تم إجلاء نحو 450 مقاتلا ومدنيا سوريا من منطقتين محاصرتين في سوريا الإثنين (28 ديسمبر/ كانون الأول 2015) بموجب اتفاق تأمل الأمم المتحدة أن يكون نقطة انطلاق نحو اتفاق سلام أوسع في الحرب الأهلية في البلاد.
وقالت مصادر بالأمم المتحدة وفي مطار بيروت إن طائرتين تحملان 330 مقاتلا شيعيا ومدنيا سوريا تم إجلاؤهم من بلدتين شيعيتين مؤيديتين للحكومة في شمال غرب البلاد وصلتا إلى مطار بيروت. وأطلق مئات من أنصار جماعة حزب الله اللبنانية الألعاب النارية احتفالا بوصولهم.
وأضافت المصادر أن طائرة أخرى تحمل 126 مقاتلا أغلبهم سنة من المعارضة كانوا محاصرين في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية هبطت في نفس التوقيت تقريبا بمطار خطاي التركي.
وحدث الإجلاء بموجب اتفاق بين الأطراف المتحاربة تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة. وهو جزء من محاولات الأمم المتحدة وحكومات أجنبية للتوسط في اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة في إطار تحركات نحو الهدف الأشمل وهو إنهاء الحرب الأهلية السورية.
وفي مقابل السماح لمقاتلي المعارضة بالمغادرة سيسمح الاتفاق لحكومة الرئيس بشار الأسد باستعادة السيطرة على مناطق كانت في أيدي مقاتلي المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية.
وفي الزبداني التي تقع شمال غربي العاصمة دمشق وكانت مقصدا سياحيا مفضلا ساعد عمال الإغاثة ومقاتلو المعارضة المتحصنون هناك منذ شهور في نقل عدة شبان جرحى وعلى كراسي متحركة إلى سيارات الإسعاف.
وكانت الزبداني واحدا من آخر معاقل مقاتلي المعارضة على طول الحدود. ودمِّر معظم المدينة في هجوم كبير شنه الجيش السوري وحلفاؤه من حزب الله في يوليو تموز على مقاتلي المعارضة. ولم يبق سوى بضع مئات من المعارضين في البلدة التي فر منها معظم المدنيين إلى مضايا القريبة.
وكان اتفاق الإجلاء أبرز عدة اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بعد أشهر من الوساطة بين الفصائل المتحاربة.
وقال يعقوب الحلو منسق الشؤون الإنسانية المقيم للأمم المتحدة في سوريا للصحفيين إنه في المرحلة التالية سيسمح للشاحنات المحملة بسلع إنسانية ومواد غذائية أساسية بالدخول في الأيام القليلة القادمة للوصول إلى آلاف المدنيين المحاصرين.
وقال الحلو "بالنسبة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذه الاتفاقات والهدنات هي الأسس لبناء شيء أكبر قد يغطي سوريا كلها".
وأضاف "نحن نساند هذه الاتفاقات لأن لها أثرا إيجابيا على المدنيين وتساعد في جلب المساعدات وإعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية".
ويهدف وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا إلى عقد محادثات سلام في جنيف في 25 من يناير كانون الثاني في أحدث مسعى لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات والتي قتل فيها ما يزيد على ربع مليون شخص.
وساعدت إيران حليفة حكومة الأسد وتركيا التي تساند مقاتلي المعارضة في ترتيب اتفاقات الهدنة المحلية في الزبداني والقريتين في إدلب في سبتمبر أيلول في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أشرفت عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إنه سيتاح لمقاتلي المعارضة ومعظمهم من السنة الذين سيتوجهون لتركيا بعد ذلك إما العودة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا عبر الحدود الشمالية لتركيا أو البقاء للعلاج.
وأضافت المصادر أن السوريين الشيعة الذين غادروا البلدتين المحاصرتين في الشمال سيتاح لهم التوجه للبنان حيث سيكونون تحت إشراف حزب الله.
وقال علي حيدر الوزير السوري المعني بشؤون المصالحة الوطنية لقناة المنار التابعة لحزب الله اليوم الاثنين إنه من المتوقع أن يعود هؤلاء إلى مناطق أخرى في سوريا.
وفي اتفاق محلي أخر في وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون من الحكومة السورية إنهم اتفقوا مع مقاتلي المعارضة على الانسحاب بأسلحتهم من آخر منطقة خاضعة لسيطرتهم في حمص. وعلى الرغم من ذلك وقع هجومان كبيران بقنابل في المدينة في الأسبوعين الماضيين.
وتعثر اتفاق آخر يهدف إلى إخراج ما يربو على ألفي مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية من جنوب دمشق الأسبوع الماضي بعد يوم من مقتل قيادي كبير للمعارضة في ضربة جوية.