نظمت جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية فعالية خاصة للرسم احتفالاً بذكرى مولد النبيين العظيمين محمد (ص) والمسيح (ع)، وذلك صبيحة يوم الجمعة 25 ديسمبر/ كانون الاول 2015، حيث استمر العرض من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً.
الفعالية الفنية التي تقام سنوياًً منذ العام 2003، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، تزامنت هذا العام مع مولد نبي الإسلام محمد (ص)، والهدف من هذه الاحتفالية - كما يقول مدير المرسم عبدالنبي الحمر- بث روح التعايش والتقارب بين الأديان، وبعث رسالة حب وسلام للجميع انطلاقاًً من مبادئنا الإسلامية، واسترشاداً بسيرة النبي (ص)، واستلهاماً من الفلسفة التي نادى بها الإمام علي (ع) في مقولته الخالدة: الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».
وقد شارك في هذه الفعالية أربعة عشر فناناً وفنانة، من أعمار ومناطق مختلفة من البحرين، قاموا خلالها برسم لوحات تتعلق بالمناسبتين الدينيتين وما ترمزان له من علاقات بين الأديان والشعوب.
الفنان جابر سهراب رسم لوحة تضم رموز الديانات الثلاث الكبرى، ويقول إن «الطريق الوحيد لإنقاذ كوكب الأرض هو بالعودة إلى الله. فالأديان السماوية الثلاثة هي الكفيلة بإنقاذ الأرض من السقوط في الجحيم، حين يكون داخل كل واحد من أتباعها شرطي داخلي، بحيث يمنعه من ارتكاب الخطأ. هذه الخشية من الهط هي التي تمنع الإنسان لو امتلك قنبلة ذرية من تفجيرها، لخوفه من العقاب في اليوم الآخر، بخلاف من لا يؤمن بالحساب».
ويضيف سهراب: «إن المشاركة في هذه الفعالية تهدف لاستقطاب أتباع الأديان الأخرى للمشاركة في الدفاع عن الأرض التي منحنا إياها الله سبحانه، لنعيش عليها في سلام، ولمخاطبة القاعدة الجماهيرية للمسيحيين واليهود المسالمين للوقوف بوجه الأشرار ومن لا يفكّرون إلا بالأموال والتفجيرات وقتل الأبرياء».
الفنان موسى رمضان رسم لوحة عن السيد المسيح (ع) وربطها بآلام الحسين (ع) في كربلاء، في تجلٍّ لوحدة الهدف. ويقول «إن الأنبياء والرسل جاءوا لهدف واحد، وهو التوحيد وعبادة الله والتمسك بالمبادئ والقيم الأخلاقية السامية».
الفنانة شهناز القصاب اعتبرت هذه الفعالية فرصة جميلة ليعبر فيها الإنسان عن المولد النبوي بطريقة فنية، وخصوصاًً مع تزامن مولد النبي محمد والمسيح، حيث يمثل ذلك فرصة لنركز على موضوع التسامح بين الأديان. وتقول القصاب: «اللوحة عبارة عن دمج بين السيدة العذراء أم المسيح (ع)، وبين السيدة آمنة بنت وهب أم النبي محمد (ص)، وفي خلفية اللوحة شمعةٌ ترمز إلى أنهما يمثلان رسالة واحدة من السماء، كانت تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فضلاً عن كون النبي عيسى هو الذي بشّر برسول يأتي من بعده وهو النبي محمد».
الفنان عادل العباسي رسم لوحة عن التعايش بين الأديان، باعتبار التعايش من أسمى الأهداف لدى الديانات، فالدين هو المعاملة، واللوحة تشير إلى الإسلام والمسيحية من خلال رمزي الهلال والصليب، وبطريقة مجردة عن التفاصيل.
وبشأن الهدف من مثل هذه الاحتفالية يقول العباسي: «إننا نهدف إلى أن نبلغ الجميع بضرورة التعايش والمشاركة مع الآخرين في أفراحهم وأتراحهم، ولا يكفي الطرح النظري عن التعايش دون أن تشاطر الآخرين جانباً من حياتهم واهتماماتهم. فالمشاركة وخصوصاً في هذه المرحلة لما يشهده العالم من صراعات، لنقول للعالم بأن القتل والذبح والتشريد والتفجيرات لا تمثل المسلمين، الذين يحبون أن يتعايشوا مع الآخرين في ظل التسامح وممارسة الشعائر في حرية دون تدخلات».
الفنان محمد المقابي رسم لوحة رمزية للرسل الخمسة ذوي العزم، حيث تتجه خمسة أيدٍ نحو الأعلى، وتشير الأصابع نحو السماء، في إشارة رمزية لرسالة السماء الواحدة.
العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ
اللهم
اللهم صلي على محمد واله الطيبين الطاهرين وصلي على الانبياء والرسل
وفرج عن شعب البحرين الحزين المطهد يا كريم يارب