خضته في برنامج اليونسكو في البحرين الذي كان تفاعليا وعشنا فيه لحظات ممتعة خصوصا كمجموعة مشاركين من مختلف الجنسيات، تعلمنا منها كيف نشتغل كفريق عمل واحد، وكيف نحترم بعضنا ونحترم الاختلاف الذي يوجد لدينا، وأيضا كيف نخطط للمشاريع المستقبلية وننجح في تجسيدها.
في الأيام الأخيرة للبرنامج استفاد المشاركون من رحلة إلى محمية العرين الطبيعية وجولة بحرية إلى متحف البحرين، وأيضا من التجارب التي لن أنساها وهو سباق الكارتينغ في حلبة "الفورمولا وان" بالبحرين الذي كان فرصة لتشجيع المنافسة بين المشاركين في أجواء حماسية ورائعة.
اليوم الأخير للبرنامج شهد إقامة مأدُبة غداء من إحدى العائلات البحرينية بحضور رعاة البرنامج، حيث اختتم بتوزيع شهادات المشاركة على المشاركين الذين أعربوا عن سعادتهم بمشاركتهم في البرنامج على أمل اللقاء في الفعاليات المقبلة.
وهكذا تطوى تجربة جميلة تضاف إلى التجارب التي سبقتها في كل من تونس والكويت وتركيا والمغرب، على أمل أن ندون تجربة جديدة في المستقبل القريب.