«قررنا وقف طباعة «الملاحق» اليومية وتحويلها الى الموقع الالكتروني».. هكذا خاطبت جريدة النهار اللبنانية قراءها قبل اسبوع، لتختتم سنة 2015 بخطوة مثيرة، تفاعلت معها الصحافة اللبنانية، واهتمت بتداعياتها الصحافة العربية ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأحد (27 ديسمبر / كانون الأول 2015).
اختصرت الاسباب في جملة واحدة «خفض تكاليف الطباعة، والوصول الى عدد اكبر من قراء الفضاء الإلكتروني».
قبلها أقدمت صحيفة المستقبل، الناطقة باسم تيار المستقبل، على اقفال ملحق «نوافذ»، الذي كان يصدر ضمن العدد منذ خمس سنوات تقريباً، تحت ذريعة «شد الأحزمة» وتقليل المصروفات، وبعد ان تقلص عدد الصفحات اليومية من 20 الى 16 صفحة، وذلك اسوة بـ «النهار» و«السفير».
جمهور الصحافة الورقية، كما كتب عنه الزميل جهاد الزين في «النهار»، وهو واحد منهم، انتابته لحظات من الحنين وهو يزف بشرى نفاد مجلة «الشراع» لصاحبها الاستاذ حسن صبرا، بعد كيل الشتائم والتشهير الذي وجهه إلى المطربة فيروز، وهو ما اثار موجة عارمة من الاستنكار، ودفع الناس لشرائها، وهي ظاهرة غير مسبوقة في عصر الفضائيات والانترنت، واقبال الناس على مطبوعة ورقية.
وفي هذا الجو الحماسي من قبل انصار الصحافة الورقية، جاء افتتاح مكتب لصحيفة الأهرام، التي تحتفل هذه الايام بالذكرى ال 140 عاماً للصدور، في العاصمة بيروت للترويج لطبعتها الورقية، دليلاً على ان الصراع القائم لم يحسم بعد، ولم يلغ احد الآخر.. وان كانت المنافسات على اشدها بين فضاء الكتروني واسع وسريع، وصحافة مكتوبة ومطبوعة ما زالت تتمتع بقاعدة من القراء والمعلنين على حد سواء.
يبدو ان مستقبل الصحافة اللبنانية بات رهناً باستعادة بيروت لدورها الاقتصادي، والحريات التي تراجعت فيها الى حد كبير، ولم تعد تلك الدرَّة التي تبحث عنها العواصم العربية، فالمال السياسي الذي يعتاش عليه عدد من الصحف آخذ بالافول، والاعلان في السوق اللبناني، والذي يذهب إلى الصحف والمطبوعات، لم يعد يشكل إلا الجزء اليسير من حجم المصروفات.
وإزاء هذا الوضع يجري تسريح عدد من الموظفين، وتقليل حجم الصفحات، وايقاف ملاحق، وعدم صرف الرواتب لاشهر طويلة، مما انعكس سلباً على العاملين فيها.