شنت طائرات أميركية غارتين أمس، على منطقة سانغين في ولاية هلمند (جنوب) التي اجتاحها مقاتلو حركة «طالبان» هذا الأسبوع، في محاولة لوقف تقدمهم ومنع سيطرتهم بالكامل على الولاية التي تشكل مركز زارعة المخدرات وإنتاجها جنوب أفغانستان حيث تفرض الحركة إتاوات على المزارعين وتتحكم بخطوط التهريب ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (25 ديسمبر / كانون الأول 2015).
يأتي ذلك غداة إرسال بريطانيا 90 من عسكرييها لتقديم استشارات فنية للقوات الأفغانية في هلمند من دون المشاركة في المعارك ضد الحركة التي تأمل بتكرار سيناريو بسيطرتها على مدينة قندوز (شمال) في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، قبل تدخل أميركي لدحرها.
وتزامن تصاعد التوتر في هلمند مع محاولة الرئيس الأفغاني أشرف غني فتح حوار مع باكستان التي تشكل الداعم التقليدي لـ «طالبان»، من أجل استئناف محادثات السلام التي وصلت إلى طريق مسدود.
وكشف مصدر أمني باكستاني أن قائد الجيش راحيل شريف سيزور العاصمة الأفغانية كابول خلال أيام لمحاولة إحياء المحادثات.
وأعلنت «طالبان» سيطرتها على مقر إدارة منطقة سانغين بعد طرد القوات الحكومية، لكن كابول أصرت على أن قواتها لا تزال تتمركز في المنطقة وتتصدى لهجوم الحركة. وتحدث الجنرال عبد الودود، أحد قادة القوات الحكومية، عن صد قواته بالتعاون مع جنود الحلف الأطلسي (ناتو) هجوماً لـ «طالبان» وتكبيدها 60 قتيلاً أحدهم القيادي البارز فيها الملا ناصر. أما حاكم هلمند ميرزا خان رحيمي، فأشار إلى مقتل 25 «طالبانياً»، ما عكس تضارباً في روايات السلطات حول مجريات المعارك.
وتعترف كابول بسيطرة الحركة على ثلاث مناطق وغالبية بلدات الأرياف في هلمند، وقطعها طرق إمداد القوات الحكومية المحاصرة في عدد من المواقع.
وقال عبد الوهاب أحد قادة الشرطة: «رجالنا جائعون وعطشى»، فيما أعلن الضابط في الجيش معصوم خان أن القوات الأفغانية «تسيطر على الوضع حتى الآن، لكننا نحتاج إلى تعزيزات لأن رجالنا لم يناموا منذ أسبوعين».
وروى مدنيون فروا من سانغين أن مقاتلي «طالبان» أعدموا جنوداً في محاولة لفرض سيطرتهم على المنطقة، وإجبار البقية على الفرار أو الاستسلام.
وكان نائب حاكم ولاية هلمند محمد جان رسول يار حذر الرئيس الأفغاني من إمكانية سقوط كامل لولاية هلمند في أيدي «طالبان» بعدما حاصر مسلحوها كافة المراكز التي تتواجد فيها القوات الحكومية الأفغانية وقطعوا طرق إمدادها. وطالب رسول يار الرئيس الأفغاني في رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعمل مباشر لـ»وقف زحف طالبان على الولاية وتفادي سقوطها بالكامل».
إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي مقتل «طالبانيين» في غارات شنتها طائرة بلا طيار في ولاية ننغرهار (شرق)، حيث أسرت القوات الحكومية عدداً من مقاتلي جماعة «ولاية خراسان» الموالية لتنظيم «داعش».