«الوسط» في المحرق مجدداً، وهي هذه المرة في مركز حمد بن علي كانو لتعليم القرآن الكريم وتدريس علومه، حيث يتواجد الطفل محمد فضل حليم ذو الـ 11 عاماً، والذي عوضه الله بقلب بصير، بديلاً لعينيه اللتين فقدهما مع الولادة.
ووسط دوي ترتيل آيات كتاب الله الصادر عن 28 حلقة و259 طالباً يتوزعون على زوايا المركز، تم اللقاء بمعيّة والده ومشرف المركز طه القلداري والذي يتحدث باعتزاز عن المركز الذي أنشئ في العام 2004 وهو «اليوم يتبوأ التصنيف الأول من قبل إدارة شئون القرآن الكريم بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف».
وبلسانٍ فصيح ووجه ملائكي وصوت شجي، ينطلق الطفل محمد فضل في حديثه، مستعرضاً البدايات بالقول «التحقت بالمركز قبل 5 سنوات تقريباً، وبعد مرور سنتين فقط كنت حافظاً لجميع سُوَر القرآن الكريم»، مؤكداً عدم ملاقاته صعوبة في ذلك، وعقب «كانت المهمة سهلة جداً».
وعن الطريقة التي اعتمدها من أجل إنجاز المهمة، قال «ساعدني والدي كثيراً في ذلك، فبعد البداية التي تمكنت من خلالها حفظ جزء عّم كاملاً، وذلك عن طريق الاستماع للأشرطة الصوتية، جاء والدي ليتجشم عناء مساعدتي عن طريق «التسميع» في حفظ بقية أجزاء كتاب الله».
ولا يخفي محمد، الدور الذي مارسه مركز حمد بن علي كانو، موضحاً ذلك بالقول «تحصلت على مساعدة كبيرة من المركز، حيث أتيحت لي فرصة المشاركة في المسابقات المحلية للقرآن الكريم، والتي مكنتني بفضل من الله، من الحصول على مراكز أولى ومتقدمة، أحدثها مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم، والتي حققت في تصفياتها الأولى، المركز الأول، وفي تصفياتها الثانية، المركز الخامس».
وأثنى محمد، الذي يطمح لإكمال القراءات السبع والقراءات العشر، ومواصلة التجويد، كثيراً على عدد من الشخصيات الداعمة، من بينها مشرف المركز طه القلداري، ورئيس جمعية مدينة حمد الخيرية يوسف المحميد.
ويقضي محمد الطالب في مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين، والذي يأمل في الحصول على حاسب آلي للمكفوفين لمساعدته في المضي قدماً في تعلم علوم القرآن الكريم وحفظه، يقضي يومه مناصفةً بين مقعده الدراسي ومقعده التعليمي في مركز حمد بن علي كانو.
وعبر حديثه، وجه محمد رسالة لأقرانه والناشئة على مستوى مملكة البحرين، وبعد أن حثهم على الانخراط في مراكز تعليم القرآن الكريم، مردفاً ذلك بالقول «حفظ كتاب الله، يمنح المرء محبة الناس وتقديرهم له، كما تحل البركة والتوفيق على صاحبه».
وينظر مركز حمد بن علي كانو، بكثير من الفخر والاعتزاز لمحمد فضل، والذي يصفه القلداري بـ «ثمرة من ثمار المركز»، معززاً ذلك بالحديث عن حلوله أولاً وعلى مدى سنوات في المسابقة السنوية لوزارة التربية والتعليم، والتي تنظم على مستوى مدارس البحرين ولأكثر من 4 عقود.
وتحتل مملكة البحرين، اليوم، مكانة بارزة على خارطة تدريس القرآن الكريم وتحفيظه، هيأ لها ذلك، ما يصفه القلداري بـ «المنظومة المتكاملة»، والتي تشمل مئات المراكز المنتشرة في محافظات المملكة، حتى باتت تنافس وزارة التربية والتعليم من حيث الآلية المتبعة في التدريس والاختبارات، وفي الزيارات من قبل المشرفين والموجهين، إلى جانب الدورات التي تستهدف المزيد من التأهيل.
في الحديث عن أداء المراكز، يخص القلداري مركز حمد بن علي كانو، بالقول «تمكن المركز من انتزاع تصنيف الدرجة الأولى، والذي يأتي تعبيراً عن مؤشرات الأداء بحيث لا يقل عن تقدير جيد جداً، إلى جانب المخرجات السنوية سواء شهادة التلاوة أو شهادة التحفيظ»، مضيفاً «يختص المركز بمسارين، الأول ويتمثل في تجويد القرآن الكريم وهو خاص بشهادتين للتلاوة والتجويد، وتؤخذ من مركز الفاتح بعد أن يتجاوز الطالب 3 مستويات دراسية، ثم يأتي ليحصل على شهادة التلاوة ثم ينتقل إلى شهادة التجويد، أما مسار تحفيظ القرآن الكريم، فهو مقسم على أجزاء بحيث يأخذ الطالب في كل مستوى أجزاءً معينة إلى أن يختم القرآن الكريم وفي ذلك تفصيلات».
وتابع «بعد ذلك، يمتحن الطالب في كل جزء من قبل المعلم الأول، وتصدر له شهادة من إدارة شئون القرآن الكريم، وبعد 5 أجزاء تصدر له شهادة ثانية ويمتحن من قبل موجه الوزارة».
وأردف «أنوّه هنا إلى أن مركز حمد بن علي كانو، وإلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، يقدم حلقات القاعدة النورانية، والتي استبدلت بكتاب آخر مطبق وهو «أقرأ وأرتقي»، بحيث أن الطفل أو الطالب يأخذ هذه الدراسة ويتعرف على حروف اللغة العربية والحركات ويطبقها بآلية معينة».
ويمتلئ المركز بطلبة علوم القرآن وتحفيظِه، وهو اليوم على أعتاب التحول لمبنى مستقل عن المسجد الذي يحتضنه منذ التأسيس.
حول ذلك، يقول القلداري «توسع نشاط المركز، وهو اليوم يمثل علامة بارزة للبحرين، حيث تحتضن حلقاته، مئات الطلبة الذين تتفاوت أعمارهم، لكنهم جميعاً يتحلقون مساء كل يوم لتعلم علوم القرآن الكريم، وسط جهود تعليمية وإدارية، يقدمها 31 معلماً وإدارياً، من بينهم مشرف ومعلم أول ومعلم».
وأضاف «لدينا أكثر من 10 طلبة تمكنوا من ختم القرآن الكريم، ودخلوا الامتحانات، أكبرهم سناً يصل عمره إلى 60 عاماً»، مؤكداً في الوقت ذاته وجود إقبال كبير على التسجيل في المركز، ومضيفاً «نظراً لبعد المسافة لبعض الطلبة، فقد حددنا بعض المساجد وافتتحنا فيها مراكز كفروع من بينها مسجدين، الأول يضم 4 حلقات، والآخر حلقتين، وهي من ضمن المؤهلات التي استحق عنها المركز حصوله على المركز الأول».
وتابع «بهذه المناسبة نوجه شكرنا بعد الله عز وجل، لعائلة كانو الكرام والتي تحرص سنوياً منذ افتتاح المركز وحتى قبله، على تشجيع الطلبة والمعلمين وتكريمهم سنوياً بحضور مسئولي وزارة العدل ووجهاء عائلة كانو، وعلى رأسهم مبارك كانو، وعبداللطيف كانو، وعبدالعزيز كانو، وكذلك نثني على اهتمام يوسف المحميد بالمركز والأخ طلال فوزي كانو والذي أعجب بالمركز حيث يزورنا شخصياً لمتابعة شئون المسجد وتكريم الطلاب».
وعرج القلداري على مشوار السنوات الـ 12 المنصرمة من عمل المركز، فقال «في البدايات كانت لدينا حلقة واحدة وكان المسجد صغيراً من حيث المساحة، ولذلك جاءت الخطة المستقبلية التي تتضمن تحويله لمركز إسلامي على غرار مركز أحمد الفاتح الإسلامي، وخاصةً أن محافظة المحرق تحتاج لمثل هذا المشروع، ومركز حمد بن علي كانو بموقعه ودوره، جاهز لسد هذه الثغرة، فالكثير من الدورات العلمية الشرعية والمحاضرات الإسلامية تقام في هذا الجامع سواء تلك التي تنظمها وزارة العدل والشئون الإسلامية أو إدارة الأوقاف السنية أو الجمعيات الخيرية»، مثنياً على مبادرة عائلة كانو، الخاصة بتوسعة الجامع، وكذلك موافقتهم المبدئية على إنشاء مبنى خاص للمركز»، قبل أن يستدرك ليشكو من بطء الإجراءات من قبل الجهات الرسمية المعنية، والتي تؤخر العمل باتجاه انتفاع أهالي المحرق بالمركز.
بجانب ذلك، وجه القلداري شكره لإدارة شئون القرآن الكريم، نظير اهتمامها بالمركز من حيث الزيارات المتكررة للمشرفين والموجهين وكذلك الوقوف على احتياجات المركز وترقيته للدرجة الأولى.
ورداً على سؤال بشأن ثمرات مراكز تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، أجاب القلداري «ثمرات ذلك باتت واضحة، بحيث أن الناطقين بغير اللغة العربية تحسنوا كثيراً، فبعد أن ينهي الطالب حلقة «أقرأ وأرتقي»، ينضم إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما أن المراكز اليوم تُمارس دوراً مهماً في غرس المفاهيم والقيم الإسلامية في نفوس وعقول الناشئة».
وأضاف «علاوةً على كل ذلك، فقد أوجدنا جيل جديد متقن للقرآن الكريم، حفظاً وتلاوةً، ويتقدم في إمامة المصلين ومنهم الطالب عبدالله الذي ختم القرآن الكريم في الصف الرابع الابتدائي وهو الآن إداري في المركز».
وجاء التحول الذي شهدته إدارة شئون القرآن الكريم (كانت قبل ذلك قسماً في إدارة الشئون الدينية التابعة لوزارة العدل)، لتتناغم مع الإقبال المتزايد على مراكز تعليم القرآن الكريم، والتي يؤكد القائمون على هذه المراكز أنها ساهمت، بجانب حزمة متكاملة ومنظمة من الأنشطة، في نقل التجربة البحرينية لمصاف التجارب العالمية، مستشهدين على ذلك بالمسابقات الدولية التي تشهد مشاركة القرّاء من مختلف الدول.
العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ
مو
مو اهمشى القرائه والحفض اهمشى تنفيد كلام الله هاده الي يريده الله
.............
يا زائر رقم 7
رفقا باللغة العربية ، قبل ان ترسل تعليقك اعمل مسودة وتجنب الاخطاء وبعد ذلك ارسل تعليقك
انزين
فيه احد قال لك اهم القراءه والحفظ؟ لعدين بصراحه كفو عليه جاهل في هالعمر وضرير وحافظ القرآن مو شي سهل
ما شاءالله
الله يحفظه
الله يوفقك
إلى الأمام يا حافظ القرآن الله يرفع شأنك.
نشكر الوسط والاخ محمد العلوي
علي تغطياته الصحفية لمدينة المحرق والي المزيد
ما شاء الله تبارك الرحمن
الله يوفقه ويحفظه طفل في قمة الروعه ،، مو يهال اليوم جلاجكسي وأي فون وأي زفت وايباد وايبود واي زفت وكل سندويتش طوله متر!
هنيئا لك
الله يخليك لواالديك
ماشاء الله الله يحفظك لوالديك
الله يوفقك حبيبي وانت فخر لاهلك ومجتمعك ياريت أبناءنا وبناتنا ياخذونك قدوه ليهم ويحفظون كلام الله بدل هالايبادات والتلفونات والالعاب اللي مامنها فايده ...