أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، أن الفترة المقبلة ستشهد حراكاً متسارعاً على صعيد تطوير وترقية مستوى البنية التحتية في مملكة البحرين، نظراً لانتقال المشاريع الاستراتيجية المدرجة ضمن برنامج التنمية الخليجي من مرحلة التحضير إلى مرحلة الإنشاء والتنفيذ الفعلي.
وكان الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة قد تفضل صباح أمس الثلثاء (29 ديسمبر/ كانون الأول 2015) فشمل برعايته الكريمة الحفل الذي نظمته وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني لتدشين أعمال إنشاء الأساسات الخرسانية العميقة للجسور إيذاناً ببدء الأعمال الرئيسية في تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح (تقاطعي ألبا والنويدرات)، وذلك بحضور وزير الطاقة، ووزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، ووزير الإسكان، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة، وأعضاء مجلس النواب وأمانة العاصمة والمجالس البلدية، ونائب مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لشئون الاستثمار غانم الغنيمان، وعدد من كبار المسئولين والمدعوين من الجهات ذات العلاقة.
وقال الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة: «يعكس هذا المشروع – البالغة تكلفته الإجمالية نحو 138 مليون دولار أميركي – ما التزمت به الحكومة الموقرة في برنامج عملها من تأمين بنية تحتية داعمة للنمو الاقتصادي ذات معايير عالية الجودة بما يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية، ومن بينها تنفيذ مشاريع وخدمات الطرق والشوارع الرئيسية على نحو يوفر الأمن والسلامة المرورية من جهة، وضمان انسيابية الحركة من جهة أخرى».
وأوضح أن تركيز الحكومة الموجه نحو إقامة مشاريع نوعية في قطاع البنية التحتية يعزز مبدأ الاستدامة التنموية والاقتصادية على حد سواء، ومثال ذلك مشروع تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح (تقاطعي ألبا والنويدرات) الذي يكتسب أهمية قصوى باعتباره أحد أكثر الشوارع حيوية وأقدمها ضمن شبكة الطرق الرئيسية والاستراتيجية في المملكة ويحمل الحركة المرورية باتجاه جنوب البحرين، ويربط العاصمة المنامة بالمناطق الصناعية في سترة والمعامير والعكر، وكذلك المنطقة الصناعية المحيطة به بمينائي سلمان وخليفة بن سلمان، كما يوفر منفذاً لمناطق سند ومدينة عيسى وعوالي وبعض القرى التي تقع على جانبيه، علاوة على أنه سيخدم بعض المشاريع الإسكانية في شرق سترة وجو وعسكر وهورة سند.
وتابع «كما يكتسب هذا المشروع أهمية أخرى، كونه ممولاً من برنامج التنمية الخليجي الذي بدأت عناصره تتشكل وثماره تقطف مع الإعلان عن جملة من المشاريع خلال العام الجاري، وما سيعقبه خلال العام المقبل من إعلان عن البدء بتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية، أو الانتهاء من بعضها الآخر. ويطيب لي أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص الشكر والتقدير لصناديق الدول الخليجية الشقيقة المانحة عموماً، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية على وجه الخصوص لدعم وتمويل تطوير تقاطعي ألبا والنويدرات اللذين يقعان على شارع حيوي يحمل اسماً غالياً وعزيزاً علينا جميعاً وهو اسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيَّب الله ثراه».
بعدها، استمع الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة إلى شرح من وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، خلال الاطلاع على محتويات معرض الصور الذي أعدته الوزارة والذي يوضح مراحل إنشاء المشروع وأهميته الحيوية كأحد المشروعات التنموية الرائدة في مملكة البحرين، ثم تفضل معاليه بالضغط على زر التشغيل إيذاناً ببدء أعمال إنشاء الأساسات الخرسانية العميقة للجسور.
وقد أعرب الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة عن شكره وتقديره لوزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني على ما يضطلع به والفريق التنفيذي في الوزارة من جهود تساهم في تحقيق الرؤية الحكومية لتطوير وتعزيز البنية التحتية.
هذا، ومن المقرر أن تستغرق أعمال تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح (تقاطعي ألبا والنويدرات 9 نحو 36 شهراً، ويتضمن المشروع تحويل دوار ألبا إلى تقاطع من ثلاثة مستويات، وتحويل دوار النويدرات إلى تقاطع من مستويين، بالإضافة إلى تطوير وتوسعة جزء كبير من شوارع الشيخ جابر الأحمد الصباح والاستقلال والمعسكر والملك حمد لغاية شارع 96، وإعادة إنشاء شارع 15 المتجه جنوباً من دوار النويدرات، وإنشاء شارع جديد مزدوج يربط منطقة المعامير الصناعية بشارع الملك حمد جنوب دوار ألبا، وتطوير الشارع المؤدي إلى محطة تكرير البترول والمداخل والمخارج للدفاع المدني وشركة بابكو.
من جانبه، تقدم وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني بالشكر الجزيل إلى الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة على ما يوليه من اهتمام بالمشاريع الاستراتيجية التي تنفذها الوزارة انطلاقاً من توجيهات ورؤية القيادة الحكيمة.
وقال خلف: «نحتفل اليوم بتدشين مرحلة جديدة من مشروع تطوير شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح (تقاطعي ألبا والنويدرات) وهي تثبيت 466 أساساً خرسانياً عميقاً تتراوح أقطارها بين متر إلى مترين، ويتراوح طولها تحت الأرض بين ثمانية إلى 14 متراً، وهي ستمكن المقاول من البدء في المراحل التالية لإنشاء ثلاثة جسور في هذه المنطقة على امتداد التقاطعين».
وأشار الوزير إلى أن المشروع يحمل في طياته الكثير من التحديات المتوقع مواجهتها عند التنفيذ، ولاسيما حجم الحركة المرورية على الشارع واكتظاظ منطقة العمل بالخدمات الأرضية كخدمات الكهرباء والماء والغاز والاتصالات، وهي مكونات تستوجب تحويل مسارات تلك الخدمات الأرضية ضمن أعمال المشروع.
وأردف قائلاً: «يتم حالياً العمل على حماية الخدمات وتحويلها والتنسيق مع الجهات الخدمية ذات العلاقة لإصدار الموافقات، إلى جانب تنفيذ برنامج متكامل يستوعب الأعمال المنوطة بالجهات الخدمية بما يتوافق مع البرنامج الزمني للمشروع. وقد تم تحويل بعض هذه الخدمات ضمن مناقصة الأعمال التحضيرية والتي تم الانتهاء منها مؤخراً، وتم استملاك العديد من الأراضي على جانبي الشارع وتمهيدها لتحويل باقي الخدمات عليها».
موضحاً بأنه يجري حالياً العمل على تطوير خطة التحويلات المرورية وإخضاعها لنموذج محاكاة بالحاسب الآلي للتأكد من ملاءمتها للحركة المرورية، حيث سيتم عرضها ومناقشتهـا مع الشركاء الرئيسيين: الإدارة العامة للمرور ومجلس بلدي المنطقة الجنوبية ومجلس أمانة العاصمة، وذلك للموافقة عليها قبل تنفيذها.
وكانت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني قد انتهت من الأعمال التحضيرية للمشروع في وقت سابق خلال العام الجاري والتي اشتملت على عمليات إزالة الأسوار والمباني داخل الأراضي المستملكة، وإعادة بناء الأسوار بحسب الإحداثيات الجديدة للأراضي، وتجهيز بعض مسارات تحويل خدمات الكهرباء والماء وخطوط الاتصالات، بالإضافة إلى تطوير شارع 2630 بالعكر الغربي الواقع في مجمع 626 ليوفر مدخلاً بديلاً متطوراً لأصحاب الأعمال والعملاء بالمعارض التي تقع شمال شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح بين مدخل العكر الغربي ودوار النويدرات بتكلفة بلغت نحو 10.5 مليون دولار أميركي.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ