بينما يتحضّر العالم لوداع عام واستقبال عام جديد، تتجّه المحطات التلفزيونية إلى بثّ نوعية معينة من البرامج الخاصة بمسلسلات وأفلام وبرامج مستوحاة من أجواء الأعياد ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (28 ديسمبر / كانون الأول 2015).
لكنّ المحطات العربية، واللبنانية على وجه التحديد، تركّز اهتمامها أولاً، وقبل أيّ شيء آخر، على استضافة المنجمين وخبراء الفلك ممّن ينصبون أنفسهم «علماء» عارفين بغيبيات العالم ومستقبل أبنائه، كلٌّ بحسب برجه أو اسمه واسم أمّه. واللافت أنّ المشاهدين «الفضوليين» يحرصون على متابعة هذا النسق من البرامج التي تكشف لهم شيئاً مما تخفيه السنة المقبلة في جوفها. ولا تنحصر فترة بثّ هذه البرامج بالأسبوع الأخير من السنة، بل تبدأ دورتها مع قدوم الشهير الأخير من السنة، في كانون الأول (ديسمبر).
قبل ثلاثة أسابيع مثلاً، عرضت قناة «الجديد» حلقة «طائشة» من برنامج «للنشر»، استضافت فيها ريما كركي «عالم غيب» مصرياً تنبأ بموت شخصيات مشهورة خلال عام 2015. ولا أحد يعرف من يحقّ له تنصيب نفسه وليّاً على أعمار الناس، فيزرع في قلب من يشاء الخوف أو الشكّ أو الطاقة السلبية على أقلّ تقدير. استفاض في ذكر أسماء «موتى» العام 2016 لعلّه يصيب منهم عدداً فتكون له شواهد يذكرها في العام المقبل. ثم استضاف البرنامج نفسه خلال هذا الشهر المنجمة كارمن، بينما حلّت الإعلامية و «عالمة الفلك» ماغي فرح ضيفةً على برنامج رجا ناصر الدين، على قناة «أل بي سي»، التي سبق أن خصصت برنامجاً ثابتاً لليلى عبد اللطيف، «صاحبة الإلهام» الأقوى عربياً، يُقدمه رجا ورودلف بعنوان «التاريخ يشهد». هكذا، ومن هنا حتى نهاية العام، يظلّ المنجمون يتنقلّون من محطة إلى أخرى ويُكررون الكلام نفسه بينما يترقّب المشاهد ما تُخبئه له «النجوم» بحماسة ودهشة. وحين لا تُعجبه التوقعات، يكتفي بالقول: «كذب المنجمون ولو صدقوا!».