تم أمس الإثنين (28 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إجلاء أكثر من 450 مسلحاً ومدنياً من ثلاث بلدات سورية بموجب اتفاق بين النظام والفصائل المعارضة المقاتلة، في إطار عملية تبادل نادرة عبر لبنان وتركيا، في وقت قتل 19 شخصاً جراء تفجيرات هزت مدينة حمص في وسط البلاد.
ووصل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام في محافظة إدلب (شمال غرب) والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة، إلى الحدود التركية بعد ظهر أمس (الإثنين)، في طريقهم إلى مطار انطاكيا للانتقال جواً إلى مطار بيروت على أن يعودوا إلى مناطق سيطرة النظام في سورية في وقت لاحق.
في المقابل دخل مقاتلو المعارضة الجرحى الخارجون من الزبداني المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق، الأراضي اللبنانية عبر نقطة المصنع الحدودية ووصلوا لاحقاً إلى مطار بيروت، حسب مصور وكالة «فرانس برس»، على أن يستقلوا الطائرة إلى تركيا، للعودة لاحقاً إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سورية.
وأفاد مصور «فرانس برس» في مطار بيروت أن قافلة مقاتلي المعارضة الجرحى مع عدد من أفراد عائلاتهم وصلت إلى مطار بيروت نحو الساعة 18،00 (16،00 تغ).
وأصاف المصور «وصلت القافلة المؤلفة من عدد من الحافلات إلى مطار بيروت ودخل ركابها إلى مقر كبار الزوار». ولم يسمح للصحافيين أو المصورين بالاقتراب من المكان.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لـ « فرانس برس»: «بدأ صباح اليوم (أمس الإثنين) إجلاء أكثر من 120 شخصاً هم مقاتلون جرحى وأفراد من عائلاتهم من الزبداني وأكثر من 335 شخصاً بينهم جرحى ومدنيون من الفوعة وكفريا، تنفيذاً للمرحلة الثانية من الاتفاق بين قوات النظام والفصائل المقاتلة».
وأورد التلفزيون السوري الرسمي من جهته أن أفراداً من «عائلات الجرحى وكبار السن» هم في عداد المغادرين من الزبداني.
وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة إلى اتفاق في 24 سبتمبر/ أيلول بإشراف الأمم المتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفاً لإطلاق النار في المناطق الثلاث ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية.
ونصت المرحلة الثانية على السماح بخروج الجرحى والمدنيين من المناطق الثلاث على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة لستة أشهر.
تعاون سوري لبناني تركي
وأثنى المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية، يعقوب الحلو في تصريح لقناة الميادين التلفزيونية من نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان على «نجاح» عملية الإجلاء.
وأضاف «نقدر تعاون كل الجهات، الحكومة السورية والحكومة التركية والحكومة اللبنانية وكل الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق الإنساني الذي يتضمن بنوداً عدة من بينها خروج الجرحى وذويهم».
وبدأ تنفيذ الاتفاق صباح أمس (الإثنين). وبثت قناة «المنار» التلفزيونية اللبنانية التابعة لحزب الله صوراً من الفوعة وكفريا تظهر تجمع عشرات الأشخاص قرب حافلات وسيارات إسعاف وبينهم نساء وأطفال.
كما عرضت مشاهد مباشرة من الزبداني لعشرات المقاتلين، معظمهم بلباس عسكري، وهم يصعدون إلى الحافلات. ونقل أيضاً عدد من الجرحى بعضهم يستخدم العكازات إلى سيارات إسعاف.
وسمح لكل من الخارجين من الزبداني بحمل حقيبة كتف معه، وفق ما أفاد مصدر سوري مطلع على الاتفاق.
ومن الزبداني، انطلقت القافلة إلى نقطة المصنع الحدودية مع لبنان تزامناً مع انطلاق القافلة المتجهة من الفوعة وكفريا إلى معبر باب الهوى مع تركيا.
وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» عند الحدود اللبنانية السورية إن قافلة الزبداني ضمت بعد وصولها إلى الأراضي اللبنانية 22 سيارة إسعاف وسبع حافلات بمواكبة أمنية مشددة قبل توجهها إلى مطار بيروت.
وأكد المرصد السوري من جهته عبور الحافلات وسيارات الإسعاف عبر معبر باب الهوى إلى مطار أنطاكيا، تمهيداً للانتقال جواً من تركيا إلى بيروت، ومنها إلى سورية.
وقال المصدر السوري المطلع على عملية التفاوض إن «الخطوط التركية تكفلت بعملية نقل من تم إجلاؤهم» من وإلى بيروت.
ومن المتوقع إدخال مساعدات إنسانية خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الفوعة وكفريا والزبداني ومدينة مضايا المجاورة والمحاصرة في ريف دمشق والتي تأوي الآلاف من السكان والنازحين، بحسب الأمم المتحدة.
ويأتي تنفيذ اتفاق الزبداني بعد يومين على تجميد اتفاق آخر لإجلاء أربعة آلاف شخص، بينهم أكثر من ألفي مسلح غالبيتهم من تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك في جنوب العاصمة، إثر مفاوضات بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن عملية «إخراج المسلحين» من الزبداني تأتي في «إطار الجهود المبذولة لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين».
وبحسب عبد الرحمن، فإن «تنفيذ الاتفاق أمس يأتي في إطار مساعي النظام لتأمين العاصمة أما من خلال استعادة المناطق تحت سيطرة الفصائل أو التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار».
تفجيران في حمص
أمنياً، هز تفجيران متزامنان، أحدهما بحزام ناسف والآخر بسيارة مفخخة أمس حي الزهراء ذا الغالبية العلوية في مدينة حمص (وسط)، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، وفق حصيلة جديدة اوردتها وكالة «سانا».
وأكد رئيس الحكومة السورية، وائل الحلقي، بحسب الوكالة، أن «التفجيرات الإرهابية الجبانة واليائسة تأتي رداً على تنامي روح المصالحات الوطنية في مختلف المناطق السورية بالتوازي مع الانتصارات النوعية الكبرى التي يحققها جيشنا الباسل».
وبات النظام السوري يسيطر على مدينة حمص بشكل شبه كامل بعد بدء تنفيذ اتفاق خرج بموجبه في بداية الشهر نحو 300 مقاتل معارض من حي الوعر، آخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة، ويتوقع استكماله في الأيام المقبلة.
وفي شمال البلاد، قتل 11 شخصاً أمس وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح جراء قذائف «أطلقها إرهابيون على أحياء الأشرفية والشيخ مقصود غربي والسبيل والفرقان» في مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012، بين قوات النظام والفصائل التي تتقاسم السيطرة على أحيائها.
العدد 4861 - الإثنين 28 ديسمبر 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1437هـ
بعيون قويه
بعد إجلاء داعش ترجع لتركيا. ولماذا يرجعون لتركيا ما دامت تركيا تحارب الإرهاب.
مواطن
. .لابد من القصاص منهم واعتقال ممولهم ...