وصف إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، الرسول الأكرم (ص)، بأنه شخصية سياسية وعسكرية، وعمل في حياته على إصلاح الدين والدنيا، وشكّل أمة لها مقوماتها الفكرية والسلوكية والاخلاقية والتشريعية والدستورية، مشيراً إلى أنه جمع بين مصلحة الروح والجسد، وحث على القيام بالأمرين، وأن كل واحد منهما ممهد للآخر، ومعين عليه.
وفي خطبته، التي خصصها للحديث عن الرسول (ص) أمس الجمعة (25 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، قال القطان: «إن العقل الإنساني يحار وهو ينظر ويدرس جوانب شخصية أعظم الخلق محمد (ص)، والأمور التي تحيّر الدارس لشخصيته كثيرة، لكن من أبرز الأمور المحيرة لنا ولغيرنا من غير المسلمين، هو ذلك الشمول والتنوع والتوازن في شخصية النبي محمد (ص)، إذ إن جوانب شخصية الرسول متعددة تعدداً يجعله منفرداً، ليس عن البشر فحسب، بل حتى عن الرسل».
وذكر أن «شخصية الرسول تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وما كل رسول كان له مثل هذا، فالرسول كان أباً، وما كل رسول كان أباً، وكان زوجاً، وما كل رسول تزوج، وكان رئيس دولة ومؤسسها، وما كل رسول أقام دولة، وكان القائد الأعلى لجيش الإسلام والمحارب الفذ، وما كل رسول حارب، وبعث للإنسانية عامة، فشرع لها بأمر الله ما يلزمها في كل جوانب حياتها، العقدية، والعبادية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأخلاقية، والسياسية، ولم يبعث رسول قط إلى الإنسانية عامة غيره، وكان المستشار والقاضي والمربي والمعلم والمهذب والعابد والزاهد والصابر والرحيم... إلى آخر صفاته التي استوعبت كل جوانب الحياة».
وأشار إلى أن «أبرز سمة في شخصية الرسول (ص) المتعددة الجوانب، أخلاقياته التي لا مثيل لها، والتي جمعت أخلاقيات العالم كله، مع انعدام التصرفات غير الأخلاقية... إن أخلاق الرسول هي ميزة شخصيته الكبرى، حتى أنه ليحدد مهمة رسالته».
وأضاف «كان القمة في الصبر والرحمة والحلم والكرم والتواضع، فهذه من أمهات الأخلاق التي تحمد إذا كانت في محلها، حيث نرى أن رسول الله (ص) يضع كل شيء في محله، فإذا كان العفو غير محمود فلا عفو، وإذا كانت الرحمة غير محمودة فلا رحمة، وهكذا، فرسول الله (ص) هو الميزان الذي توزن بتصرفاته أخلاق البشر، ويتحدد بهذه التصرفات حدود كل خلق، فلا يطغى خلق على خلق». واعتبر أن «العالم لم يعرف ارتفاعاً في الأخلاق في كلياتها وجزئياتها وأبعادها وشمولها كله كما عرفه في رسول الله، وكما شهد بذلك القرآن العظيم، وأن منتهى آمال أهل الأخلاق أن يقلدوه في خلق واحد من أخلاقه، وهم لا يرتقون بهذا الخلق إلا إلى بعض ما عنده».
وقال: «إن النبي (ص) كان رجل الأسرة الأول؛ فقد كان يعدل بين نسائه في السكن والنفقة والكسوة والمبيت والزيارات والوقت، وكان إذا أراد السفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وأنه كان ينزل على مشورة بعض نسائه، وأنه كان يسمح لهن بمناقشته، وكان يداري قلوبهن حتى تصفو، وكن يأخذن حريتهن في الكلام، فيسمع ويرد ويؤدب، ويحفظ لخديجة (رضي الله عنها) ذكراها بشكل منقطع النظير، فهو آية الوفاء في دنيا المروءة، وكان من وفائه لها أن يبر كل امرأة كانت لها صلة بخديجة، وأنه كان يذكرها بكل خير، حتى أن عائشة (رضي الله عنها) لم تغِر من امرأة كما غارت من خديجة، وهي متوفاة».
وأضاف أن «العالم ما شهد ولن يشهد مربياً كمحمد (ص)، فعل ما فعل بإمكانياته المحدودة ماديّاً، وبشعب أمِّي عمليًّا، ونقل أمة بهذه الفترة المحدودة في الناحية النفسية والأخلاقية والفكرية والحضارية والعسكرية والسياسية، وأنه وحده هو الذي وضع النفس البشرية على الطريق الصحيح، أما غيره فلئن أصلح جانباً فعلى حساب جوانب أخرى».
كما وصف القطان الرسول بأنه «رجل الدولة الأول سياسيًّا، فقد كان قائداً سياسيًّا فذًّا، إذ استوعب دعوته ووثق في نصرها، وقد كان يعرف ما يريد ويوضح لأصحابه كيف ستفتح بلاد فارس والروم، وقد كان بارعاً في الإقناع، فقد دخلت أقوام في دعوته نتيجة براعته في الدعوة والإقناع، وقد استوعب المستجيبين للدعوة تربية وتنظيماً وتيسيراً، وكان أتباعه يثقون الثقة المطلقة به، وكان يعرف إمكانياتهم ويوجههم بحسبها، وكان يحل المشكلات الطارئة، وكان يفاوض ويقاتل ويسالم وهو بعيد النظر والمعرفة بالواقع، وقادر على الاستفادة من النصر، وعلى إقامة دولة استطاعت أن تبقى قروناً طويلة».
ولفت إلى أن من جوانب شخصية الرسول القدوة (ص) أنه كان الرجل العسكري الأول؛ فهو في القيادة العسكرية يمثل دائماً القمة التي لا يرقى إليها الآخرون، فقد كان يخطط ويحارب ويستعمل الخدعة، ويبعث السرايا والمستطلعين، ويستخدم كل الفنون الحربية»، مضيفاً أن الرسول بدأ حياة دولته العسكرية بجيش مقداره 314 رجلاً، محاطًا بقبائل الجزيرة العربية كلها، مشركيها ويهودها ونصاراها وكلها معادية له، وفي الجزيرة العربية وعلى أطرافها سلطان لفارس والروم، وقد استهدفهم رسول الله بحربه، وبهذه القوة الصغيرة وبدعوته الكبيرة شقّ طريقه دعوةً وسياسةً وحرباً، فأخضع الجزيرة العربية كلها، ولم يتوقف إلا وقد هيّأ المسلمين لحرب الفرس والروم بآن واحد، فأتم خلفاؤه ما بدأه عسكريّاً، فسقطت الدولة الفارسية، وتقلصت الدولة الرومانية عن آسيا وإفريقيا تقريباً، كل ذلك في أقل من 10 أعوام، وما حدث بعده من فتوحات لا يمكن أن ينسب إلا إليه، فإنه من آثار تربيته وتأسيسه وتخطيطه.
وأردف قائلاً: «لو أردنا في أي جانب أو أي مجال من مجالات الحياة وفي كل أحوالها أن نؤلف كتاباً عن شخصية الرسول محمد (ص)، فسنجد أن حياته على قصرها كانت هداية وقدوة لكل شخص في كل حال، فقد تزوج وطلق، وحارب وسالم، وعادى ووالى، وباع واشترى، وفعل كل شيء. وثبتت عنه في ذلك قصص تصلح أن تكون قدوة للناس، ولكن تعال إلى غيره من العظماء، بل من الرسل مع كمالهم (صلوات الله عليهم أجمعين)، فإذا وجدت أحدهم بارزاً في مجال من المجالات، فلن تجد في سِيَرهم المحفوظة ما يصلح لأن يكون قدوة في المجالات الأخرى».
وخلص إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى القول: «لكي نأتي بقدوة تصلح لجميع البشر فإننا لن نجد سوى رسول الله (ص)؛ إذ لم يثبت عن أحد في كل المجالات قصص صحيحة ثابتة تشهد بكماله في كل أحواله إلا رسول الله».
العدد 4858 - الجمعة 25 ديسمبر 2015م الموافق 14 ربيع الاول 1437هـ
ظهر
ظهر الحق عشان تعرفون السياسة بدون دين لاتصلح لانه الدين تطبيق شرع الله ويه المعامله ويه الناس
لو الحكومة اتطبق شرع الله شان البحرين ابخير شرع الله وليس هوى ابليس
الدين والسياسة
اذا كان رسول الله (ص) شخصية سياسية وعسكرية اضافة الى انه المكلف بالدين ومبلغ رسالته .. اذا لماذا تسعى الدولة لفصل الدين عن السياسة؟
السياسة والدين
الرسول اكبر سياسي عرفته البشرية ..وبعد ذلك يأتي من يقول لا تدخلون الدين في السياسة
لا يجوز الجمع بين الدين والسياسة
انتبه ... كنت في يوم من الايام تصرخ بالقول :لا يجوز التدخل في السياسة . لو نسيت ياشيخ . يزاك الله خير