طور شتيفان مولهاوزر لعبة "خمسة" وهي صندوق ألعاب خاص باللاجئين الصغار والبالغين، فما المختلف في هذا الصندوق وما الذي يقدمه للاجئين؟ في هذا الحوار يوضح مولهاوزر خصائص اللعبة وتلقي اللاجئين لها.
شتفان مولهاوزر: في مراكز إيواء اللاجئين عادة لاتكون هناك أية ألعاب متاحة. صحيح هناك تبرعات بالألعاب لكن كنا في مخيم للاجئين بجانب مطار هان ورأينا أن أقصى شيئ يوجد هناك هواللعبة الألمانية المعروفة باسم "لا تغضب" وكانت محطمة. ثم قدمنا ألعابا من المؤسسة التابعة لنا، فاكتشفنا أن هناك عائقا لغويا، فاللاجؤون لا يعرفون قراءة قواعد اللعبة، والأشخاص المتواجدون هناك لا يستطيعون شرح تلك القواعد. كما أن المساعدين واللاجئين أنفسهم مشغولين بتأمين الحاجيات الضرورية. إذن الاختلاف في اللعبة التي طورتها يكمن في المقام الأول في أن يتمكن اللاجئون من قراءة القواعد، وأن تكون الألعاب على قياس اليد، بحيث يمكن لهم أن يلعبوها بالرغم من المكان الضيق: فوق الغطاء، فوق السرير، على الأرض، أي ألا يكونوا بحاجة إلى لوحة يلعبون عليها.
الكثير من اللاجئين سلكوا طرقا طويلة ليأتوا إلى هنا، وهم متعبون ويعيشون في البداية في مكان ضيق، كما تقول. كيف يمكن للألعاب أن تساعدهم وهم في وضعية مماثلة؟
أغلب أوقات النهار يقضيها اللاجؤون في الانتظار، البعض منهم أصيب بصدمة نفسية، إذن الألعاب تساعدهم على عدم التفكير في ذلك و تحدث تنوعا في حياتهم اليومية. وقد شاهدت بنفسي كيف تلقى اللاجؤون تلك الألعاب بشكل جيد. في البداية يعتقد المرء أنه أمر مستحيل، لكنهم استمتعوا بتلك الألعاب كثيرا، وضحكوا، وابتهجوا وكانوا شاكرين لنا لإضافة شيئ جديد ليس ضمن برنامجهم اليومي الاعتيادي، كالأكل أو انتظار الأخبار أو النظر كل الوقت إلى هواتفهم النقالة.
هذا يعني أنكم تلقيتم ردود فعل اللاجئين على لعبة "فايف"؟
لقد أقمنا تظاهرة عرضنا فيها الألعاب التي تقدمها مؤسستنا، لكن عرضنا أيضا النماذج الأولى من "فايف" في مدينة هان. ونحن نطور الألعاب منذ فترة طويلة بأنفسنا وجمعنا خبرات في هذا المجال، حول إمكانية تطوير فكرة لعبة ما. وتطوير فكرة أية لعبة لا يختلف إن كانت موجهة لأطفال ألمان أو سوريين. اللعب هو أمر عالمي، فاللعب هو لغة عالمية مفهومة من العالم كله.
نعم بطبيعة الحال، هؤلاء الذين جاءوا إلى ألمانيا وينبغي عليهم مواجهة ثقافة غريبة عليهم، سيكتشفون، أن هناك أيضا بعض الجوانب المألوفة لديهم، على شكل هذه الألعاب مثلا. الأهداف الأساسية من الألعاب التجريدية، هي في الغالب واحدة: إذ ينبغي للمرء أن يصل إلى نقطة ما، فالأمر متعلق بسباق، بحيث يريد المرء بقدر الإمكان أن يجمع الكثير والكثير، أو أن يكون الأول في نموذج معين. هذه المنافسة وعلى هذه الشاكلة وفي فضاء ضيق، هو مشابه لما هو موجود منذ آلاف السنين وفي العالم كله، وهو ما يحدث نفس التأثير، وهذا ما أقدره كثيرا.
هذه إحدى الصور التي يتضمنها كتاب رسم إلكتروني من المفترض أن يساعد على كسر حاجز اللغة لدى أطفال اللاجئين. وتساعد هذه الصور على لفت انتباه الأطفال وتعليمهم كلمات ضرورية في الحياة اليومية. أطلقت الرسامة الألمانية كونستانزه فون كيتسينغ هذا المشروع مؤخراً.
ماهو نوع الألعاب المتواجدة في هذا الصندوق؟
هناك ألعاب بسيطة قائمة على ترتيب القطع، كما أن هناك ألعاب معقدة ذات استراتيجية صعبة بالنسبة للبالغين، ثم هناك لعبة قائمة على الخدع، حيث ينبغي للاعب أن يلعب بأحجاره بشكل خفي، وأن يكون هو الأول في الاحتفاظ بتلك الأحجار. كذلك هناك لعبة قائمة على قوة الذاكرة، هذا بالإضافة إلى لعبة السوليتير والتي يمكن للمرء أن يلعبها بمفرده.
الكثير من اللاجئين قادمين من دول إسلامية، حيث يحرم بعض شيوخ الإسلام بعض الألعاب. هل فكرت في هذا الأمر؟
بالطبع، كانت تلك واحدة من أولى المواضيع التي سألت نفسي عنها. كانت هناك لحظة من التردد، ولكننا نعرف أيضا أن الألعاب مثل لعبة الطاولة أو الشطرنج تأتي من العالم العربي، ولذلك فهي تنتشر هناك أيضا. لعب الورق هو من الناحية الرسمية حرام، ويعد من المحرمات، لكنه جزء من الحياة اليومية وهو أمر يتسامح فيه الناس. أما الذين يلعبون بألعابنا فليست لديهم أية مشكلة في هذا الاتجاه.
شتيفان مولهاوزر هو مطور للألعاب ويرأس منذ 2003 شركة شتيفان للألعاب. ومن المفترض أن يوزع 5000 لعبة على مراكز إيواء اللاجئين في حالة نجاح حملته للتمويل الجماعي لمشروعه.