التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول نظيره الباكستاني نواز شريف في أثناء زيارة مفاجئة لباكستان هي الأولى لرئيس وزراء هندي منذ أكثر من 10 سنوات.
وتأتي الزيارة المفاجئة هذه بعد أسابيع على إعلان استئناف مفاوضات السلام بين الدولتين النوويتين المتخاصمتين، في ختام لقاء في إسلام آباد لوزيري الخارجية الباكستاني والهندي، فيما يرى فيها محللون تطبيعا للعلاقات بين البلدين الجارين اللذين دارت بينهما ثلاث حروب.
ومودي، الذي يقوم بزيارة رسمية لأفغانستان، كتب في حسابه على "تويتر" أنه سيتوقف خلال عودته لبلاده في لاهور للقاء نواز شريف، الذي يحتفل الجمعة بعيد ميلاده.
وتعود آخر زيارة لرئيس وزراء هندي لباكستان إلى عام 2004 في عهد رئيس الحكومة الهندي اتال بيهاري فاجباي، الذي نسب إليه تحسين العلاقات مع إسلام آباد.
وشهدت العلاقات بين الهند وباكستان تدهورا خلال السنتين الماضيتين، لا سيما بعد وصول رئيس الوزراء القومي الهندوسي إلى السلطة في نيودلهي منتصف 2014.
وفي مايو/أيار 2014 حضر نواز شريف مراسم أداء رئيس الوزراء الهندي اليمين الدستورية، ما اعتبر سابقة فريدة.
لكن أجواء التفاؤل سرعان ما تبددت وتكثفت المواجهات عبر الحدود في منطقة كشمير المتنازع عليها، والتي جرت حولها حربان بين البلدين منذ استقلالهما عام 1947.
وفي التاسع من الشهر الجاري اتفقت الهند وباكستان على استئناف المفاوضات على مستوى وزاري، وكانت هذه المفاوضات قد علقت في 2008 بعد اعتداءات بومباي التي قام بها متطرفون إسلاميون، ثم أعيد تحريكها في 2011، ولكن جرى تعليقها مرة أخرى مع عودة التوتر في العامين الماضيين.
ويبو أن لقاء مقتضبا بين مودي وشريف على هامش قمة المناخ في باريس في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعقبه اجتماع بين مستشاري أمن البلدين في بانكوك، ساهما في تبديد اجواء الفتور.
ورحب المراقبون بلقاء الجمعة، رغم أنه لم يرشح أي شيء عن فحواه.
وقال الخبير امتياز غول، الذي يتخذ من إسلام آباد مقرا له ويتولى رئاسة مركز الابحاث والدراسات المتعلقة بالأمن "إنه تطور مرحب به يدل على أن الخطوات الصغيرة، التي اتخذت خلال قمة باريس بين رئيسي الوزراء(الباكستاني والهندي) تحولت إلى خطوات كبيرة، ما يعتبر أمرا واعدا للبلدين".
وفي وقت سابق دعا مودي في كلمته أمام البرلمان الأفغاني إلى مزيد من التعاون بين الهند وباكستان ودول الجوار الأخرى من أجل تحسين الوضع في أفغانستان.
وقال "نحن على يقين بان نجاح أفغانستان سيتطلب التعاون والدعم من جميع الدول المجاورة لها، وعلينا جميعا في المنطقة، الهند وباكستان وإيران وسوانا، أن نتحد خلف هذا الهدف المشترك".
وعلى الفور انتقد حزب المعارضة الهندي الرئيسي قرار مودي "اللامسؤول" بزيارة باكستان.