قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الثلثاء (29 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن الولايات المتحدة قتلت عدداً من كبار مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في الأسابيع الأخيرة ومن بينهم أحد المخططين المرتبط بشكل مباشر بالمشتبه في أنه العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل ستيف وارين إن شرف المؤذن، الذي يوصف بأنه عضو بـ «داعش» ومقره سورية والذي له علاقة مباشرة بالعقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود «كان يخطط بشكل فعال لشن هجمات إضافية ضد الغرب».
وأضاف وارين: «لقد أرديناه قتيلاً في 24 ديسمبر الجاري في سورية».
واستطرد وارين: «سنستمر في مطاردة قادة داعش الذين يعملون على التجنيد والإيحاء والتخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائنا».
من جانب آخر، قال الجيش السوري إن قواته تقدمت بدعم من قصف جوي مكثف صوب مدينة استراتيجية في محافظة درعا الجنوبية أمس بعد أن سيطرت على قاعدة عسكرية قريبة.
وأضاف أنه استعاد السيطرة على معسكر اللواء 82 أحد أكبر القواعد شمالي مدينة الشيخ مسكين التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها والذين هددت سيطرتهم عليها هذا العام طرق إمدادات الجيش إلى الجنوب.
ويأتي تقدم الجيش صوب الشيخ مسكين في إطار أول هجوم كبير له بجنوب سورية منذ أن بدأت روسيا في 30 سبتمبر/ أيلول شن ضربات جوية دعماً لحليفها الرئيس بشار الأسد.
وذكر الجيش أيضاً في نبأ عاجل بثه التلفزيون الرسمي أنه استعاد السيطرة على تل الهش إلى الشمال الغربي من الشيخ مسكين. ويطل التل الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة لمدة عام تقريباً على أجزاء كبيرة من غرب درعا الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات روسية على ما يبدو قدمت الدعم الجوي للهجوم البري أمس (الثلثاء).
ومدينة الشيخ مسكين هي الهدف الأساسي لحملة الجيش في الجنوب وتقع على واحد من طرق الإمداد الرئيسية من العاصمة دمشق إلى مدينة درعا القريبة من الحدود مع الأردن.
وذكر المرصد أن 17 ضربة نفذتها طائرات روسية فيما يبدو وأصابت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة.
وستعزز السيطرة على الشيخ مسكين التي تقع في قلب محافظة درعا قبضة الجيش على المنطقة المحصنة جيداً والتي تمثل خط دفاع جنوبياً لحماية دمشق.
وقال مقاتل معارض في لواء فلوجة حوران إن جماعات مقاتلة من بينها «جبهة النصرة» تخوض معارك شرسة للحيلولة دون سقوط المدينة.
ولا يزال مقاتلو المعارضة يسيطرون على أجزاء كبيرة من المنطقة التي تقع أيضاً على الحدود مع إسرائيل لكنهم في وضع دفاعي إلى حد كبير منذ فشل هجومهم في يونيو/ حزيران للسيطرة على أجزاء خاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة درعا.
وجنوب سورية هو المعقل الكبير الأخير للمعارضة الرئيسية المناهضة للأسد والتي ضعفت في مناطق أخرى بعد توسع تنظيم «داعش» في الشرق والشمال وبعد مكاسب «جبهة النصرة» في الشمال الغربي.
وقال الجيش السوري أمس إنه استعاد السيطرة على بلدة مهين الواقعة إلى الشمال من دمشق. كان «داعش» قد سيطر الشهر الماضي على البلدة التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الطريق السريع من دمشق شمالاً إلى مدن حمص وحماة وحلب.
العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ