لقد ذهب 2015 بكل آلامه ومصائبه ومِحنه وكوارثه الإنسانية، نادرًا مّا وجدت فيه الإنسانية يوما جميلا وهانئا، وخالياً من المنغصات والضغوط النفسية والمعنوية، لم تجد إلا الإرهاب البغيض للإنسانية يجوب ويصول في الكثير من دول العالم، ليقتل ويفتك بالأبرياء من الشيوخ والشباب والأطفال والنساء باسم الإسلام من دون رحمة ولا شفقة، ولم تجد في بلدان كثيرة في عالمنا العربي والإسلامي إلا أنين الأرامل وبكاء اليتامى وتوجع الشيوخ وصراخ الأطفال من هول ما يشاهدوه في كل لحظة بأم أعينهم، ولم تجد في أماكن الحروب والاقتتال إلا قلوباً مرهوبة ونفوساً يائسة ومشاعر مضطربة وعيوناً غائرة ووجوها شاحبة وأجساداً نحيلة وحالاً اجتماعيّاً بائساً حزيناً، ووضعاً اقتصاديّاً مترنحاً، ولم يجدوا الناس في تلك الأماكن الملتهبة بالقتال، المعاني السامية للشفقة، والرحمة والمحبة والوئام والتآلف في مجتمعاتهم التي دعا الإسلام إلى إفشائها بين بني البشر بمختلف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم، ويجدون كل المعاني الإسلامية والإنسانية الخيرة قد تلاشت وأصبحت من الماضي، بسبب عنف الإرهاب وإفراطه في التنكيل ببني البشر، وبسبب الكوارث الطبيعية والكوارث المصطنعة التي حصدت أرواح آلاف الناس.
لم تجد الإنسانية إلا الأزمات السياسية والمالية والاجتماعية تعصف بالعديد من البلدان في العالم من دون أن تجد بصيص أمل في حلها أو التخفيف من حدتها، ناهيك عن إنهائها، ولم تجد إلا توترات أمنية، ومواجهات غير محمودة العواقب بين جهات متعددة، ولم تجد في البلدان التي تعصف بها الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية إلا فقدان الثقة بين الأطراف السياسية المختلفة في وجهات النظر، ولم تجد خطوات عملية وجادة لإجراء حوار أو تفاوض بين أطراف الخلاف تدل على الرغبة في حل الأزمات حلاًّ توافقيّاً، يرضي الجميع ويحقق المطالب المشروعة، بلا شك أن الإنسانية التي تستقبل 2016 ليس بيدها ولا بمقدورها في بداية كل عام جديد إلا أن تحلم وتتمنى أن يكون العام الجديد عام خير وبركة على كل العالم، وأن يعم الأمن والسلام في كل أنحاء المعمورة، وتسود المحبة والمودة وحسن الظن والعدل والمساواة والإنصاف كل المجتمعات الإنسانية، وأن تقل الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية في العالم، وينتهي التطرف والتمييز والإقصاء بكل أنواعه وأسبابه ومبرراته المقيتة، ويزول نهائيا البغض الطائفي والمذهبي والعرقي من كل المجتمعات البشرية، ويؤمن الإنسان على معتقده ونفسه وعرضه وماله، ويطمئن على كل استحقاقاته السياسية والاقتصادية والإنسانية، وكل ما هو متعلق بشئونه الحياتية والاجتماعية والوظيفية والمادية، وألا يجرم ويعاقب على التعبير عن آرائه.
الحق الذي كفلته جميع الشرائع السماوية، والأعراف الإنسانية والقوانين المحلية والعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وأن ترسم الابتسامة على شفاه كل من فجعوا بموت أعزائهم أو قتل شبابهم أو إصابة أطفالهم أو سجن أحبتهم ويحلم الإنسان المبدع والطموح أن يكون له قيمة حقيقية في بلده، ويكون له الدور البارز في تطوير وتنمية بلده سياسيا واقتصاديا وتشريعيا ورقابيا وقضائيا وخدميا وتعليميا ومهنيا، وأن تعم السعادة عالمنا الإنساني، وتنتهي أسباب الشقاء والبؤس من كل المجتمعات الإنسانية، ويعمل الجميع جنباً إلى جنب على مكافحة الفساد والإفساد الإداري والمالي والأخلاقي، وينشغلون ببناء بلدانهم وتنوع مصادرهم الاقتصادية، أحلام لو تحققت في العام 2016 على أرض الواقع في كل بلدان العالم، يقينا لن تكون هناك أية مبررات مقنعة لأي إنسان يرفض العمل بروح جماعية في تحقيق التنمية الحقيقية المستدامة في بلده.
فإنسان اليوم يتطلع إلى تحقيق الكرامة والعزة للكل، وليس مهما لديه مستوى دخله الشهري، فلهذا تجد في الذين يطالبون بالحقوق السياسية شخصيات كبيرة في مجتمعاتها، تتمتع بدخول شهرية عالية وبوجاهة اجتماعية واقتصادية بارزة، فهؤلاء يطمحون إلى أن يشاركوا مع بقية فئات مجتمعاتهم في وضع الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية، البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى لبلدانهم، التي تضمن بقاء أوطانهم بعيدة عن كل الأزمات السياسية والمالية والإنسانية في كل الأحوال والظروف.
فالشعب بكل أطيافه ومكوناته ومستوياته الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية في بلدنا يأمل أن يجرى حوار أو تفاوض جاد بين المعارضة السياسية الديمقراطية والنظام السياسي في البلاد، للوصول إلى حل توافقي للأزمة السياسية التي مرت عليها خمس سنوات ويعمل الجميع لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها السلبية على كل مناحي حياة المواطن، ويحلم إنسان هذا البلد أن يرى وطنه رائدا في كل المجالات، الصحية والطبية والتعليمية والتربوية والعلمية والثقافية والفكرية والرياضية والفنية والتقنية، وأن يرى راية وطنه خفاقة دائما في كل الميادين، بسواعد وجهود وكفاءات وطاقات أبنائه.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4861 - الإثنين 28 ديسمبر 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1437هـ
الأمل جمعيات تجمع الموالاة والمعارضة وتوحيد أجندات الشعب
هذا ما يجعل الحوار مثمر وباسم الشعب كله نحنوا شعب واحد
حلمي
ابغي بيت بسسسسس
الله يفرج للجميع يا رب
الله ينعم بالخير والامان في جميع بقاع الارض .. نتوكل على الله في كل امورنا فهو القادر على كل شى ... فيا رب الطف بحالنا فانت تعلم بكل شى وبيدك امور كل شى