قف أمام المرآة، وانظر لجسمك، أنفك، فمك، أعضائك، وكل شيء، وتخيل لثوانٍ أنك بلا ألوان! تخيل كيف ستشعر وتحس بخريطة جسدك! في هذه الحال وبالتأكيد سوف يختلط كل شيء بالآخر، وسيكون من الصعب تمييز أي شيء، وسيصبح من المستحيل رؤية جمالك، لأنك لن ترى شفتيك الورديتين، ولن ترى عينيك العسليتين، ولا بشرتك السمراء، ولن تكون أنت أنت، ولا هي هي؛ لأن الجميع سيكونون متشابهين، سيكون ذلك مزعجاً.
الألوان من أهم العناصر المشكِّلة للجسم البشري الذي إذا ما فكر فيه الإنسان، فسيرى المعجزة الربانية في فهم طبيعة الجسد وصحته، فالألوان وسيلة وإشارة وإنذار، وعوامل حماية ودفاع، بل تتجاوز ذلك كله لترتبط بالأحاسيس والمشاعر البشرية، هذا التنوع لم يُخلق عبثاً، وإنما تحكمه غاية ورسالة، ووجد في المكان الذي يفترض أن يكون فيه. فألوان أعضائك وإفرازات جسمك يمكن أن تستشف منها تغيرات فيزيائية في جسمك تحدد اختلالات غير طبيعية تتعلق بصحتك.
فانتبه لألوانك... وانظر لنفسك في المرآة!
العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ