يا أمة العُربِ استفيقي وأوقفي دكانات الكلام. كانت هذه مطلعاً لقصيدة للشاعر المعاصر نزار قباني ودعوني قبلاً أن أتساءل... إلى متى سنتساهل بعدم وضع اللوائح والقوانين للكلام باسم الإسلام لبعض هؤلاء المدعين بالاجتهاد والجهاد ممن يُسمون أنفسهم برجالات الدين؟ والذين تمكنوا من تفعيل صورة مشوهة ومحاولة لإذلال هذا الدين العظيم بهمجيتهم ووحشيتهم وعدم فهمهم للأركان الأساسية لنشر الإسلام؟ هم القنابل الموقوتة التي عاشت بيننا ولم نعرف مدى سطوتهم وخطورتهم في تشويه عقول شبابنا، والذي يُصدق ما يقولونه كما السحر الأسود، ويأسرون الناس بطرقِ ملوثة، وكيف يقنعون الشباب بلبس الأحزمة الناسفة وقتل النفس (أعز ما نملك) للقتل والبطش لعباد الله من الأطفال والنساء الأبرياء، إنهم مجرمون.
ربما أهملنا وأخطأنا لزمن طويل، ولقد آن الأوان لوضع الشروط التي يجب أن يتبعها هؤلاء لنشر الإسلام، وذلك بضرورة تأهيلهم بالتعليم العالي، وقبل أن يتسلموا لهذه المناصب الفائقة الأهمية، من العلوم والإنسانيات والثقافة العامة، وذنبنا أننا تركناها عائمة وبسيطة وبإمكان أيٍ من الجهلة ممارستها، ورضينا بأن يكونوا حافظين للقرآن الكريم فقط لممارستها يحفظونه ويلقنونه كالببغاوات ودون خبرة أو كياسة التمعن.
تركناهم يفسرون الآيات العظيمة والأحاديث بأشكالٍ وألوانٍ كالثياب، يفصلون منها ما يتناسب مع أفكارهم البالية والتربية الناقصة مع الأسف الشديد، تُرك البعض من هؤلاء الجهلة وغير المتعلمين ليقولوا وينشروا ما يشاؤون، هؤلاء هم منيزنون بالكلام باسم الجهاد للإسلام.
هؤلاء بسوء فهمهم خلقوا أجيالاً كاملة حول العالم ناقِصة عقلٍ ودين، أقاموا التفرقة وأخافوا الناس وهاجموا كالكلاب الضالة بأفكارهم الخاطئة، البشر الساكنين والآمنين واغتصبوا الديار وشردوا النساء والاطفال وفتتوا البلدان بجُبنٍ ونذالة، وجاؤونا بدينٍ غريب لا نعرفه ولم يُنزل على أحد، كله كذبٌ وخرابٌ للديار.
جهلة الدين هؤلاء يجب ايقافهم تماما ًوعمل الحد عليهم والبدء في وضع الشروط والضوابط لأي مُرشد ديني أو إمام (بأن يلتزم بنصوصٍ مُعينة وثابتة) وأن يصبح أي خروجٍ عنها جريمة فعلية يستحق فاعلها السَجن والإبعاد عن المهنة تماماً، ويا حبذا لو نشرنا تلك القاعدة، وطالبنا العالم بالالتزام بها، قد يبدو هذا الأمر غريباً وبيروقراطياً؛ ولكن لابد لنا إذا ما شئنا أن نتدارك حماية هذا الدين ممن يسيئون إليه بالضرب بيدٍ من حديد على مثل هؤلاء الشرذمة لإيقافهم عند حدهم.
وقد ألومهم إلى يوم الدين؛ ولكنني بداية ذي بدء إذ ألوم من يكون السبب في تقوية هذه الفئة، وتشجيع الأنشطة التي تساهم في نشر القشور الدينية من الأكل والبهرجة والتسويق للأمة الكاذبين، وذلك كي يُسكتوا الأصوات السياسية ويُشغلوا الناس، فينشغلوا عن حقوقهم والظلم الممارس عليهم، والذين بغفلتهم وانشغالهم في تجميع ما لذ وطاب من مُتع الحياة وعدم التفرغ لشعوبهم بما يتناسب والحاجات الأساسية لهذا العصر كما بقية دول العالم خاصةً بعد الثروة النفطية وكما هو معروفٌ بأن الدين هو أفيون الشعوب.
وأعتقد أن الشاعر تنبأ ما هو آتٍ، وبعد تلك المقدمة الكئيبة دعوني أرفه عنكم بعض الشيء بقصيدةٍ كتبها الشاعر الرقيق والذي كأنه لازال بيننا وقد توقع ما هو آتٍ، ربع قرنٍ...
وأنا أمارس الركوع والسجود خلف الإمام والتشخيص خلف حضرة الإمام، وهو يقول امحق دولة اليهود، وأقول امحق دولة اليهود، شتت شملهم واقطع نسلهم وأغرق حرثهم وزرعهم وأعيد لكل ما يقول.
هكذا يا سادتي عشرون عاماً قضيتها أعيش حظيرة الأغنام أُعلف كالأغنام، أنام وأبول كالأغنام، وأعيد كالببغاء كل ما يقوله الإمام، لا عقل لي ولارأس ولا أقدام، أستنشق الزكام والسُلَ في العظام من الإمام ، قضيت عشرين سنةً مكوماً كرزمة قشٍ على السجادة الحمراء، أُجلد كل جُمعةٍ بخطبةٍ غراء، أسكن في طاحونةٍ ما طحنت قط سوى الهواء.
ويقوم نزار بقتل الإمام في القصيدة قائلاً إنه قتل كل الصراصير التي تنشد في الظلام، والطفيليات في حديقة الإسلام، ومن يطلبون الرزق من دكانة الإسلام، وكل الذين من ألف عام يزنون بالكلام، وليس عندي ما أقول غير الختام، وأرجو أن يكون مسكاً وأعجبكم الكلام.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ
الدين
الدين ال.. هو الي دمر الاسلام وايد هؤلاء بنشر الفساد والقتل باسم الدين اللهم اهلكهم كما اهلكو الابرياء وسفكو دمائهم الزكيه ماذنب هؤلاء الابرياء اجيبوا هكذا علمكم الله ورسوله انكم جهله وتتبعون ...و... القتله وتركتون دين محمد واله اللهم اهلكهم يا الله
جميل وشيق
الاسلام السياسي والا استغلال البشر لنشر العنف والامراض النفسية
رائعة في العرض
مقال جيد ومتعوب عليه واعجبني الربط بين المواضيع سلمت يداك
سلمت
لا فظ فوك
الاسلام السياسي له مآرب واهداف ولن ينتهي وحتى لو انتقل البشر الى كوكب المريخ..1
اشتعلت منذ البداية عندما اعلن مسيلمة النبوة وتبعته سجاح بنت الحارث, ولن يوقف هذا المد احد مابقيت السياسة....!