تتعرض مناعة الأطفال في فصل الشتاء لعدة عوامل منها ما يخص البنية الجسمانية وتكوينها، ومنها عوامل خارجية مثل طبيعة التغيرات الجوية سواء كان ذلك طوال العام في المواسم الأربعة، أو على وجه الخصوص في فصل الشتاء، وفي كل الحالات، وبالنسبة للأطفال الرضع، فإن بوابة الحماية الرئيسية هي (الرضاعة الطبيعية) التي تعتبر من أهم العوامل في تقوية جهاز المناعة لدى الطفال وتحصينه من الأمراض.
الرضاعة الطبيعية أولًا
ويضع استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والخدج الدكتور هيثم أحمد الخواجة الرضاعة الطبيعية على قائمة وسائل تحصين الطفل، ويوضح أن الدراسات العلمية أكدت أن السائل الأصفر الذي ينساب من صدر الأم بعد الولادة مباشرة له مفعول كالسحر ضد الأمراض، وهذا يعني مناعة طبيعبة ضد الأمراض في فترات النمو المختلفة.
وعلى العموم، فإن الأطفال من غير فئة الرضع يحتاجون لتوفير نظام غذائي صحي (متنوع ومتوازن) يشتمل على الفواكه والخضراوات والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة، فيما يذكر الدكتور الخواجة إيجاد بيئة صحية وسليمة خالية من الأمراض والجراثيم من خلال التهوية الجيدة والتعرض بكثرة لأشعة الشمس والابتعاد عن الأماكن التي تفتقد للتهوية غير الجيدة، ويسري ذلك على تجنيب الأطفال الملوثات مثل دخان المصانع وعوادم السيارات، والمواقع التي يتم فيها تربية الماشية أو حتى الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط باعتبارها ناقلًا للأمراض.
ومن بين الأمور المهمة كما يفصل الدكتور الخواجة، الاهتمام بنظافة غرف المعيشة، وكذلك غرف النوم من خلال تبديل المفارش والأسرة بشكل مستمر، والعمل على تعقيمها فالنظافة اليومية من شأنها منع انتشار أو انتقال الأمراض، ومن البديهي الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل، وإبعاد الطفل عن الأشخاص المصابين من أفراد العائلة لضمان عدم انتقال العدوى له.
من الأماكن الدافئة إلى الباردة
ويصاب الأطفال بحالات مرضية في الشتاء نتيجة الانتقال من أماكن دافئة إلى أخرى باردة، وهنا يعيد الدكتور الخواجة التذكير بمراعاة الحيطة حال إخراج الطفل من مكان دافئ إلى آخر بارد، فكلما تعرض الطفل للإصابة بالأمراض كلما انخفضت مناعته.
وقد تؤدي إصابة الطفل بأحد الأمراض كأمراض الصدر (الحساسية والربو) أو مرض القلب مثلًا أو نقص في أحد الفيتامينات إلى التأثير سلبًا على مناعة الطفل، والطبيب المعالج يحدد هنا كيفية العلاج والرعاية ومنها إعطاء الطفل فيتامينات وتطعيمات تؤخذ بشكل سنوي وتعطي على المدى البعيد أثرًا مفيدًا.
أجسام مضادة للأمراض
وفيما يتعلق بالجانب الطبي العلاجي، يقدم الدكتور الخواجة معلومات منها: “وجود كبسولات لزيادة المناعة كتطعيم يعمل على تقوية جهاز مناعة الطفل بخلق أجسام مضادة ضد الأمراض، وقد أثبت فعاليته وتحسنت حالات كثيرة بشكل ملحوظ، فيما كانت استجابة حالات أخرى بسيطة، وهذا الأمر يعتمد على مناعة الطفل التي اكتسبها من الأم خلال فترة الحمل، وأيضًا على فاعلية الرضاعة الطبيعية، فكلما كانت مناعة الطفل قوية، كان تعرضه للمرض ضئيلًا والعكس صحيح، فإذا كانت مناعته ضعيفة منذ البداية، فسيكون عرضة للأمراض، وأختم بنصيحة وهي إعطاء الطفل الفيتامينات التي تقوي جهاز مناعته بإشراف الطبيب المعالج، والاهتمام بالغذاء الصحي المنوع”.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ