تعثر أمس السبت (26 ديسمبر/ كانون الأول 2015) تنفيذ اتفاق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم «داعش»، من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل قائد «جيش الإسلام»، زهران علوش الفصيل الأقوى في ريف دمشق.
ورغم تعيين قائد عام جديد هو ابو همام البويضاني، سيحتاج هذا الفصيل إلى وقت للتعافي من هذه الضربة التي قد تؤثر سلباً أيضاً على المفاوضات المرتقبة مع النظام، وفق ما رأى محللون.
سياسياً، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا عن أمله في انعقاد المفاوضات بين حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد والمعارضة في جنيف في 25 يناير/ كانون الثاني، بحسب ما أفاد مكتبه أمس (السبت).
وقال المكتب في بيان إن دي ميستورا «كثف جهود» وساطته و»يعتزم إنجازها بداية يناير بهدف البدء بالمحادثات بين الأطراف السوريين في 25 يناير في جنيف».
وأضاف أن دي ميستورا «يعول على التعاون الكامل لجميع الأطراف السوريين المعنيين بهذه العملية» مضيفاً أنه «يجب عدم السماح للتطورات الميدانية المتواصلة بعرقلة إجراء هذه المحادثات».
وكان يفترض ان تبدأ أمس عملية خروج نحو أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من الفي مسلح غالبيتهم من تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك جنوب دمشق إثر اتفاق بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.
ويبدو أن التنفيذ تعثر لأسباب عدة أهمها عدم القدرة على ضمان أمن الطريق التي ستسلكه قافلة المغادرين، وفق ما أفادت مصادر عدة.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن عملية خروج المسلحين «جمدت ولم تنته بسبب أمور لوجستية تتعلق بصعوبة تأمين الطريق المؤدية إلى نقطة الاستلام في ريف حمص الشرقي (وسط) وريف حماة الشرقي (وسط) قبل انتقال المغادرين إلى الرقة وريف حلب الشمالي».
وأشار إلى سبب ثان يتمثل بطلب مقاتلي «جبهة النصرة» التوجه إلى محافظة إدلب (شمال غرب) بدلاً من ريف حلب الشمالي.
وتعد محافظة إدلب معقل فصائل «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية تمكنت خلال الصيف من السيطرة على كامل المحافظة باستثناء بلدتين.
وكان تم التوصل إلى اتفاق خروج المسلحين إثر مفاوضات مع الحكومة السورية بمبادرة من وجهاء تلك المناطق جنوب العاصمة بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج من حصار تفرضه قوات النظام منذ العام 2013، بحسب عبد الرحمن.
وهو أول اتفاق من نوعه يشمل تنظيم «داعش». ويتواجد التنظيم المتطرف في منطقة الحجر الأسود منذ يوليو/ تموز 2014. أما حي القدم القريب، حيث الفصائل المقاتلة، فلا يشهد عمليات عسكرية بسبب تنفيذ مصالحة فيه مع قوات النظام.
ويأتي الاتفاق بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين.
وربط مصدر مطلع على ملف التفاوض تعثر تنفيذ الاتفاق السبت بمقتل علوش. وقال لـ «فرانس برس» «كان يفترض أن يؤمن جيش الإسلام خروج القافلة إلى بئر القصب» في ريف دمشق الجنوبي الشرقي ومنها إلى مناطق توجه المسلحين.
ويعد «جيش الإسلام» الفصيل المسلح الأقوى في الغوطة الشرقية لدمشق، والتي تتعرض بانتظام لقصف جوي ومدفعي للنظام فضلاً عن غارات الطائرات الروسية. ويستهدف مقاتلو الفصائل من جهتهم أحياء سكنية في دمشق بالقذائف.
وقال الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، كريم بيطار لـ «فرانس برس» إن مقتل علوش «يشكل بكل تأكيد ضربة قاسية للمقاتلين».
وعين جيش الإسلام ابو همام البويضاني خلفاً لعلوش، وهو مقاتل يتحدر من أسرة مقربة من جماعة الإخوان المسلمين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
ميدانياً، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» السبت على سد تشرين الواقع على نهر الفرات في شمال سورية بعد طردها تنظيم «داعش»، وفق ما أكد متحدث لوكالة «فرانس برس».
وقال المتحدث باسم هذه القوات طلال سلو «تم تحرير سد تشرين» والضفة الشرقية لنهر الفرات من تنظيم «تشرين»، مشيراً إلى أن الاشتباكات مستمرة على الجهة الغربية من السد.
العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ