كشفت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن «موازنة الترويج الحكومية للثقافة تم إيقافها للعام 2016»، غير أنَّها شددت على أن الهيئة مستمرة في ابتكار الحلول والخيارات الأخرى من أجل استمرار مشاريعها. نقول للتجّار والأعيان والوجهاء والأغنياء لندعم الثقافة، ولتكن قبلتنا من أجل إحياء الاقتصاد والتنمية المستدامة.

إنّ المشاريع الثقافية تصب في مصلحة البحرين وأهلها، من خلال جعل البحرين منارة مضاءة للجميع عبر توجّه هيئة البحرين للثقافة والآثار، ولنبتعد عن صغائر الأمور، ولنفكّر في جعل الثقافة نصب أعيننا، فالبحرين تحتاج لكل دخل يدخل عليها، وما الترويج للثقافة الاّ نوع من أنواع الدخل.

مشاريع صغيرة ومشاريع كبيرة تُسهم في جعلنا النقطة الرئيسية لانطلاق الكثير من الفنون والثقافات، وقد لا يسعد البعض بما تقوم به الهيئة، لكن دعوة الفرق الكبيرة لحضور مهرجانات أو المشاركة في فعاليات، تحوّل أنظار العالم الى البحرين، فهي قد تكون صغيرة، وبما نصنع تكون كبيرة ومهمّة.

أطلقتها رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار مي بنت محمد آل خليفة، الاستثمار في الثقافة، وأصبح هذا الاستثمار مدخلاً لعديد من القطاعات، أوّلها السياحة ومن ثمّ الصناعة وبعد ذلك التجارة وأخيرًا السياسة، فقد نستطيع أن نصنع المعجزات عبر الثقافة، فننشر هوية واحدة، ونسعى من أجل ردم الطائفية المقيتة التي صنعها البعض، وأهم من ذلك كلّه، نزيد من طمأنينة النفوس وسلامها.

هذا السلام الذي لا يعرفه البعض ولا يفهم معناه ولا أهمّيته، فيظن أنّ السلام يتم عبر اقصاء البعض وزيادة دخل البعض الآخر، أو عبر إبادة فئة كبيرة من الفئات المجتمعية، لكن هذا لن يحدث، فنحن أهل البحرين، موجودون على أرضها، نعشق ترابها، وليس لدينا وطن غير هذا الوطن الذي نحبّه ويحبّنا.

من لا يفهم معنى الاستثمار في الثقافة يجب أن يتوجّه إلى المدن الكبرى في العالم، وليبحث في مصادر دخلها، فسيجد العجب العجاب، إذ إنّ الثقافة والسياحة هما أوّل دعائم وركائز الدخل في تلك المدن والبلدان.

البعض يظن أنّ الثقافة الغريبة على مجتمعنا يجب أن تتوقّف، ويجب أن نستثمر في الثقافة المحلّية وأن نحييها، وبالفعل جزء من كلامهم صحيح، لكن أليس سبباً من أسباب نهوض الدولة الأندلسية هو الاطّلاع على ثقافات الآخرين، والاستثمار في الثقافة والترجمة.

جزئية الترجمة لابد أن نسلّط عليها الضوء أيضاً، وأن نحاول دعم الترجمة بكل ما أوتينا من قوّة، فهناك بعض المعلومات التي لا تأتينا الاّ عبر الترجمة، والمعلومات موجودة في الكتب، سواء المطبوعة أو الالكترونية، بحوث ودراسات وتقارير ورسالات دكتوراة وماجستير، كلّها قد تصب في المصلحة العامّة، وجميعها سيخدم البحرين وأهلها، إن لم يكن اليوم فغدا، وانّ غدا لناظريه لقريب.

من الصفر نقطتنا نرجع الى دعم الثقافة بكل قنواتها، فنحن لسنا ببعيدين عن الأحداث، ونعي ما يحدث حولنا من صعوبات وتحدّيات، ونعلم بأنّ استثمارنا لن يذهب هباء منثورا، بل سيرجع على موازنتنا وتحريك أموالنا، فلنحاول قراءة ما بين السطور حتى نستطيع تقوية الثقافة والاستثمار فيها.