من الطبيعي أن تتعرض الأم الحامل للعديد من المشاكل الصحية في فترة الحمل، منها ما هو طبيعي ومنها ما يلزم إجراء التحاليل الطبية للحفاظ على سلامة الأم والجنين معًا.
ومن أبرز تلك الحالات (غثيان الحمل) الذي تصفه استشارية أمراض النساء والولادة بمستشفى ابن النفيس الطبي الدكتورة هدى الجفيري بأنه يرتبط بعوامل فسيولوجية، وتعاني نحو 70 في المئة من الأمهات الحوامل من الغثيان والقيء في الفترة بين الثلاثة شهور الأولى والثلاثة الأخيرة من الحمل، ما يسبب إزعاجًا للأم الحامل لا سيما إذا تكرر بصورة كبيرة أو إذا وصل إلى مرحلة شديدة، وهنا يأتي دور التدخل الطبي عبر إخضاع الأم للتحاليل اللازمة ومعرفة أسبابه وتشخيص الحالة لوصف العلاج المناسب.
الإضرار بالجنين والجهاز العصبي
وفيما يتعلق بالأضرار التي قد تلحق بالأم الحامل نتيجة اشتداد الحالة، تلفت الدكتورة الجفيري إلى أن كثرة القيء والغثيان من شأنه تعريض الأم الحامل لفقدان الكثير من السوائل مثل الأملاح: البوتاسيوم والمغنسيوم والمعادن المهمة، وبهذا، قد تصل خطورة الأمر إلى الإضرار بالجهاز العصبي، وبالنسبة للأم الحامل، ربما أدى ذلك إلى الإضرار بالجنين وحركته، ولا يمكن بالتأكيد إهمال الحالة مما يلزم المسارعة في استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب وتقييم حالة الأم والجنين أولًا بأول.
ومن الأسباب التي تشير إليها الدكتورة الجفيري إصابة بعض الأمهات الحوامل بحساسية في جدار المعدة، وهذه تؤدي أيضاً إلى تكرار الغثيان، علاوةً على ما يُعرف طبياًّ بارتفاع الهورمونات في حمل التوائم وكذلك الحمل العنقودي (وهو من الحالات النادرة التي تحدث بسبب خلل في عدد الكروموسومات وهو على نوعين كامل وجزئي)، كما إن بعض الأمراض التي يصيب بها الجنين من شأنها أن تؤثر على زيادة الحموضة في جسم الأم.
إرشادات مهمة ومريحة
ولكن، كيف يمكن للأم الحامل أن تقي نفسها من الغثيان؟ والإجابة تسردها الدكتورة الجفيري بالقول إن هناك العديد من الإرشادات منها تجنب النهوض مباشرة من الفراش، والتقليل من ساعات العمل الطويلة، والاعتدال في تناول المشروبات الغازية، وعدم الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على التوابل والبهارات الحريفة بالإضافة إلى تجنب الأغذية الغنية بالدهون كالمقالي والأطعمة البحرية.
ومن المهم أن تحصل الأم الحامل على قدر كافٍ من الراحة والنوم العميق، ثم الإكثار من شرب السوائل لتعويض الفاقد منها، ويفضل تناول بعض النشويات قبل النوم لرفع معدل السكر في الدم، ومن المهم أيضًا الاعتدال في تناول الوجبات ويمكن تقسيمها إلى 6 وجبات بدلًا من ثلاث وجبات يومية.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ