حاتم كاملي، مؤسس ومدير عام شركة «iclick» المدرب المتميز والمبدع في مجال التسويق الرقمي، الحائز على جائزة أفضل مدربي الإعلام الاجتماعي في الخليج العربي، والمدرب الثالث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مسابقة «المدرب المتميز» ضمن فعاليات «منتدى رواد الإعلام الاجتماعي الثالث SMMF2015» الذي استضافته جامعة العلوم التطبيقة بالمنامة مؤخراً. كاملي قدم ورشة عن «التحليل والقياس والمشاهدة على موقع التواصل الاجتماعي» يوم السبت (26 ديسمبر / كانون الأول 2015)، تحدث فيها عن التحليل الرقمي للمشاريع والشركات من مواقع التواصل الاجتماعي كافة، مثل: «الفيسبوك»، «تويتر»، «إنستغرام»،... وغيرها، ويمكن على إثرها معرفة أفكار الناس والتوجهات التي يريدونها، ووضع استراتيجية أدوات التحليل والمعايير والمؤشرات التي تكون على أساسها نجاح المؤسسة، فكان لنا لقاء معه:
ماهي استراتيجية التسويق؟
- استراتيجية التسويق هي المحرك الرئيسي لنجاح أي شركة ترغب في تحقيق النمو والوصول إلى جمهورها المستهدف والعمل على إرضائهم. حيث تتلخص استراتيجية التسويق في القدرة على بناء آلية متكاملة تبدأ من تحليل وتجزئة السوق المستهدف والمنافسين ودراسة سلوك اهتمامات و رغبات العميل ومن ثم العمل على وضع أهداف محددة تساهم بتلبية رغبات العميل والتواجد في السوق المستهدف بشكل مميز من خلال تصميم منتجات ذات قيمة محددة وأسعار واضحة تتلائم من العملاء المستهدفين، ومن ثم اخيتار أفضل طرق الوصول للعملاء سواء كان عن طريق القنوات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق الإعلانات الكلاسيكية في الصحف والمجلات... وغيرها، ومن ثم بناء آلية لقياس أداء هذه الاستراتيجية ومدى تحقيقها للأهداف المنشودة.
ماهي المؤشرات على نجاح المؤسسة من الناحية الرقمية؟
- بالنسبة للقنوات الرقمية فمؤشرات قياس نجاح المؤسسات على القنوات الرقمية يعتمد في الأساس على أهداف هذه المؤسسات من استخدام هذه القنوات الرقمية، إذ تختلف هذه المؤشرات بناء على الأهداف، فمثلاً: لو كان هدف مؤسسة معينة هو الوصول إلى أكبر جمهور ممكن فمؤشرات قياسهم سترتكز على عدد الزوار لموقعهم الرقمي وعدد التحميلات لتطبيقهم الذكي على الهواتف الذكية وعدد المشاهدات والمتابعين النشطين على قنوات التواصل الاجتماعي ومدى تجاوبهم مع خدماتهم ومنتجاتهم المقدمة. أما لو كان هدف المؤسسة رفع المبيعات فالمؤشرات الرئيسية ستتغير لتكون مثلاً نسبة مبيعات المؤسسة على القنوات الرقمية مقارنة بالقنوات التقليدية، وهكذا ستختلف المؤشرات باختلاف الأهداف الموضوعة للمؤسسة.
كيف نبدأ بالتسويق؟
- في رأيي، أن التسويق يبدأ من الناس وينتهي بالناس قبل المنتج، بمعنى يبدأ التسويق في القدرة على تحديد احتياجات الجمهور ودراسة مشاكلهم ومن ثم توفير حلول ومنتجات توفر قيمة حقيقية تساهم في حل مشاكلهم وتقديمهم لهم باستخدام القنوات الترويجية الرقمية المناسبة لهم، ومن ثم معرفة انطباعاتهم عن الخدمات وكيفية تحسينها، فالتسويق ليس ترويجاً فقط أو إعلانات، التسويق عملية متكاملة تبدأ من خلق قيمة مضافة وتستمر في التحسين بناء على رغبات الجمهور.
ما هي الأفكار التي تقدم للتسويق الرقمي لشركة ما؟
- التسويق الرقمي مليء بقصص النجاح والأفكار الملهمة التي تساعد الشركات في تحقيق النمو وتحسين الأداء في القطاعات الحكومية والخاصة كافة وقطاع رواد الأعمال، حيث يساعد التسويق الرقمي في توليد عدد من الأفكار وحتى تحويلها لمشاريع مثل مشروع «مانجو جازان» الذي بدأ من تغريدة في السعودية وتحول إلى مشروع مليوني. أيضاً مشروع «وجبات» في 15 ثانية والذي بدأ بفكرة مشاركة الناس لطريقة طهي الوجبات إلى مشروع يزيد عدد متابعيه على القنوات الرقمية لأكثر من 3 ملايين وأرباح عالية جداً، كما توجد عدد كبير من الأفكار الفعالة في التسويق الرقمي والإعلام الاجتماعي مثل الألعاب الترفيهية التي تساعد على تحسين ظهور العلامات التجارية،... وغير ذلك.
ماهي إيجابيات وسلبيات التسويق الرقمي؟
- أهم إيجابية حقيقية للتسويق الرقمي هو القدرة على تحليل النتائج وقياس النجاح بشكل دقيق جداً مقارنة بالتسويق على القنوات التقليدية، حيث يوفر التسويق الرقمي إمكانية معرفة تواجد الجمهور المستهدف والتعرف على اهتماماتهم ومراقبة وتحليل المنافسي، إضافة إلى قلة تكاليفه مقارنة بالتسويق التقليدي ومساحة الإبداع الكبيرة التي يوفرها التسويق الرقمي مقارنة بالأساليب الخشبية التي يوفرها التسويق والإعلان التقليدي.
متى نبدأ التحليل عن تسويق الشركة؟
- التحليل في التسويق لا يتوقف، ويفضل أن يكون تحليل أداء الشركة و تحليل أدائها التسويقي بشكل دائم ووفق مؤشرات يتم وضعها لذلك ومن ثم تحسين الأداء بناء على الفجوات التي يتم اكتشافها أثناء كل تحليل، وهذا ما يميز التسويق الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي حيث إنها تساعدك على التحليل بتكاليف بسيطة جداً، وفي أي وقت تريد خلاف التحليل التقليدي.
هل تختلف أدوات التحليل من شركة لأخرى؟
- بالطبع يختلف وذلك باختلاف نشاط الشركة واهتماماتها حيث تركز مثلاً بعض الشركات على استخدام الأدوات المختصة بتحليل انطباعات الجمهور والأسواق المستهدفة بينما تفضل بعض الشركات استخدام الأدوات التي تقدم تقارير عن المنافسين، وشركات أخرى تركز على الأدوات التي توفر تقارير عن سمعة العلامة التجارية ومراقبة آراء الناس تجاه منتجاتهم وخدماتهم. لذلك نجد تنوعاً كبيراً في سوق التحليل الرقمي وتوفر مئات الأدوات بقدرات ومزايا وأسعار مختلفة.
العدد 4863 - الأربعاء 30 ديسمبر 2015م الموافق 19 ربيع الاول 1437هـ