"كل عام وأنتم بخير... نسأل الله أن يكون العام الجديد عام خير وتوفيق وسعادة ونجاح وسلام على الجميع"... هي عبارة ربما تكون مكررة لكنها تتألق كل عام مع توديع سنة مضت وأخرى أشرقت، ولهذا، وفي كل بقاع الدنيا، تختلف احتفالات الشعوب باستقبال العام الجديد، ومعها تختلف الطقوس ومظاهر وتقاليد الاحتفال.
قد تكون الألعاب النارية والحفلات هي المظهر الأبرز الذي يمكن أن نشاهده في مختلف المجتمعات، إلا أن من المفيد أن نتعرف على عادات بعض الشعوب في هذه الليلة المميزة، مع اختلاف مواعيد السنة الجديدة في بعض الدول والثقافات، فالبعض يعتبر الأول من يناير بداية السنة الجديدة، فيما تعتبر فئات أخر أوائل فبراير هو البداية، فيما اعتادت بعض الشعوب اعتبار موسم الخريف هو موسم بدء العام الجديد، وبين هذا وذاك، يرقص الناس ويحتفلون بالسنة الجديدة وفق طقوسهم التي اعتادوا عليها.
جميل أن نتعرف على ثقافات وعادات الشعوب في استقبال العام الجديد، ولنبدأ بالإسبان، ففي إسبانيا، يتناول الناس 12 حبة من العنب بانسجام مع العد التنازلي في منتصف الليل، ويعود هذا التقليد إلى 1895 عندما أدرك بعض المزارعين أن لديهم فائضًا من العنب وبدأ هذا التقليد للحصول على المزيد من الزبائن، وتستمر الاحتفالات التي تبدأ عادة بمأدبة عشاء مع العائلة قبل التوجه إلى الاحتفالات العامة.
في اليابان مثلًا، يسود اعتقاد بأن (إله العام الجديد) يزورهم، فيقومون بقرع أجراس المعابد 108 مرات بالسنة الجديدة التي يطلقون عليها "توشيكامي"، كما يهتمون بتنظيف المناظر وتبادل بطاقات ورسائل التهنئة وهي مشهورة لديهم باسم "نينكاغو"، أما في بلجيكا، فالرسائل وبطاقات التهنئة ترسل من الأطفال إلى أمهاتهم وآبائهم، وليس ذلك فحسب، بل يتم تزيين البطاقات بالزهور والصور التي تمثل الملائكة ويبدأون في قراءتها على آبائهم بصوت عالٍ، فيما اليونانيون يفضلون البصل... نعم البصل! فيتم تعليق البصل على أبواب المنازل ليلة الاحتفال بالسنة الجديدة، وفي صباح اليوم التالي مبكرًا، يستخدم الآباء البصل للضغط على رؤوس أطفالهم إيذانًا بالتوجه إلى الكنيسة.
بعض الناس في استونيا يعتقدون أنهم يجب أن يأكلوا سبعة، تسعة أو اثنتي عشرة وجبة طعام في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، ومع كل وجبة مستهلكة يُعتقد أن الشخص يكتسب قوة العديد من الرجال في العام التالي، و يسود اعتقاد آخر لدى الشعب الإستوني و هو أن أرواح الأسلاف يزورونهم ليلة رأس السنة ولذلك فإنهم يحرصون على عدم إتمام وجبات الطعام وترك الباقي للزوار.
في التشيك، يحتفل الناس في العاصمة (براغ)، بمشاهدة عرض الألعاب النارية على جسر تشارلز الشهير بعد منتصف الليل.
طقوس المحتفلين في الإكوادور لها طابع آخر غريب جدًا! فيجمعون آلاف الدمى بالحجم الكبير وبعضها ضخم للغاية، ويحرقونها للتخلص من مآسي وآلام ومصاعب العام الماضي، وعادةً ما يجتمع اليونانيون عند منتصف الليل لحرق الدمى خارج منازلهم.
لنذهب إلى صربيا، فهناك، تشبه ليلة رأس السنة عيد الميلاد تمامًا، حيث يعتقدون أن بابا نويل أو سانتا كروز (أو ديدا مراز) يزور البيوت في ليلة رأس السنة، ويترك الهدايا تحت شجرة الميلاد للأسرة، ويحتفل السكان بالسنة الجديدة الصربية في 13 يناير / كانون الثاني وفقًا لتقويمهم القمري. ومهما اختفلت عادات وتقاليد وطقوس الشعوب، فإن الكلمة الطيبة والتهنئة الرقيقة في هذه المناسبة، كفيلة بأن تكون مرسال حب وسلام... عام سعيد مليء بالخير نتمناه للجميع.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ