استثمر بعض المصرفيين رفيعي المستوى في العالم ملايين الدولارات في قطاع التكنولوجيا المالية المزدهر خلال العام الماضي، للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة التي تقدم الخدمات المالية عبر الانترنت، بدءا من المدفوعات والاقراض الى العملات الرقمية والتحويلات المالية عبر الحدود ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الجمعة (25 ديسمبر / كانون الأول 2015).
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت تقارير أن بليث ماسترز، المصرفية السابقة في «جيه بي مورغان» الرائدة في استخدام المشتقات المعقدة، رفضت عرضا لتولي ادارة مصرف باركليز الاستثماري من أجل التركيز على شركة ديجيتال أسيت هولدينغز، الشركة الناشئة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، والتي تهدف الى خفض تكاليف الادارة المصرفية من خلال استخدام التكنولوجيا المرتبطة بعملة بيتكوين الرقمية.
من الشخصيات اللامعة الأخرى التي استبدلت العمل في القطاع المصرفي بالتكنولوجيا المالية بهدف تحدي الشركات التقليدية، فيكرام بانديت الرئيس التنفيذي السابق لـ «سيتي غروب» وجون ماك الرئيس السابق في «مورغان ستانلي».
ويقول هانز موريس، الرئيس السابق لشركة فيزا، الذي أطلق شركة نيكا بارتنرز العام الماضي لتمويل وتقديم الاستشارات للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، ان كبار المصرفيين في «وول ستريت» يجذبهم المجال الذي يقدم لهم فرصا لتطوير منتجات ذكية جديدة دون مواجهة المعوقات التي تتسبب بها الضوابط الجديدة الشديدة والصارمة المطلوبة في المصارف التقليدية.
وبحسب موريس فان «التعبير المبتذل هو «القوانين التنظيمية تثير جنوني»، فالأمر ليس كذلك. الأمر يتعلق بحجم ومدى ما هو مطلوب والموجة المستمرة من المبادرات التنظيمية الجديدة. هذا هو ما يدفعك الى الاحباط».
أصبحت التكنولوجيا المالية، المتحررة من القيود الصارمة وأنظمة تكنولوجيا المعلومات القديمة، واحدة من أهم القطاعات هذا العام، حيث تستقطب الشركات الناشئة مليارات الدولارات من الاستثمارات. في الربع الثالث وحده وصلت الاستثمارات العالمية في شركات التكنولوجيا المالية المدعومة بمشاريع، مثل اقراض السوق، الى مستوى قياسي بلغ 4.85 مليارات دولار، بحسب «سي بي انسايتس»، شركة تزويد البيانات لصناعة رأس المال المخاطر.
وتشير تقديرات غولدمان ساكس الى أن صناعة التكنولوجيا المالية الناشئة يمكن أن تستحوذ على ايرادات تزيد على 4.7 تريليونات دولار وعلى أرباح تبلغ 47 مليار دولار من المصارف التقليدية.
كما أدى تدفق الأموال إلى القطاع الى رفع قيم الشركات الناشئة، ومنها «فاندينغ سيركل» و«ترانسفير وايز»، الى وضع ما يسمى بــ «وحيد القرن» أي الشركة التي تقيم بمليار دولار أو أكثر.
وفيما يلي بعض أبرز المصرفيين الذين يعملون على هز العالم القديم للقطاع المالي:
1 - فيكرام بانديت
منذ أن تمت الاطاحة به من الرئاسة التنفيذية لـ «سيتي غروب» في عام 2012، أصبح فيكرام بانديت واحدا من المستثمرين الأكثر حضورا واستثمارا في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. وكان المصرفي المولود في الهند قاد مصرف سيتي غروب خلال الأزمة المالية، لكن استثماراته الآن تتركز في شركات تحاول انتزاع العمل من المصارف الراسخة.
من بين استثمارات بانديت (58 عاماً) «كومن بوند»، شركة توفير القروض للطلبة عبر الإنترنت. وجمعت الشركة أكثر من 100 مليون دولار في شكل سندات وأسهم من المستثمرين، من بينهم بانديت في سبتمبر 2013.
وفي عام 2013، كان بانديت من بين مجموعة من المستثمرين الذين استثمروا نحو 2.7 مليون دولار في شركة أورتشارد، لتوفير البيانات والبنية التحتية لقطاع اقراض السوق، التي يستثمر فيها أيضا الرئيس المشارك السابق في غولدمان ساكس، جون وينكيلريد.
وتشمل محفظة بانديت الاستثمارية في مجال التكنولوجيا المالية «ام ام كيه تي» للتداول، التي تعمل على تطوير التكنولوجيا لتحسين السيولة في السوق الثانوية للقروض. وفي الآونة الأخيرة، أقدم على استثمار لم يكشف عنه أثناء جولة لجمع رأس المال بقيمة 58 مليون دولار لشركة ترانسفير وايز التي قيمت مدفوعات الشركة عبر الحدود عند مليار دولار تقريبا.
2 - جون ماك
لم يضيّع الرئيس التنفيذي السابق لــ«مورغان ستانلي» جون ماك كثيراً من الوقت في محاولة زعزعة نفس القطاع الذي أمضى فيه أكثر من ثلاثة عقود. بعد تنحيه من منصب الرئيس التنفيذي لــ«مورغان ستانلي» في عام 2011، استثمر في مجموعة من شركات التكنولوجيا المالية، بما في ذلك «ليندينغ كلوب» و«أورتشارد.»
المصرفي (71 عاماً) كان واحدا من مجموعة من المستثمرين البارزين الذين ساعدوا في جمع 130 مليون دولار في مارس لمصلحة شركة داتامينر، التي تعمل على تحليل وسائل التواصل الاجتماعي لانشاء تنبيهات للمتداولين. وقد قيمت عملية جمع الأموال الشركة عند نحو 700 مليون دولار.
والى جانب لاري سامرز، وزير الخزانة الأميركي السابق وعدد من المستثمرين المخاطرين البارزين، يعتبر ماك واحدا من أعضاء مجلس ادارة شركة ليندينغ كلوب. وتم تقدير قيمة أسهمه البالغة 2.4 مليون سهم في الشركة بــ36 مليون دولار عندما طُرحت في بورصة نيويورك في ديسمبر 2014، لكنها الآن تساوي أقل من 33 مليون دولار بقليل، بسبب تراجع أسهم الشركة في عامها الأول من التداول.
في سبتمبر، شارك ماك في جولة تمويل أولية بقيمة عشرة ملايين دولار لمصلحة الشركة الناشئة «ان اي اف تي» للتصنيف الائتماني أو «نيو انغلاند فندينغ تكنولوجيز». وتسمح الشركة للمقترضين بتحديث درجاتها في الوقت الحقيقي وتأمل في أن تطلق أولى منتجاتها وهي منصة باور كريدت في 2016.
3 - جو ساندرز
بعد حياة مهنية طويلة في مجال بطاقات الائتمان تم تعيين ساندرز (69 عاما) في منصب الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا والمدفوعات العالمية «فيزا» في عام 2007. وقاد المجموعة في عملية طرح الأسهم للاكتتاب العام الأولي في بورصة ناسداك في عام 2008، التي اعتبرت آنذك أكبر عملية اكتتاب في تاريخ الولايات المتحدة، قبل تقاعده في عام 2012. بعد عام، ساعد في اطلاق «غرين فايزر كابيتال»، شركة رأس المال المخاطر التي تركز على المراحل الأولى للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. وكان ساندرز قال هذا العام «على مدى الأعوام القليلة الماضية، التغييرات التي حصلت نتيجة اعتماد تقنيات جديدة كانت هائلة وستتسارع في الأشهر المقبلة».
وفي سبتمبر 2015 قادت «غرين فايزر» جولة استثمارات بقيمة 1.5 مليون دولار في الشركة الناشئة للمدفوعات، كاش، ومقرها سان فرانسيسكو، التي تهدف الى تعطيل شبكات بطاقات الائتمان القائمة. وفي اطار عملية جمع الأموال، انضم ساندرز الى الشركة ليتولى منصب رئيس مجلس الادارة.
في الشهر نفسه، شاركت غرين فايزر في جولة تمويل مخاطر بقيمة ثمانية ملايين دولار، من أجل شركة كلاود ليندينغ سوليوشنز، التي تعمل على توفير التكنولوجيا لمصارف السوق وشركات مالية أخرى. وتشمل الاستثمارات الأخرى «داتافوكس»، منصة التحليل والأبحاث، التي جمعت خمسة ملايين دولار في يوليو.
4 - هانز موريس
أمضى هانز موريس 27 عاما في «سيتي غروب» وترقى لشغل منصب المدير التنفيذي للمالية في البنك الأميركي ورئيس ادارة التمويل والتكنولوجيا والعمليات في «سيتي ماركيتس آند بانكينغ». استقال من البنك ليتولى منصب رئيس شركة فيزا في الفترة 2007 ـــ 2009 قبل الانتقال الى مجموعة الملكية الخاصة «جنرال أتلانتيك» في عام 2010.
في عام 2014، أسس شركة استثمار المخاطر في مجال التكنولوجيا «نيكا بارتنرز» واضعا خطة لاستثمار 20 مليوناً ـــ 25 مليون دولار، على مدى 18 شهرا في شركات التكنولوجيا المالية التي تركز على القروض الاستهلاكية البديلة وحلول الدفع التجارية وبرامج البنية التحتية المالية.
وكان موريس قال في ذلك الوقت: «نحن نجمع بين الخبرات في النظام المالي مع كثير من العلاقات في وادي السليكون».
5 - بليث ماسترز
المصرفية المخضرمة السابقة في «جيه بي مورغان»، صنعت لنفسها اسماً بوصفها رائدة في سوق مقايضة العجز عن سداد القروض، أداة الاستثمار المعقدة التي كسبت سمعة سيئة لمساعدتها في تأجيج أزمة القروض العقارية في عام 2008.
منذ أن تركت البنك الأميركي في ابريل 2014، أصبحت ماسترز واحدة من أبرز المدافعين في «وول ستريت» عن «سلسلة الكتل»، وهي تكنولوجيا قاعدة البيانات التي تسجل جميع تعاملات العملة الرقمية المثيرة للجدل بيتكوين وتدعمها.
في عام 2015 انضمت الى الشركة الناشئة في مجال سلسلة الكتل «ديجيتال اسيت هولدينغز» لتتولى منصب الرئيسة التنفيذية، لاستحداث منتجات لتنظيم الأعمال البطيئة في آليات الخدمات المالية، التي تقوم على المعاملات الورقية، مثل التسوية.
وأقدمت الشركة على عدد من عمليات الاستحواذ منذ بداية العام، بما في ذلك شراء «هايبرليدجر» ومقرها سان فرانسيسكو، و«بيتس أوف بروف» ومقرها بودابيست مقابل مبالغ لم يتم الكشف عنها.
وفي أكتوبر، اشترت ديجيتال اسيت هولدينغز شركة Blockstack.io، التي تهدف الى تقديم خدمات سلسلة الكتل الخاصة الى القطاع المالي في العالم.
التكنلوجيا تجي و الوظائف تروح
هذه الضريبة القاسية و الكل بسببها خسران و التسريحات في ازدياد