شيع جثمان الصحافي السوري ناجي الجرف، أمس الإثنين (28 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في تركيا بعد اغتياله من قبل تنظيم "داعش" في مدينة غازي عينتاب ليكون آخر ضحايا ميدان الصحافة لعام 2015، بحسب ما قالت قناة "روسيا اليوم".
وكان الجرف من المتابعين لأخبار "داعش" وجرائمه انطلاقاً من عمله كصحافي، كما أنه صاحب فيلم وثائقي بعنوان "داعش في حلب". وتمت عملية الاغتيال باستخدام أسلحة مزودة بكاتم للصوت، وفتحت السلطات التركية تحقيقاً في الموضوع بعد تبني التنظيم للحادث.
وبهذه الجريمة ينضم الجرف إلى قافلة من 110 صحافيين لقوا مصرعهم خلال العام 2015 حسب إحصائيات نشرتها منظمة "مراسلون بلا حدود"، إما بسبب نشاطهم المهني أو تحت ظروف مشبوهة.
وأكدت المنظمة أن مقتل 67 منهم يعود إلى طبيعة عملهم الإعلامي أو أنهم لقوا مصرعهم أثناء القيام بنشاطهم المهني، ليصل العدد الإجمالي إلى 787 منذ العام 2005.
وقالت في تقرير لها "أما الحالات الأخرى فتبقى أسبابها موضع شك، كما يضاف إلى هذا العدد مقتل 27 صحافياً مواطنا و7 متعاونين إعلاميين".
وأرجعت المنظمة هذه الوضعية المؤلمة إلى تنامي ظاهرة العنف المتعمد ضد الصحافيين بوتيرة متسارعة من جهة، كما تعكس مدى فشل المبادرات لحماية الإعلاميين من جهة ثانية.
إلى ذلك، اعتبرت المنظمة أن فرنسا هي البلد الثالث في ترتيب المناطق الأكثر فتكاً بحياة الصحافيين خلال العام 2015 بعد كل من العراق وسورية.
ويعود سبب ذلك إلى الهجوم الدموي الذي استهدف مقر مجلة "شارلي إيبدو" في باريس، مما عكس الاتجاه مقارنة بالعام السابق. فإذا كان ثلث الصحافيين القتلى خلال العام 2014 قد فارقوا الحياة أثناء العمل في مناطق الصراع، فإن العام 2015 شهد مآلا مختلفاً، حيث وقع ثلث حالات القتل في وقت السلم، كما ورد في التقرير.
في غضون ذلك، قال الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، كريستوف ديلوار "لا بد من وضع آلية ملموسة لتطبيق القانون الدولي على أرض الواقع فيما يتعلق بمسألة حماية الصحافيين"، مضيفاً أن "عدة جماعات غير حكومية ترتكب انتهاكات موجهة ضدهم عمداً، في حين أن الكثير من الدول لا تفي بالتزاماتها".
كما أكد ديلوار أن "مقتل 110 صحافيين هذا العام يجب أن يقابله رد فعل دولي يرقى إلى مستوى هذا الوضع الطارئ"، مبرزا في الوقت ذاته أن ذلك يتمثل في تعيين ممثل خاص بشأن مسألة حماية الصحافيين لدى الأمين العام للأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن.