توقف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في باكستان أمس الجمعة (25 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في زيارة لم يخطط لها مسبقاً للقاء نظيره نواز شريف، في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات.
جاءت الزيارة بطلب من مودي قبل ساعات من عودته إلى بلاده قادماً من أفغانستان. وزادت الزيارة الآمال في أن تحقق المفاوضات المتقطعة بين الجارتين النوويتين تقدماً بعد 3 حروب وعداء مستمر منذ أكثر من 65 عاماً.
وعانق شريف مودي بعد أن هبطت طائرته في المطار بمدينة لاهور بشرق البلاد وغادر الزعيمان على متن طائرة مروحية إلى ضيعة عائلة شريف القريبة. وذكر مسئول بوزارة الخارجية الباكستانية حضر الاجتماع أن شريف قال لمودي: «إذاً لقد جئت أخيراً» بينما رد مودي قائلاً «نعم أنا هنا بالقطع».
وقال وكيل وزارة الخارجية الباكستانية إعزاز تشودري للصحافيين إن مودي اتصل بشريف في وقت سابق أمس لتهنئته بعيد ميلاده وطلب منه أن يتوقف في باكستان وهو في طريق عودته إلى بلاده. وأضاف تشودري «قال له رئيس الوزراء لتأتي من فضلك فأنت ضيفنا... لتأتي لاحتساء الشاي معي».
وصادف أمس عيد ميلاد شريف السادس والستين وتزين منزل العائلة بالأضواء استعداداً لحفل زفاف حفيدته اليوم (السبت). وتحدث مودي وشريف لنحو 90 دقيقة وتناولا وجبة الغداء قبل أن يعود الزعيم الهندي إلى بلاده.
وقال تشودري: «بين القرارات التي اتخذت تعزيز العلاقات بين البلدين وتقوية الاتصالات بين الشعبين أيضاً من أجل تهيئة مناخ لدفع عملية السلام».
وكان مودي في طريق عودته للهند بعد زيارة إلى روسيا وتوقف في وقت سابق أمس في العاصمة الأفغانية كابول حيث افتتح مجمعاً جديداً للبرلمان شاركت الهند في تشييده. وتأتي زيارة لاهور بعد أن استأنفت الهند وباكستان الاتصالات رفيعة المستوى عقب حديث مقتضب بين شريف ومودي في محادثات المناخ في باريس الشهر الماضي في إطار جهود إعادة استئناف محادثات السلام التي عرقلتها هجمات المسلحين علاوة على انعدام الثقة.
وكان متحدث باسم مكتب شريف قال في وقت سابق لوكالة «رويترز» إن الزعيمين سيناقشان عدداً من القضايا الثنائية بما في ذلك منطقة كشمير المتنازع عليها وهي أكثر القضايا جدلاً بين البلدين.
وقال مساعد مقرب من مودي إن قرار الزيارة جاء عفوياً من رئيس الوزراء ومن مستشاره للأمن القومي، أجيت دوفال وإنه لا يجب اعتبار الزيارة تحولاً مفاجئاً في موقف الهند. وأضاف المساعد الذي طلب عدم نشر اسمه «لكن نعم... إنها مؤشر واضح على إمكانية العودة للتواصل بسرعة».
وانعدام الثقة بين الهند وباكستان عميق. وزيارة مودي هي الأولى لرئيس وزراء هندي إلى باكستان منذ هجمات مومبي في العام 2008 التي قتل فيها 166 شخصاً على أيدي مسلحين تلقوا التدريب في باكستان.
العدد 4858 - الجمعة 25 ديسمبر 2015م الموافق 14 ربيع الاول 1437هـ