لا أدري لِمَ حين نكون على موعد مع أفول عام واقتراب عام جديد، تحضرني بقوة الآيتان الكريمتان: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» (الكهف: 103 و104)، إنها أعمالنا التي نملأ بها أعوامنا، ونحسبها خيرا، ربما تكون كذلك وربما لا تكون سوى ضجيج، بعد ساعات سيرحل العام 2015م، وسيبقى في سجل التاريخ أثراً لا يمحى، سيكون رقماً في عالم الماضي سطر أحداثه بحُلوِها ومُرّها هذا السجل، يستدعيها الناس كلما هاجت بهم الذاكرة، على رغم أنهم يطوون صفحاته ابتهاجاً.
تحديد الزمن هو تقويم افتراضي وضعه الإنسان نفسه، لذلك يشير الكاتب المصري محمد يونس إلى أن هذا الخط الفاصل بين عام مضى وعام مقبل هو تقسيم مفتعل، وأن الاستمرار فيه هو استمرار منطقي وليس تغييراً نوعيًّا اذ يقول: «إننا بعد إطفاء الانوار الساعة الثانية عشر وإضاءتها لن ينمحي داعش من الوجود، ولن يتحسن الاقتصاد القومي، ولن أجد من تراقصني حورية من حوريات الجنة». وعلى رغم معرفة الناس بذلك، فإنه لايزال هاجس الفرح والحزن والخوف والرجاء يسكن النفس البشرية من أيامها المقبلة، لذلك فهي تعيش في معتقدات وتمارس سلوكيات في احتفالات استقبال العام الجديد كلها أساسها الفأل الطيب، فالفنزويليون يربطون طرف حبل في الإصبع الكبير لقدم اطفالهم وتركه متدلياً من النافذة ليقوم عابر طريق بشده ليوقظ اطفالهم على صباح يوم جديد في عام جديد، بينما يقوم الصينيون بتنظيف زوايا منازلهم، املا في طرد الحظ السيئ المتراكم من العام الماضي. اما في كولومبيا فيتجول أحدهم ليلة رأس السنة حاملاً حقيبة فارغة، آملا في ان يملأ العام الجديد حقيبته بأيام جميلة. اما في السلفادور، فيقوم بعضهم بكسر بيضة في كوب ماء، عند منتصف الليل، وتركها على حافة النافذة طوال الليل، والرقم المرسوم الذي يظهر في الكوب عند الصباح هو ما يتوقع ان تصل ثروتهم إليه في العام المقبل.
الامر لم يصل الى حد الممارسة والاعتقاد فقط، بل انتقل الى عادة محددة في الطعام، فالإسبان يتناولون في الليلة الأخيرة 12 حبة من العنب، فالأولى ترمز الى السلامة والاخيرة الى الحب والسعادة. والفرنسيون يشربون في تلك الليلة المشروبات القديمة المخزنة في بيوتهم، معتقدين أن هذه المشروبات لو بقيت فهي نذر شؤم ستلاحقهم في عامهم الجديد، أما الهنود فيصومون اليوم الجديد كله حتى منتصف الليل ليفطروا على مائدة تكون لهم عيدا.
أما هنا في عالمنا العربي فالناس يستلهمون في عامهم الجديد أن يكون أكثر اشراقا، وتراهم يبحثون في عالم المنجمين من يعطيهم الامل في ان عامهم المقبل يحمل في طياته الخير الكثير، في المقابل كثر المتشائمون منهم، والذين سئموا من الاستبشار بالأعوام، بسبب عالمنا المتقلب وأحداثه التي تزيده رعبًا. وحدهم البحرينيون الذين يمتلكون القدرة على تخطي احزانهم والخروج من البوتقة بأقل الخسائر، فالتعايش سمة من كان البحر محيطه والنخلة ملاذه، ففي اتساع البحر اتساع أفقه، وفي مد البحر وجزره اشارة إلى حراكه الذي لا يوقف، وفي اصطلاب النخلة شموخه وإباؤه، وفي امتداد جذورها رسوخه في أرضه وانتماؤه. فمتى ما وجد المواطن المخلص أوجد البدائل، ومن يغلق الباب على نفسه يموت أولا، فهل يكون 2016م مفتاح حل؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ
لو
لو المسلمون يتركون عنهم الفتنه الطائفيه وعيشون كل واحد ابدينه شان الدنيا بخير امريكا عدوة الشعوب استغلت فى المسلمين ودخلت اليهم من باب المذاهب وبثت الفتن ونجحت بتدمير المسلمين وانه اقول للمسلمين لازال يوجد امل ان نطرد امريكا ونتحد نحن المسلمون ونعيش فى احضان الدين الاسلامى ونترك عنا الفتن الطائفيه الي ودتنه الى دمار والله يصلح جميع المسلمين
العجل يا مولاي
سيكون أفضل بإذن الله لأن أيام الله كلها جميلة ولنحسن الظن بالله فهو كافيينا ومخلصنا من الكروب والحروب ومخلصنا ات لا محالة
أي هذا الشاكي وما بك داء * كن جميلا، ترَ الوجود جميلا.
ما تمتلأ به الأيام والأعوام من سعادة وشقاء إنما هو إسقاط لما في أنفسنا فنحن الذين نطبع تلك الأيام والسنين بما هي عيله الأنفس من طبيعة وطبائع.
قد تطول الأعمار لا خير فيها * ويضم الأمجاد يوم قصير.
تفاءلوا بالخير تجدوه .
يارب الارباب ومسبب الاسباب فرج همنا وأرزقنا العفو والتوفيق لمرضاتك وفرج عن كل مغموم ومهموم ومبتلي وسجين يارب العالمين بحق محمد وآل محمد . أم مروه
ابكتني الفقرة الاخيرة
هل يكون 2016م مفتاح حل؟ يا رب
التحية لك
ونتمنى بصدق ان يكون عام 2016 هو عام الحل في البحرين ...كما نتمناه في سوريا وليبيا ومصر .فقد انهكتنا الصراعات التي تطبع بطابعها الاسود اشياء كثيرة لا ندري هل يمكن ازالة السواد عنها مرة اخرى
الوداع ياعام 2015
مواطن شريف يعيش فى الهم والغم ومواطن غير مواطن يعيش فى الفرحة والسرور ويسلب حقوق المواطن الاصلي فى هذا الوطن وكيف يعيش المواطن الفقير دون الحاجة من الدعم من الحكومة وينتفع من الدعم المواطن المجنس على حساب المواطن الاصلي