على مساحة 300 هكتار، تعانق الرمال الذهبية أمواج المحيط الأطلسي في "مازاغان"، وليس هذا فحسب، بل ترسم كثبان الصحراء القريبة في هدوء ليلها المقمر أو في نهارها الدافئ متعة قضاء الإجازات في المنتجع الساحر.
بين "أزمور" و"دكالة"
وعلى الرغم من أن المنتجع الحديث الذي يمتد على مساحة أكثر من 8 كيلومترات ويمكن الوصول إليه في غضون أقل من ساعة ونصف انطلاقًا من مدينة الدار البيضاء، وقد تم تشييده وفق معايير السياحة الفاخرة المرفهة، إلا أنه حافظ على تراث وأصالة الروح المغربية، وفي الجوار، يمكن التنقل إلى عدة أحياء ومدن وقرى مغربية مثل مدينة "أزمور" و "الجديدة" ومطار محمد الخامس و"دكالة" و"عبده"، وقد أصبح منتجع "مازاغان" في السنوات الأربع الماضية الوجهة التي يفضلها آلاف الخليجيين كملاذ للاسترخاء والهدوء والاستمتاع بجمال الطبيعة وأصالة الشعب المغربي.
لائحة التراث العالمي
مرافق المنتجع مصممة كتحف عمرانية من الهندسة المعمارية العربية المغربية المدهشة مما أبدعه الفنان المغربي، وبها ترابط وثيق بين الأصالة والمعاصرة، والمميز في هندسة المنتجع أنه يزاوج في مرافقه وغرفه وقاعاته بين عناصر الشمس والبحر المتصلة بهوية مازاغان التاريخية، وتشير مصادر تاريخية متعددة إلى أن المدينة تأسست في العام 1514م من طرف البرتغاليين، فهي تجسد التأثيرات المتبادلة بين الثقافات الأوروبية والمغربية، وهي من أولى المراكز التي استوطنها المستكشفون البرتغاليون بإفريقيا الغربية في طريقهم إلى الهند، وتظهر هذه التأثيرات بوضوح في الهندسة و التخطيط العمراني، كما تشكل مازاغان مثالًا متميزًا للمدن البرتغالية المحصنة التي تتبلور من خلالها أفكار عصر النهضة و تقنيات العمارة البرتغالية، وتم تسجيل المدينة في العام 2005 على لائحة التراث العالمي.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ