أفادت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، بأن الصيد العشوائي للقردة والطيور في الغابات الاستوائية التي تتغذى على الفواكه، يلعب دوراً في زيادة انبعاثات الكربون المضرّ بالبيئة، إذ تساهم البذور التي تنشرها هذه الحيوانات في بقاء الأشجار الكبيرة على قيد الحياة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الجمعة (25 ديسمبر / كانون الأول 2015).
وذكرت الدراسة التي نُشرت في صحيفة "ساينس أدفانسيس" العلمية، أن "الغابات الاستوائية تخزن 40 في المئة من الكربون الموجود على سطح الأرض، وفقدان الأشجار يسبب انتشار 15 في المئة من الغازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري".
وركزت الدراسة التي أجراها فريق من العلماء في جامعة ساو باولو البرازيلية، على الغابة الأطلسية في البرازيل، حيث تعتمد 95 في المئة من الأشجار على الحيوانات لنشر بذورها. وبحثت الدراسة تفاعل 800 نوع من الحيوانات وألفي نوع من الأشجار مع بعضها.
وتوفّر الأشجار الكبيرة مخازن جيدة للكربون، لكن بذورها كبيرة ولا يمكن نشرها إلا من خلال الحيوانات، والتي تناقص عددها بشكل كبير بسبب الصيد العشوائي.
وقال كارلوس بيريز من جامعة "إيست أنغيلا"، وهو أحد أفراد فريق الدراسة، إن "الحيوانات (الكبيرة) اختفت من كثير من المناطق الاستوائية، من مناطق غير محمية وبعضها محمية. وتحتاج أشجار خشب الصلب (الأشجار الكبيرة) إلى هذه الحيوانات لنشر بذورها، وهذا ما تفتقده الآن".
وأضاف أن "السياسات المتخذة للحد من انبعاثات الكربون من الدول الاستوائية تتركز على الحد من قطع الأشجار، لكن أبحاثنا كشفت أن نقص أعداد الحيوانات الكبيرة زادت من نسب الكربون في الغابات الاستوائية بشكل خطر".
واكتشفت الدراسة أن "فقدان الحيوانات الكبيرة مثل القردة و التابير و الطوقان يؤدي إلى فقدان الأشجار الكبيرة، والتي تستبدل بأشجار صغيرة تنشر بذورها حيوانات الخفافيش والعصافير". ويقدّر العلماء حوالى 10 إلى 15 في المئة نسبة الكربون التي فقدت في الغابات.
وذكر بيريز أن ذلك "ينطبق في الأرجح على غابات استوائية أخرى، بما في ذلك منطقة الأمازون"، مضيفاً أنها "ظاهرة عالمية، وتحدث في مناطق استوائية في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا. وفي كل الغابات الغنية بفصائل الحيوانات والطيور".
واستنتج العلماء أن "النتائج تسلط الضوء على ضعف تخزين الكربون في الغابات الاستوائية في ظل تغير الظروف العالمية الراهنة، ووقف الوتيرة المتسارعة لهذه التغيرات لن ينقذ الحيوانات والنباتات التي تستفيد منها فحسب، بل سيكون له أثر أيضاً على التغير المناخي وأسواق الكربون، وإعادة التشجير".
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ذكر أول تقدير شامل لفصائل النباتات المهددة في الأمازون، أن أكثر من نصفها معرض للانقراض، ومن بينها أشجار الجوز البرازيلي والكاكاو وأشجار أكي، والتي تعد مصادر مهمة للغذاء.
وأظهرت دراسة حديثة لجامعة "نوتردام" في ولاية إنديانا الأميركية، أن دول أفريقيا هي الأكثر عرضة لتدهور التغير المناخي في العالم، في حال وصولها إلى مرحلة متقدمة تهدد حياة الفرد.
وكانت صحيفة "ذي غارديان" نشرت في العام 2009 دراسة لخبراء بريطانيين كشفت عن إمكان تقلص غابات الأمازون بنسبة 85 في المئة خلال المئة العام المقبلة بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الكوكب. وتوقع الخبراء أن زيادة بنسبة ثلاث دراجات مؤية في الحرارة قد يقضي على 75 في المئة من الغابات، فيما قد تقضي زيادة بنسبة أربع درجات مئوية على 85 في المئة منها.
وفي استطلاع لمركز "بيو" الأميركي للأبحاث، تبيّن أن غالبية الأشخاص حول العالم يرون أن التغير المناخي يعد مشكلة مهمة وتحدياً لهم، وأن من واجب حكوماتهم اتخاذ الإجراءات المناسبة لحلها. ومن بين 40 دولة تضمنها الاستطلاع، يعتقد 54 في المئة من هذه الدول بأن المشكلة خطرة للغاية.
وأظهر الاستطلاع، أن مواطني الدول التي تزيد فيها نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، هم الأقل اهتماماً بالمسألة، ومنهم الأميركيون و الصينيون، على عكس شعوب أميركا اللاتينية و الصحارى الأفريقية.