من المعتاد في المجتمعات العربية ثقب الأذن للفتيات من أجل لبس الأقراط على اختلاف أنواعها، أو ثقب الأنف من أجل وضع بعض أنواع الحلق وفقًا لثقافة تزيين المرأة في هذا المجتمع أو ذاك، فهناك مجتمعات لا تزال تستخدم إكسسوارات الثقوب وفقًا لمعتقدات دينية وروحية.
لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت أنواع جديدة من الإكسسوارات المصنوعة من مادة التيتانيوم، وعلى الرغم من عدم انتشارها بشكل كبير في المجتمعات العربية كحالها في المجتمعات الغربية، لكن بعض الفتيات لجأن إلى استخدام بعض إكسسوارات التيتانيوم لا سيما خرزة الأنف أو خواتم البطن أو تلك النماذج التي تستخدم بثقب الأذن في الجزء الأوسط، وأخرى للشفاه.
وأنتجت بعض الشركات الغربية عدة أنواع من إكسسوارات الثقوب كخواتم البطن وخواتم الخرز واللوالب متعددة الأشكال، لكن تقديم هذه الخدمة في مراكز التجميل والصالونات في مملكة البحرين يعد مخالفًا للقانون حالها حال الوشم او “التاتو”، وتمنع اللوائح الصحية من تقديم مثل هذه الخدمة، وحتى التي يتم استيرادها من الخارج بشكل شخصي (لصغر حجمها وسهولة تهريبها) أو بيعها في السوق المحلي بشكل خفي، ليس من المسموح تركيبها في مراكز التجميل إلا بشكل خفي أيضًا.
وخلال عام 2014، انتشرت في المجتمعات الغربية موضة (ثقب الحاجز) حيث يتم تركيب ما يسمى (أفراس الحاجز) وهي أنواع من الإكسسوارات تحوي بعض المجوهرات أو الأحجار الكريمة توضع في الأنف على هيئة حلقات أو خرز أو أشكال هندسية مختلفة، والعملية عبارة عن ثقب الجسد لتعديل شكل الجسد وتزيينه.
تاريخياًَّ، يعد ثقب الأذن والأنف من أكثر الأنواع انتشارًا منذ القدم، وقد وجدت الأقراط في آذان المومياوات المحنطة منذ القدم، ما يدل على انتشار تلك الممارسة لمدة لا تقل عن 5000 سنة، أما ثقب الأنف فيرجع تاريخه إلى عام 1500 ق.م. أما الأنواع الأقل انتشاراً من ثقب الجسد مثل ثقب الشفة واللسان فيرجع تاريخها إلى بعض القبائل في إفريقيا وأمريكا، وقد تضاءلت ممارسة ثقب الجسد في الثقافة الغربية، ولكن منذ الحرب العالمية الثانية، شهدت تلك الممارسات انتشارًا ولا سيما بين الفئات غير المثقفة إذ مارسوا أنواعاً مختلفة من ثقب الجسد وليس فقط ثقب الأذن.
وتتعدد الأسباب حول ممارسة أو عدم ممارسة ثقب الجسد، فبينما يقوم البعض بثقب أجسادهم لأسباب دينية وروحية، يقوم البعض الآخر بثقب أجسادهم كنوع من التعبير عن النفس أو لإضفاء بعض من الجمال على أجسادهم أو لزيادة المتعة الجنسية أو ربما للتوافق مع ثقافتهم وعدم التمرد عليها، ولا يزال الجدل قائمًا حول ممارسة الكثير من أنواع ثقب الجسد ولا سيما حين تتم للأطفال.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ